الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دول وانظمة وثورات فاشلة!

محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)

2018 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


دول وأنظمة وثورات فاشلة!*
محمد طه حسين
دولٌ بُنِيَت لا لأهلها وسكانها، أنظمةٌ لا تَخدِمُ مواطنيها، ثوراتٌ اندلعت لا بقرار ثوارها، مساوماتٌ بين الأقوياء حَسَمَت خلافاتها بترسيمات جغرافية ومناطق نفوذ سُمِّيَت دولاً وأوطاناً. أنظمةٌ تابعة لخارجها وتُساير مصالح من شَكَّلَت لها مؤسسات تُدعى حكومةً أو نظاماً سياسياً، ليس بمقدور ساستها أن يتحركوا صوب الاستقلال وتأميم الحياة ومرافقها المتعددة. أشكالٌ من الاستبداد السياسي تتوارث من خلال الانقلابات والثورات التي تتخذ من أدبيات الحرية والديمقراطية شرعية القبول الجماهيري والمجتمعي.
لم نصادف منذ قرن من الزمان رجالات الحكم والسياسة والثورات ذوي المشاعر الصادقة والنزعات الرصينة لبناء الدولة المبنية على دستور يقرّ حقوق المواطنة والعدالة الاجتماعية والمساوات في الفرص، الّا ويربطهم صلات مكشوفة وخفيّة بمراكز النفوذ التي تبنّاهم بالأساس معتمَدين لهم للحفاظ على الدوائر الحمراء المرسومة لنشاطاتهم الموجهة.
ثوراتٌ انطلقت بفعل نزعاتٍ مندفعة عدوانية ومنفعلة مستثيرةً بدوافع ذاتية نرجسية وليست ثقافية عقلانية هدفها التغيير والبناء المؤسساتي للأفراد والجماعات، ثوراتٌ ليست بمقدورها أن تنتج طاقاتها الدافعة، بقدر ما اجبرت على الارتباط القسري بأحدى مراكز القرار الاقليمي لتكون رهن الطاعة في تنفيذ ما تملأ عليهم المصالح الاقليمية فقط.
عقول أقليمية نيّئة لا تفكر أبداً بحل أكبر قضية قومية متفرعة الى أربع حركات موزّعة على الدول الأربع( ايران وتركيا والعراق وسوريا)، ولا تتبنى مشاريع وطنية لحلحلة الوضع دون اللجوء الى الحلول الخارجية. مراكزٌ متناقضة في مناهلِ ومصادرِ طاقاتها، تتفق على آليات جهنمية للأسكات والصهر لهذا الشعب(الكرد) ولا تجمعهم في الوقت نفسه أية نقطة ستراتيجية تخدم بقاءهم كمراكز قرار متآلفة ومستقلة لهم سيادتهم وحريتهم في الترسيم والتخطيط السياسي في بلدانهم.
قدمت هذه الدول(العراق وايران وتركيا وسورية) أقبح صورة لأنظمتهم السياسية للعالم حيث أظهروا سذاجتهم وأبلَهِيَّتَهُم في حلّ قضيةٍ واحدة تشملهم على التوالي، حلولٌ عدائية وعسكرية تنطلق من منظورهم القاصر على الرؤية الراسستية لمن يختلف معهم في العرق والاساس القومي.
ردودٌ من الأفعال من قبل ثوارٍ تدفعها الأمزجة الشخصية المبنية على التكوين السايكولوجي للأبطال! لا على المشاريع المنهجية للبناء والتغيير العقلاني.
أوطانٌ لحكوماتٍ يديرها ثوارٌ يتوارثون عقليات الالغاء والاقصاء لا غير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا