الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة جنوبا، وعموما، عندما تلعب لعبة السلطة

فؤاد سلامة

2018 / 3 / 18
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ترتسم في اﻷفق القريب معالم هزيمة مدوية للمعارضة في دائرة الجنوب الثالثة ما لم تستطع قوى الاعتراض والتغيير تجاوز انقساماتها وتشكيل لائحة موحدة للمعارضة.
تزداد احتمالات تشكيل عدة لوائح للمعارضة، في دائرة الجنوب الثالثة، التي تحوي أقضية النبطية وبنت جبيل وحاصبيا - مرجعيون، نعددها أدناه:

1 - ﻻئحة يسار مطعمة بمستقلين، والتي قد يصعد إليها مستقلون مدعومون سرا من بعض قوى السلطة.

2 - لائحة يمين ويسار وتضم مستقلين إلى جانب احمد الأسعد ومرشحين مدعومين من المستقبل والقوات.

3 - نواة ﻻئحة وسط تحت مظلة تحالف وطني - المجتمع المدني.

اللائحة اﻷولى تحمل بصمات قوية للحزب الشيوعي الذي ما زال يتمتع في هذه الدائرة بثقل نسبي يفوق باقي الدوائر الانتخابية، وذلك بسبب أن تلك المنطقة كانت قلعة جبهة المقاومة الوطني اللبنانية (جمول)، في مواجهة إسرائيل. رغم التراجع الكبير لنسبة التأييد الذي يتمتع به الحزب الشيوعي في تلك المنطقة فما زال الحزب الشيوعي يسعى لإثبات وجوده وقوته من دون أن ينجح في زيادة أعداد مؤيديه في أوساط الشبيبة باﻷخص.

ليس من المستهجن استنتاج أن الحزب الشيوعي أصبح حزب كهول، وهذا ليس وصمة عار بالطبع، ولكنه دليل كاف على ان الحزب اليساري الأول في لبنان، لم يستطع تجنب المصير الذي لقيته الحركة الشيوعية العالمية في سائر بلدان المعمورة. السؤال الذي كان ولا زال يطرح باستمرار، هو لماذا لم يستخلص الشيوعيون دروس هذا التراجع، وهل هم قادرون فعلا على مجاراة العصر تجديدا في الأفكار والبرامج وأساليب العمل؟

اللائحة الثانية تضم خليطا من أسعديين ويساريين ليبراليين، ملتفين حول نواة من 3 مرشحين من خصوم حزب الله السياسيين، الذين سبق وتم إلحاق تهمة شيعة السفارة بهم. هؤلاء هم من ناقدي حزب الله الدائمين الذين يقارعون ماكينة إعلام الحزب الإلهي بماكينة إعلام مرتكزة حول "جنوبية" التي يديرها اﻹعلامي علي اﻷمين ابن السيد محمد حسن اﻷمين المرجع الشيعي الكبير المعروف بمعارضته القوية لنظرية الولي الفقيه.
تسعى هذه اللائحة لنسج تحالفات علنية مع أطراف من الطبقة السياسية، وباﻷخص مع المستقبل والقوات. نقاط ضعف هذه اللائحة تتمثل أولا بشطب الشعار الجامع والمميز للحراك المدني "كلن يعني كلن"، بسبب السعي الحثيث للتعاون كما ذكرنا مع تيار المستقبل والقوات. هذا كاف، حسب كثير من المراقبين، لنزع سمة المعارضة التغييرية عن هذه اللائحة. وتتمثل ثانيا بوجود وريث الإقطاع السياسي من ضمن هذه اللائحة، وهو المعروف بعلاقتة التمويلية القديمة بالسعودية.

ما ورد أعلاه لا يبرر أي موقف سلبي تجاه السيد احمد الأسعد وحقه بالترشح وبالدخول في لائحة انتخابية، إسوة بسائر ورثة البيوت السياسية، باعتبار ان النهج التوريثي أصبح اتجاها غالبا وليس استثنائيا في الحياة السياسية في لبنان، في الأوساط التقدمية والرجعية، الليبرالية والمحافظة، اليسارية واليمينية، التي كرست هذه الظاهرة من دون خجل. كما أن مسألة التمويل الخارجي التي ينتقد البعض بسببها أحمد الأسعد، فهي أيضا تقليد سائد و"طبيعي" في بلدنا، حتى ان البعض من أوصياء الطبقة السياسية الطائفية يعلنها ويبررها من دون ان يرف له جفن.
مع ذلك، لا ينبغي التسليم لأية قوة سياسية بفرض معاييرها وشروطها السياسية، او الثقافية، او الاجتماعية، على الأطراف والمجموعات والعائلات السياسية المختلفة.

السؤال اﻵخر الذي يتبادر للذهن هنا هو: لماذا يصر اليسار الشيوعي على وضع فيتوات على جزء من الكتلة اليسارية الليبرالية، وعلى أجزاء أخرى من قوى الاعتراض الليبرالية الوسطية؟
كيف تستقيم مواجهة السلطة الفاسدة بالسعي لإقامة قنوات سرية وأحيانا علنية مع جزء آخر من الطبقة السياسية؟ هل تنسجم فكرة مد جسور مع الطبقة السياسية، مع إعلان مواجهة منظومة المحاصصة والتبعية بكل أطيافها.

كلام قليل ينبغي أن يقال حول نواة اللائحة الثالثة التي تعلن انتماءها الصريح لتحالف وطني وللحراك المدني. ثمة نقطة يحاول البعض تسليط الضوء عليها هي وجود مرشحين لحزب سبعة داخل هذه اللائحة. يتكشف يوما بعد يوم عقم هذه الذريعة، بظهور حزب سبعة كحزب معارض ومجدد، متماسك في مواقفه ضد الطبقة السياسية، وفي حرصه وحرص سائر مجموعات تحالف وطني، على الابتعاد عن أي تورط مع رموز هذه الطبقة وأذنابها، وفي السعي الدؤوب لتوحيد جبهة المعارضة.

تحاول نواة اللائحة الثالثة للمعارضة تضييق الخلافات بين لوائح ومرشحي المعارضة الفعلية، وإقناع رعاتها بضرورة الابتعاد عن الطموحات الشخصية التزعمية والتمويلية، والترفع عن الميول الأنوية والنجومية، كما تطالبهم بتجنب نسج أية علاقات خفية أو علنية مع أطراف الطبقة السياسية، وتذكرهم بأهمية المحافظة على تفاهمات سياسية - أخلاقية واضحة على غرار ما جسدته وثائق تحالف وطني التي استغرق العمل عليها سنة من النقاش ومئات الساعات من العصف الفكري المتواصل.

يعيب البعض على المجموعات المنبثقة عن الحراك المدني وجود طموحات شخصية داخلها واستشراء الحالة الشللية والفئوية، والنزعات الانتهازية والوصولية. ولكن هذه السمات هي سمات عامة للمجتمعات البشرية يمينا ويسارا، معارضة وموالاة. لقد أصبح من المؤكد أن أكثرية كادرات ومجموعات الحراك المدني قد نضجت واستوعبت أهمية وحدة المعارضين وضرورة التخلي عن الفيتوات التي تعيق وحدة المعارضة.

في الخلاصة، هناك صعوبة بتشكيل لائحة مهمة للمعارضة تضم مرشحين نوعيين، بشروط الحراك المدني وتحالف وطني.
الأسباب:
١ تهافت المرشحين على الحزب الشيوعي استجداء لموقع على لوائحه التي تتغير باستمرار ربطا للمرشحين بوعوده.
٢ لائحة ١٤ آذار ليس لها مصداقية ولا يمكن ان تشد مرشحين من المجتمع المدني.
٣ أحد قادة الحراك المدني لم يستخلص الدروس والعبر من تشرذم الحراك المدني ويتصرف بعقلية السوبر ستار الذي لا يرى غير نفسه، لا يقبل بالأخرين، ويضع نفسه فوق الجميع، فينتهي وحيدا لا صديق له ولا شريك.

وجود لائحتين معارضتين كبيرتين في الجنوب 3 سيشطر المعارضة نصفين بحيث لن يكون هناك أدنى حظ بالخرق، ولن يكون هناك حافز قوي لاقتراع المعارضين ولا لشد الشرائح الشابة الراغبة بمعاقبة لائحة السلطة.
الدخول بمرشحين او ثلاثة لتحالف وطني على لائحة الشيوعي لن يغير في المعادلات ولن يحقق الخرق المشتهى.
الحل والأمل الوحيد هو بحدوث معجزة تسمح بالتوصل إلى لائحة واحدة للمعارضة.

هل يمكن الاستنتاج أن المعارضة غير ناضجة للوصول الى البرلمان، ولو بعدد متواضع، وأن الموعد سيكون في 2022؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024