الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طرق الوصول الى مجلس النواب العراقي 2018

كاظم الحناوي

2018 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


هناك طريقتان للوصول الى مجلس النواب: الأولى أن تكون قائدا.. والثانية: أن تكون منقادا!!
والعجيب أن الطريقة الثانية أكثر فعالية وتحقيقا للنجاح لانها أقل كلفه وتحتاج الى شخصية متقلبة تعيش ظل لشخصية اخرى. ومن خلال قراءاتي لأعظم المعارك الانتخابية في التاريخ التي يظمها كتابي (كيف تصبح زعيما؟).. تجمعت لدى قصص كثيرة عن خطط انتخابية حققت نتائج خارقة - ليس بسبب كثرة الدعاية أو الناخبين - بل بسبب ضعف القوانين وجرأة التنفيذ.. فعلى سبيل المثال:
حين تهيمن صور الزعيم الأوحد، تتلاشى إمكانية تقديم شخصيات أخرى تملك مواهب القيادة.. وهذه العلة يحاول المرشحون أن يتخلصوا من عبئها وتركتها الثقيلة عبر الانقياد ، وما زال مرشحينا يتقاتلون من أجلها.. وليست تلك العلة فقط، وإنما تخطتها إلى مستويات يصبح زعماء القوائم تابعين لمخابرات دول وشخصيات مرعبة وغير مأمونة.. ولذا يبدو الفضاء العام بلا قامات أو حضور شخصيات يعول عليها في استعادة الثقة بقيادة العراق عبر القادة الانقياديين..
وفي مرحلة تدعى بمرحلة مابعد الاحتلال في العراق ظل مشروع القيادة مقفلا أمام القامات، التي تملك مواهب القيادة وحضورها وكاريزمتها ونزعتها.. مما يعلل عوامل الانسداد في مشروع الدولة الوطنية . عبر تصدر المشهد بشخصيات منقادة تؤمر فتنفذ وتنهى فتنتهي.. لا تفكر ولا تبادر ولا تقاتل من أجل رؤية أو مشروع.. ليظل ثمة فراغ كبير في القيادة ملأته أسراب الانتهازيين ومسوقي الوهم وبائعي الشعارات .. وكل طموحهم الوصول باي ثمن الى قبة البرلمان..
وهذا عائد لان دول الجوار وقادة الاحتلال لن يتحملوا وجود زعيم او شخصية قيادية مهما كانت كفاءتها في العراق.. لإنهم مرتاحين من وضع أصبح شائعا وسائدا ويكاد يطغى على الامل بالتغيير وهو استسلام الشعب لمن زرعوهم... فخلال السنوات الماضية قام هؤلاء بتجريف لكل الافكار العراقية عبر قتل او تشريد او ابتزاز القيادات التي يمكن أن يعول عليها في صناعة ملامح أخرى لبلد يرزح اليوم تحت وطأة التخلف والفشل في كافة المجالات.. وصولا إلى ما هو أخطر وهو احتمال التفكك والانهيار، بسبب الشخصيات الانقيادية والانفصامية التي تقود البلد .
الانفصامي يعيش داخل شخصيتين أو أكثر،هو تلك الشخصية العجيبة التي لا تمثل الشخصية الحقيقية لصاحبها وواقعها وإمكاناتها، وإنما صورة أخرى بشخصية ثانية كلها عجائب، هذا (الانفصامي) يحاول بهذه الشخصية إيجاد موقع قدم لطموحه،ليعيش الانسجام النفسي والعقلي متناغما مع ما تسمح به ظروفه وقدراته، هذا الانفصامي لم يؤت حظا من علم حقيقي وموهبة ليتقدم الصفوف بكفاءته وتميز مهاراته وعلمه، والمؤلم أن هذه الشخصية لا تشعر بحالها ولا تقيم ذاتها وقدراتها، يقفز الصفوف ويتخطى الحواجز متسلحا بافخم العبارات والثياب والكثير من الكذب والتضليل، ولا تستغرب فقد تجده يحمل لقب دكتور وقد يسبق اسمه لقب كذا وكذا من ألقاب التفخيم التي منحها لنفسه أو استجلبها من نظير له في هيئة الشبيه عبر القدرة على التقلب وتبديل الاهتمامات والولاءات بحسب الزمان والمكان وجاذبية قبة البرلمان، ومما يتسم به صاحب الشخصية الانفصامية الانقيادية هوطرح نفسه على انه الجهبذ لإدارة دولة متعثرة.
والمصيبة الكبرى أن هؤلاء الانفصاميين يجيدون مهارات التسلل وسط التناقضات وانتهاز الفرص، وقد وصل بعضهم في لحظات غفلة وسوء تقدير إلى اهم مفاصل الدولة للتحكم في حياة شعب كامل! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد