الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنقاء كان اسمها- سوريا-

فلورنس غزلان

2018 / 3 / 2
الادب والفن


كنت معهم هناك ، في الغوطة أو دمشق...
كنا نقول " لازال الوقت باكراً ...لم ينضج إنساننا بعد...
باغتنا الطفل وأخرجنا من شِباكِ خوفنا المزمن..
واليوم ؟هل فات زمان وقفتنا مع الذات، مع الوطن، مع الحرية؟
لقد فاضت مآقينا وأغرقت دموعنا الأودية وحرقت أشجارنا، ولم نقف بعد مع أنفسنا...أو مع أرضنا، أو مع وطننا الذبيح...
وقفت أقدام الغرباء أمام بابنا واصطلينا بنار سهامهم وآلاتهم...وأضرمت النيران بأشلاء الوطن، ونحن على قارعة درب لم يوصلنا للنور ولم نفلح في ركوب قطارٍ أو براق يسعف موتنا وينصب رايتنا في ساحة "المرجة".
ياورد دمشق تفتح في صناديق صدورنا، ويا أغنية الحرية لاتنسي من يقفوا في عتمة السجون...
فقد تصلبت أجسادهم واختفت ملامحهم ..طال انتظارهم وكبرت مساحة جوعهم...فهل تمطر السماء خبزاً بلا دم أو دموع؟
هل يهجع الموت قليلا في الغوطة أوفي الشام؟ هل يتوقف فصل الحقد عن التوالد والتناسل؟
نريد الخروج...نريد الدخول...إلى حيث تطأ قدم الإنسان، إلى حيث يسجل التاريخ يوماً بلا عدوان...
يوماً يشعل زيت التواصل ولهفة العاشق ...إلى يوم يوصلنا لقاع الحزن وينشلنا من فوهة البركان...يأخذنا بعيداً عن طوفان "بوتين" ...عن جزر أمريكا وعن ألعاب البهلوان...في تركيا وفي إيران.
سأرحل إليكِ في لحظة الهروب منكِ... فوق براق شوقي وقوافل لغتي التي تحاور نفسها...وتتقن الدوران.. بين هياكل بيوت وآثار مدنٍ يعلوها الغبار ويجللها الدخان.
فأن أحترق معكِ خيرٌ من احتراقي في بعدك ، لم يبق لي سوى الذكرى ولم يبق لكِ سوى الخيمة والاسم، فهل تمنحنا الأسماء تصريحاً لكسر الأقفال ولفتح المنافذ الموصدة؟
لا أسمع إلا رنين الطلقات في صدور الأطفال، لا أرى إلا النيران المصبوغة بالدم تلتهم منازل الفقراء، قبل بزوغ الشمس سمعت أصواتاً لجموع تصطف وتتهيأ للموت القادم مع رعود طائرة ...ترمي براميل إنسانيتها وتغيب.
أصطف بالدور وأمامي شيخ يهز رأسه وتغيب عينيه...يتمتم بآياتِ أسطورة وقفت بوجه هذا العالم تشهد على موته الإنساني..
أريد لألمي أن يعبر...أن يَمُرَ فوق رياح الشر...أن يطير إلى المسيح المصلوب في بيت لحم...أن يهزه ويسأله : مامعنى أن ينحني الحب أمام الحقد؟ مامعنى أن تعود بطاقات الأطفال من المدارس بلا اسم ولا ختم ، بلا صورة أو رقم...ممسوحة من التاريخ مع أنها تشهد على التاريخ بأنه رقعة شطرنج واللاعبين كُثُر..
أتقدم وأسأل : قل لي هل نحن في عصر الدجال ؟ أم عصر المهدي؟ ...أم أنك تريد لنا أن نصلب معك لننتهي كأسطورة عنقاء كان اسمها "سوريا"؟
فلورنس غزلان ــ باريس ــ 02/03/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة


.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد




.. الفنانة السودانية هند الطاهر في ضيافة برنامج كافيه شو


.. صباح العربية | على الهواء.. الفنان يزن رزق يرسم صورة باستخدا




.. صباح العربية | من العالم العربي إلى هوليوود.. كوميديا عربية