الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغالطة رديئة منتشرة بين الناس

محمد عبد القوي

2018 / 3 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعتقد كثيرٌ من المحسوبين علي الثقافة السائدة بأنهم مثقفين، ومعهم (مثقفي التواصل الإجتماعي - العوام ثقافياً بمعني أدق) أن التخلُّف والإنحدار ناتج بسبب الدين نفسه، وأننا لو تخلَّصنا من الدين لصرنا من الأمم المتقدمة، مع أنهم - هم بذاتهم - إنحلُّوا عن الدين نهائياً، ومع ذلك لم ينتجوا لنا شيئاً ولم يقوموا بعمل مفيد يوماً فهل كان السبب - وفق هذا المنطق السخيف - تحررهم من الدين ؟!

إن هناك دولاً لا تدين بأي دين ومع ذلك هي في قاع بحر الظلمات كبعض دول أمريكا الجنوبية ومجاهل أفريقيا، وهناك دولاً أخري علي نفس النهج ومتقدمة كالصين، وهناك دول لها مرجعيات دينية ومع ذلك هي دول متقدمة كسنغافورة وبعض دول أوروبا وأسيا، وهناك دول غارقة في الأصولية الدينية ومع ذلك في قمة تفوقهم كإسرائيل
وقد تقدَّم المسلمون في القرون الأربعة الأولي وأنشئوا حضارة كبيرة هائلة، عدَّت من أعظم حضارات العالم، ومع هذا فالمسلمون الآن - هم نفسهم بنفس دينهم - في قاع تراتب الأمم مما يعني أنه لا علاقة للدين بالتقدُّم أو التخلُّف

إن الدين في حد ذاته كدين ليس طرفاً في الموضوع، إنما هو خارج اللعبة وبرئ من التخلف كما هو برئ من التقدم فالإسلام كدين في حد ذاته لم يكن عنصراً في إنجازات الرازي والفارابي وإبن الهيثم، وليس عنصراً في إختفاء العلماء من بلاد المسلمين منذ هذه الكوكبة اليتيمة التي يستدعيها البعض ليندبوا عليها الحضارة الموؤدة دفاعاً عن الإسلام مع أن الإسلام منها برئ فبالإسلام نفسه تقدمت دول أخرى في شرقي آسيا أطلقوا عليها لفورتها القاطرة نحو قطار الحضارة بإسم النمور الآسيوية، وبالإسلام نفسه تعيش بقية دول المسلمين في قاع الأمم

المشكلة إذاً ليست في الدين ولا في أي دين، لكنها في كيفية التعامل مع هذا الدين، فهناك من تعامل معه بشكل أدي إلي التقدم، وهناك من تعامل معه بشكل أدي إلي التخلف، أنت ممكن أن تكون متديناً تؤدي كل فروض الدين ومع ذلك تنتج وتبدع في باقي يومك، وممكن أن تكون ملحداً فلا تؤدي أي فرض من فروض الدين ولا تعبأ به ومع ذلك تقضي يومك كله في التفاهات والصغائر، وممكن أن تكون متديناً فتجعل من يومك كله عبادة للإله وكلاماً في الدين فتصير متخلِّفاً بائداً، المسألة هنا هي نظرتك للدين وتعاملك معه

هذه هي النقطة الجوهرية في مسألة التخلُّف والتقدُّم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س