الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اصوات نشاز

عبدالوهاب جاسم الجرجري

2018 / 3 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تظهر بين الفينة والاخرى بعض الاصوات النشاز التي تدعوا الى التفرقة بين ابناء الريف وابناء المدن على اساس ثقافي معتبرين ابناء القرى والارياف قليلي الثقافة والمعرفة بالأمور الحضارية ويجب ان لا يرتقوا المناصب السياسية والادارية التي يجب ان تبقى حكراً على ابن المدينة لكونه ضليع بالحضارة وهذه النظرة الخاطئة انتهجها بعض الاشخاص ممن يدعون انفسهم بالكتاب والمثقفين وعلى راسهم فواز الفواز الذي عمل على تبني وجه نظر خاطئة الغاية منها زرع بذور الشقاق والتفرقة على اساس مناطقي بين سكان الريف وسكان المدينة وعلى وجه الخصوص في محافظة نينوى والغرض من ذلك دفع المواطنين في مدينة الموصل للمشاركة الفاعلة في الانتخابات القادمة شريطة انتخاب مرشحين من ابناء المدينة حصراً بغض النظر عن الخلفية السياسية للمرشح وانتمائه الحزبي ودون اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة حيث ان المهم عند اصحاب هذه الدعوة ان يرتقي المناصب السياسية والادارية وان يمثل المحافظة في مجلسي النواب والمحافظة اشخاصا يمثلون الموصل المدينة ناسين او متناسين ان الترشح للانتخابات هو حق كفله الدستور تحت شروط معينة لكل مواطن عراقي ولا يوجد فيها نص او شرط يشير الى ان المرشح للانتخابات يجب عليه ان يكون من سكنة المدينة دون القرية كما ان المجلس المحلي يسمى مجلس محافظة نينوى وليس مجلس مدينة الموصل فمن حق كل شخص يسكن المحافظة ولديه المؤهل ان يرشح نفسه له والامر عينه ينطبق على المجلس النيابي فهو مجلس النواب العراقي وليس مجلس مدن العراق وهذه امور بديهية اردت ان اسردها لكي يفهم الفواز وغيره وان يبتعدوا عن هذه النظرة الدونية ويكفوا اصواتهم النشاز واقلامهم المأجورة من قبل بعض الشخصيات السياسية التي افل نجمها وذهب بريقها السياسي فمهما حاولوا تلميعها تبقى صدئة مكشوفة اوراقها للشعب.
ان ما طرحه الفواز يوحي للقارئ بانه يعيش في غير عصرنا الحالي بل وبعيد عن الواقع بكل حيثياته وتفاصيله وكأنه يعيش اي الفواز في الخمسينيات من القرن الماضي عندما كان التعليم حكراً على المدن دون القرى وكانت زيارة ابن القرية للمدينة انجاز بحد ذاتها لأسباب ثقافية اولا ورداءة الطرق والمواصلات ثانيا اما في الوقت الحالي فان المعادلة مختلفة جذريا حيث اصبح للقرى شأن لا يقل اهمية عن المدينة وفيها كفاءات ومثقفين يجارون ابن المدينة وينافسوه بل ويتفوقون عليه في احيان كثيرة والتجربة السياسية خير دليل على ذلك اذ ان المتابع للمشهد السياسي يلاحظ الفرق الكبير بين سياسيي مدينة الموصل وسياسيي القرى والارياف التابعة لمحافظة نينوى .
ان مدينة الموصل ومحافظة نينوى بشكل عام قد خاضت غمار تجربة مريرة بعد ان سيطرت عليها القوى الظلامية وهذا الامر يحتم علينا ان نتعاون ونتكاتف وان نرص الصفوف من اجل اعادة البناء والاعمار وان لا ننظر بعين واحدة ازاء هذه التجربة التعيسة ولا نلصق الارهاب بفئة دون اخرى فالإرهاب والارهابي منبوذ غير مقبول اينما حل وارتحل ولا يمثل ابن القرية كما ولا يمثل ابن المدينة اطلاقاً وكلا الطرفين ظهر منهم من انتمى لعصابات داعش الاجرامية واجرم بحق اهله ومدينته ومحافظته وبلده , ومرحلتنا الانية هي مرحلة البناء ولنركز على بناء الانسان الواعي المحب لبلده بوجه عام ومدينته بوجه خاص ولنحارب الجهل فهو آفة الآفات ومخرب الحضارات .
واخيراً فان ما طرحناه في هذا المقال لا يعتبر انتصاراً لفئة على اخرى وليس انتقاصاً من شخصٍ معين ولكنه انتصاراً للحق ووضعٍ للأمور على نصابها الصحيح فأنا كمواطن ليست لدي ايُ مشكلة في ماهية الشخص او الاشخاص الذين يتولون زمام الامور في محافظة نينوى او البلد ولا يهمني طبيعة سكنه وطريقة حياته بل ما يهمني اكثر ماذا يقدم وكيف يخدم ويسهم في ايصال الخدمات لكل المواطنين دون تمييز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي