الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أخطائنا الأخلاقية

عبد اللطيف بن سالم

2018 / 2 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من أخلاقنا وسلوكياتنا التي عفا الزمان عليها والتي لا نزال نتوارثها عن آبائنا وأجدادنا في مجتمعنا العربي أن لا يزال النساء في واد والرجال في واد آخر دائما إلا نادرا فالمرأة لا تتواصل ولا تتخاطب إلا مع المرأة وكما لو هي ممنوعة عن الرجل والرجال لا يتواصلون ولا يتخاطبون ولا يتفاكهون إلا مع الرجال وكما لو أنهم ممنوعون عن النساء دائما لذلك نرى المقاهي مثلا في بلادنا العربية مملوءة في العادة بالرجال فقط في حين أن المرأة لا تعيش إلا بأمل في الحصول على رجل والرجل مثلها لا يعيش إلا بأمل في الحصول على امرأة وكل منهما يبحث عن الآخر – ليُكمل به نصف دينه -- كما يُقال عادة ومن منا لا يعلم أن المرأة – طبيعيا – تفرح بملاقاة الرجل والرجل كذلك يفرح بملاقاة المرأة ؟ لكن من أخطائنا الأخلاقية أن المرأة في بلداننا العربية والإسلامية عموما تمشي غاضة الطرف عن الرجل والرجل كذلك يمشي وكثيرا ما نسمع الناس الغارقين في بحر الماضي يمتدحون من لا يرفع بصره في المرأة ومن لا ترفع بصرها في الرجل ولكن من المفروض الآن أن يكون العكس هو الصحيح وإلا فما قيمة المرأة التي لا ينظر إليها رجل ولا يحفل بها ولا يُعجب بجمالها ولا يُشيد بشخصيتها كما هي دائما تتمنى ؟ وما قيمة الرجل أيضا الذي لا تنظر إليه امرأة ولا تهتم به ولا تُبدي إعجابها بشخصيته كما هو يتمنى في داخله؟إذا لم يكن ذلك واقعا بالفعل فسيشعر كل منهما بالهامشية وربما يصاب أيضا بمرض التوحد . أذكر أن عجوزا أوروبية قالت في الإعلام مرة :"" المرأة التي لا تنتظر رجلا لماذا تنتظر الصباح ؟ "" وكذلك يمكن القول عن الرجل .
وإذا لم يحصل الاختلاط في كنف المحبة والاحترام المتبادلين وتقاسم الفرح في ما بين المرأة والرجل فإننا إذن سنسقط -- في ما سقط فيه غيرنا-- في ما يُعرف بالجنسية المثلية التي هي مخالفة تماما للطبيعة البشرية السليمة والسّوية ومُفسدة طبعا للأخلاق العامة التي ننعتها بالحميدة و القائمة عادة على احترام تلك الطبيعة البشرية السليمة والنقية . وإننا بتحقيق التقارب الثقافي هذا بين الرجل والمرأة نُكرّس بينهما روح المحبة والتعاون إلى الأبد سواء بالزواج العادي أو بدونه ونخفف من نسبة التوتر الحاصلة بينهما منذ أزمان بعيدة نتيجة لهذا التباعد المفروض عليهما عُنوة واعتمادا على مرجعية غير مقنعة أبدا إضافة إلى وضع شروط للتقارب بينهما أحيانا مُجحفة ومُكلفة لا يقدر عليها الكثير من الناس إلا بمشقة بالغة وفي أغلب الأحيان يكون تقاربا فاشلا تماما لآنه ليس مهيئا سابقا بتبادل معرفي وثقافي كاف فلا غرابة إذن ما يحصل من ارتفاع في نسبة الطلاق بينهما في أغلب بلداننا( وتونس في المرتبة الأولى بين العرب). ولعلنا بهذه الثقافة المقترحة سنضرب عرض الحائط بتلك الأوهام التي تُلجئ البعض منا نتيجة للإحساس بالفشل في علاقته بالآخر إلى التعويل على السحر والشعوذة للتأثير في الآخر وجلبه إليه أو الحصول عليه بهذه الطريقة غير الشرعية وغير الإنسانية والتي هي مناقضة لكل منطق .

الهاتف: 92419970 والكود216 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس