الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بل كيف خلود لا تموت!

كريمة مكي

2018 / 2 / 23
الادب والفن



مشتاقة لنِسمة ͋الكافʺ العالية،
مشتاقة للُقْمة من يد الحانية.
أمي أنا عائدة، أنا قادمة...
و قبل الوصول...هتفتِ قائلة
آلو أمي . لقد وصلتْ!
دخلتُ الكاف..اطمئني..
ربع ساعة،
ربع ساعة فقط، تفصلني عن دارنا!
اوه ..كم أنا جائعة...

☼☼☼

و في النقطة الثامنة كانت اللحظة الدامية
احترقت الأم، انشطرت البنت و ارتفعت الروح إلى سماء الخلد.
ذهبت ʺخلودʺ لدنيا الخلود و بقي الأسرى في دنيا العظم و اللحم و الجلود.
طوبى لكِ خلود، تخلصتِ دفعة واحدة من أغلال و آلام الجسوم.
كذلك شاءت لك الساعة الحاسمة.
مسيرتك الهادئة الواثقة انتهت فجأة بموتة ضاجّة صاخبة.. موتة لا تليق إلاّ بأصحاب القلوب البهية الصافية.
و لكن لماذا الآن؟ لماذا يا غالية ؟
قطعا لحكمة لا يعلمها سواه، جلّ سبحانه في عُلاه.
ربما ليكون جسدك الذبيح قربانا لأجل هذه المدينة الخامدة..
ليعطف الرب على جميلتنا البائسة فتستيقظ من سباتها و تنفجر الحمم نار و نورا من بركانها
فتعود لنا ʺسيكاʺ الفاتنة..ʺسيكاʺ الساحرة.
دمك الذي سال مدرارا فوق تراب المدينة الشامخة لن يذهب هدرا ʺخلودʺ
إنه دم عروس حالمة جاءتها بسيارة جديدة بيضاء مشتاقة، لاهثة.
دمك لن يذهب هدرا.. لا أبدا.. ليس الأمر مصادفة!
دمك سقى ترابها بكل ما فيك من صدق و عزم و من صبر و مثابرة.
و لأن في دمك خلطة غامضة... فإن سيكا ستنجح مثلك رغم كل الظروف الكالحة.
كانت سيكا تزغرد لعروس في العربة البيضاء جاءتها من البحر قادمة
و ها قد بلغ دمك أعماقها..هاهو بدأ يتلألأ في أحداقها
و قريبا ستخرج من عروقها زهرة فارعة ..تطرح شذاها في المدى
إنها زهرة البعث و الخلود.. الزهرة القانية.
سيكا ستقوم..خلود..هذا هو الوعد المكتوب.
صار بينك و بين سيكا عهد جديد.. ما بينكما هو رباط دم و هل أقوى من الدم رابطة
سيكا على الطريق، خلود ... سيكا قادمة..إني أراها فيك و سأراك حتما فيها.

☼☼☼

و أعود للأم لأسألها...
فأجدها تسال بقلب محتار مكلوم
خلود ..لماذا تموت؟ كيف ترحل؟؟؟..
لا لستُ بخير..سأكون بخير حين تعود!
جنون قلب أم كانت تنتظر أن ترى خلود عروس، فأدخلوها عليها فجأة أشلاءا في تابوت.
نستغفرك الله و اليك نتوب..انه كفر الأمومة الملتاعة الهاذية.
أما أنا فإني لا أسأل بل أقول: بل كيف خلود لا تموت؟؟
كنتُ عارفة!
كانت فيها تلك الصفات القاتلة!
حبّ العلم، الجد في العمل، طاعة الأم و الوفاء للعائلة
كانت الهدوء في وجه العاصفة..
كانت الرقة و البسمة الدافئة..
لا شكوى من الدنيا مهما قست و هي العنيدة القاسية.
لا كذب و لا نميمة و لا أحاديث باطلة.. فقط حب العمل و حب القعدة الرائقة.
كم كنتِ حالمة ..خلود.. كم كنت واعدة!
كنتِ عملة نادرة لذلك اختطفك الموت
كأنك ما كنتِ صالحة إلا للحياة الخالدة
سلاما لروحك خلود...يا باهية
هنيئا للموت..
راهن على الورقة الرابحة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و