الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحنُ عملنا شيئاً ، فتُرى ماذا عملتُم ؟

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2018 / 3 / 1
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


إسمحوا لي أن أقصّ عليكم ، إبتداءً ، قصة الشخص الذي إستفتى أحد رجال الدين ، عندما كان مغترباً ، عن ما يجوز له أن يصوم رمضان بدون أن يُصلّي ، فاجاز له رجل الدين ذلك . عاد الرجل إلى وطنه ، وأراد أن يستشير رجل دين آخر حول ذات الموضوع ، فغضب رجل الدين وإستنكر إجازة الصوم بدون الصلاة ، وطلب من الرجل عنوان رجل الدين في بلد الغربة ، وكتب له يوبّخه على فعلته ، فأجابه هذا " أنا أقنعته أن يؤدّي الصيام ؛ وهو فرضٌ من فروض الدين ، وعليك أن تُقنعه أن يؤدّي الصلاة " .
كثيرٌ من الكلام يُنشر عن قيام تحالف " السائرون " . بعض الكلام جدلٌ وبعضُه لغطٌ ، و يا للأسف يُنسب جُلّه إلى مثقفينا المحسوبين على يسار التيارات السياسية العاملة في الساحة ، إن لم يكونوا من لُبّه ، كالذي تحجج بأسباب فجّة غير ناضجة وإستقال من قيادة حزبه ، وقدّم بحقّ ، مع الأسف على تاريخه السياسي ، الدليل أنه لم يفهم من النظرية العلمية التي يهتدي بها حزبه ، ولم يتّسع فكره لمدى المرونة في تلك النظرية لتطبيقها على ظروف كل بلد في مراحل تطوّره الإقتصادي والإجتماعي .
قلنا ، وكررنا ، في تحليلنا لظروف العراق الراهنة ، أن ليس العراق دولة بالمعنى المتعارف عليه بين الدول ، على الرغم من ما تصوّره الدول ذات النفوذ الفعلي عليه ، بإعتباره لا زال عضواً في الأمم المتحدة وله سفارات مقبولة لدى معظم الدول . إن العراق الراهن ليس دولة لأنه فاقد السيادة الوطنية ، ودول أخرى تسيّر سياسته التي تتأرجح يُمنة ويُسرة حسب قوة نفوذ كل واحدة منها بين يومٍ وآخر . العراق ليس دولة بسبب عدم وجود حكومة لها السيطرة على النظام والأمن سواء على السكان أو الأرض ، العراق ليس دولة لأنّ شعبه مقسّمٌ بفعل التعصب الديني والمذهبي والعنصري الشوفيني . وخلاصة القول إننا في مرحلة تاريخية دون مستوى " الوطن الحرّ " وعلينا أن نناضل ، جميعاً ، من أجل التحرر ، قبل أي جدل حول ما سيكون بعد التحرر .
في حومة العمل السياسي الدائر للتهيّؤ للإنتخابات القادمة في 12 أيار 2018 ، لا زال البعض منا يسوّف الوقت في جدل عقيم حول مًن الحليف ومَن الخصم ، بينما قارب العراق مهددٌ بالغرق ، فترى يا أساتذة و يا زملاء هل سألتم أنفسكم في طاحونة أية جهة تصبُّ مياهكم عندما تهاجمون " السائرون " وتتباكون على " تقدّم " بدل أن تعملوا على تقريب وجهات النظر في الصف الوطني لخلق جبهة عريضة متراصة توجّه طاقتها لإفشال جهود الجبهة المناوئة لمصلحة الشعب والوطن ، والتي تريد رهن العراق إلى الدول الأجنبية ؟ تُرى ما هو البديل لمواجهة تلك الجبهة بدون تعاون جميع القوى السياسية الوطنية الشريفة ، على أقل تقدير ، للعبور من عنق الزجاجة ، وتحقيق متنفّس إضافي من الوقت ، دون الغرق الذي لا مفرّ من الفناء الذي ينتظر العراق لو أنهم نُصروا .
منشغلون بلوم الحزب الشيوعي لإصطفافه مع قوى دينية ومن ضمنها الصدريين ، وتعملون على تعميق الهوّة في الصف الوطني ، وتوسيع الشق بين " السائرون " و " تقدّم " وبعضكم يعمل على خلق إنشقاق في الحزب ، كل هذا وأنتم ساهون عن العراق السائر نحو الهاوية . فما الذي أنتم ساعون إليه ، وتدّعون سعيكم عملاً وطنيّاً ؟ فبئس ما تعملون ، وبئس الوقت الذي إخترتموه لهذا العمل . تعوّذوا من شر ما تعملون ، وعودوا إلى فهم ما يحتاجه العراق آنيّاً ، وليس ما سيحتاجه في غد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا