الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسار ازمة ثورية بمدينة جرادة (تابع3)

عبد السلام أديب

2018 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


فيما يلي بعض الاستنتاجات المستخلصة من الحلقتين السابقتين من مسار أزمة ثورية بمدينة جرادة:


1 -تناولت في الحلقتين السابقتين من مقال "مسار أزمة ثورية بمدينة جرادة" في مرحلة أولى البعد التاريخي لحدث حراك ساكنة جرادة الذي انفجر عقب استشهاد الشقيقين الحسين وجدوان داخل ساندريا استخراج الفحم الحجري. وأبرزت كيف أصبحت الساندريات المصدر الوحيد لإنتاج المداخيل الهزيلة للساكنة، والتي تمكنهم بصعوبة من الاستمرار في العيش الكريم ومن تربية أبنائهم، كما ظلت تشكل قبرا لأبناء مدينة جرادة العاملين بها ومصدرا لترمل وتيتم معظم نسائها وأطفالها. كما تمت الاشارة في مرحلة ثانية الى فائض القيمة الهائل من الأرباح الذي كانت شركة مفاحم جرادة تستحوذ عليه قبل أن يتم اقفالها(1920 – 1998) مقابل ما كانت تقدمه للعمال من أجور هزيلة لكنها مستقرة، مع حد أدنى من وسائل الوقاية. كل ذلك سيتوقف بقرار ارتجالي سنة 1998، وهو ما سيدفع عمال ساكنة جرادة في حركة لولبية متنازلة نحو قعر البؤس والحرمان، في ظل بطالة تعد من أعلى معدلات البطالة على الصعيد الوطني (32 %) ونحو المزيد من المغامرة بصحة شبابها في استخراج الفحم من الساندريات لفائدة شركات الوساطة والبارونات بدون وسائل كافية للوقاية وبمقابل نقدي زهيد لقاء كل كيس من الفحم (60 درهم) بينما يستحود البارونات على فائض قيمة بمعدلات هائلة حيث يبيعون الكيس الواحد الى المراكز الحرارية بقيمة 1200 درهم، وهو ما يعني تحقيق معدلات أرباح تصل الى 50 %.

https://www.youtube.com/watch?v=835oaKyJVKg

2 -إذن فإقفال شركة مفاحم المغرب وتطور استغلال البارونات المفرط لعمال ساندريات جرادة جعل الكثير من العمال يصابون بمرض السيليكوز دون ان تكون لهم أية تغطية صحية أو القدرة المادية على معالجته، مما يرفع من معدل الوفيات في أوساطهم، تاركين ورائهم ايتاما بدون مصادر اقتصادية بديلة للرزق، وهو ما يدفع الأطفال اليتامى إلى انتاج أيدي عاملة جديدة في الساندريات القاتلة. ومع توالي السنين وصعوبة الوصول الى الأعماق البعيدة لاستخراج الفحم الحجري، الذي بدأ ينضب، دون الاصطدام بالمياه الجوفية ومخاطر انهيار الساندريات التقليدية وارتفاع عدد الوفيات، وحيث افاقت صدمة هذه الوفيات ساكنة جرادة على هول الحياة البئيسة والمصير القاتم الذي يواجههم، لقد شكل ذلك المولد الحقيقي لحدث انفجار غضب الساكنة والذي جسدته في حراك احتجاجي ما فتئ يتصاعد.

https://www.youtube.com/watch?v=od8Fz1X-gYg

3 -إن الواقع الجديد الذي أنتجه الحراك الاحتجاجي لساكنة جرادة سيولد مرحلة جديدة من التناقضات في فضاء هذه المدينة العمالية، وقد تناولت في الحلقة الأولى من هذا المقال بعض أوجه التناقضات سواء بين الأحزاب والنقابات أو بين هذه الكيانات المنظمة والجماهير غير المنظمة. وكيف بدأ نوع من الفرز انطلاقا من هذه التناقضات ذاتها بين قوى متحكم فيها مركزيا سواء من طرف البيروقراطيات النقابية أو السياسية أو متحكم فيها مباشرة من قبل رموز السلطة. وبين طليعة شبيبية مناضلة مستقلة الى حد ما، منغرسة وسط الطبقات الشعبية المسحوقة، بعضها يحمل توجها تقدميا ديموقراطيا ثوريا، وبعضها الاخر يسعى الى جر الحراك بإيديولوجية دينية ظلامية تكتفي بدعوة الساكنة الى الاكثار من الأدعية والاستغفار والمناشدة. لكن رغم الصراع الدائر بين هذين التيارين الا ان طابع التسييس ظل بعيد عن التيار الثاني بينما ظهر واضحا لدى التيار الأول لكونه لم يأبه لمصالح أبناء جرادة أكثر من اهتمامه بالتموقع السياسي السريع على كاهل مصالح ساكنة جرادة وحراكها ومساومة السلطة مقابل ضبط الحراك لقيادته.

https://www.youtube.com/watch?v=kQ7uG-e0-28

4 – إن ما هو واضح بالعين المجردة في خضم حراك جرادة هي ان القوى التي تقود الحراك جماهيريا لم تعمل على تسيسه بل اكتفت بالدفاع عن مطالب اقتصادية واجتماعية للساكنة لحمايتها من كوارث البطالة والفقر والمرض وتوفير مستقبل أفضل لأبنائها، تاركة للساكنة حق حمل الرايات الوطنية وصور الملك حتى لا يتم معاملتها بمثل ما تم التعامل به مع حراك الريف حينما لفقت له تهمة الانفصال بسبب رفع راية المجاهد عبد الكريم الخطابي. وقد استطاعت لجان الأحياء أن تبلور ملفا مطلبيا اقتصاديا واجتماعية واضح ومتكامل يعبر عن طموحات الساكنة والذي تم تقدمه لممثلي السلطة محليا ووطنيا. لكن هذا الملف المطلبي سيتم الالتفاف عليه بشتى الوسائل في البداية من خلال زيارات كل من الوزيرين عبد العزيز الرباح وعزيز أخنوش ثم أخيرا من طرف رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي أتى فقط الى وجدة لتسليم عامل جرادة عرضا حكوميا بديلا لمطالب ساكنة جرادة لا يحقق مطامح الساكنة كما ورد في الحلقة الثانية من هذا المقال.

5 – التناقض بين التيارين المشار اليهما أعلاه، يتمثل الأول في التيار السياسي والنقابي الذي تقوده البرجوازية الصغرى المحلية والثاني يتمثل في تيار بروليتاري يقوده أبناء عمال الساندريات المخلصين للطبقة العاملة، سيفرز موقفان في مواجهة العرض الحكومي، فبينما لجأت القوى النقابية والسياسية والجمعوية ورؤساء الجماعات المحلية الى التوقيع على ثلاث بيانات بمقر عمالة جرادة ذات مضامين متشابهة تزكي العرض الحكومي وحيث انفردت بعض الأصوات الى دعوة الساكنة صراحة دون أية مفاوضات أو حوار ديموقراطي الى توقيف حراكها والقبول بالعرض الحكومي. إلا أن التيار الثاني القائد للطبقة العاملة الجرادية عبر عن رفض الساكنة الصريح والواضح لهذا العرض الحكومي من خلال وقفاتهم الاحتجاجية، والتي أدانوا فيها الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية ورؤساء الجمعات المحلية الذين سارعوا، دون أي حوار مع الساكنة، الى إصدار بيانات تزكية للعرض الحكومي.

https://www.youtube.com/watch?v=pQxdd1aF0nQ&feature=youtu.be

6 -وحتى ترغم الحكومة الساكنة على الموافقة على عرضها عمدت قوى القمع الى اعتقال بعض نشطاء الحراك لأسباب واهية (مثل اعتقال مصطفي دعينن بسبب حادثة اصطدامه ليلا بشجرة)، وكانت السلطة تعتقد ان مثل هذه الاعتقالات سيبعث الخوف في باقي النشطاء مما سيجعلهم يقبلون بالعرض الحكومي. لكن العكس هو ما حدث، فقد تزايدت وثيرة الوقفات الاحتجاجية والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ورفض كامل للعرض الحكومي. بل لجأ أبناء مدينة جرادة الى تنظيم مسيرة انظم لها كافة نساء وأطفال وشيوخ جرادة نحو مدينة العيون الشرقية التي تبعد عنها بحوالي 55 كلومتر، والتي استغرقت عشر ساعات من المشي، حيث مكتوا بهذه المدينة، التي استقبلتهم بالترحاب، الليل بكامله لكي يعودوا صباحا ادراجهم الى مدينتهم. وقد شكلت هذه المسيرة حلقة أولى من برنامج نضالي طويل. لكن السلطة التي فوجئت برد الفعل القوي للساكنة، ستلجأ بسرعة، مستقوية بالبيانات الثلاث للأحزاب والنقابات ورؤساء الجماعات المحلية، الى استصدار قرار لوزارة الداخلية يمنع ساكنة المدينة من الاحتجاج.

https://www.youtube.com/watch?v=Oc7Kan57vPM&feature=youtu.be

7 - رد فعل ساكنة جرادة على هذا القرار الجائر جاء صباح يوم الأربعاء 14 مارس 2018 حينما اعتصم عمال الساندريات داخلها بالغابة المجاورة وذلك بحضور أهاليهم من نساء وأطفال. ورغم كون هذا اللجوء الى الغابة خارج جرادة بعيدا عن منطوق قرار وزارة الداخلية الذي يمنع الاحتجاج داخل المدينة فقط، نزلت نحو الغابة كافة قوات القمع حيث حوصرت الساندريات التي اعتصم بها العمال، وبدأت عملية قمع وحشي للساكنة ومطاردتهم. وقد تسبب هذا التدخل العنيف للسلطة في ردود فعل لبعض شباب المدينة اسفر عن عدة حوادث وجرحي ثم اعتقالات بالجملة حتى من داخل المنازل. وقد تم إحصاء 41 معتقلا منذ بداية الاعتقالات الى اليوم.

8 - لائحة المعتقلين بمدينة جرادة: 1 - مصطفى ادعينن - 24 سنة - طالب جامعي - حي الحسنية؛ 2 - أمين لمقلش - 25 سنة - طالب جامعي - حي الأطر؛ 4 - عزيز بوتشيش؛ 5 - طارق عامري؛ 6 - هشام ميموني - 22 سنة - مياوم - حي الأطر، 7 - أناس العثماني - 14 سنة - تلميذ - حي فلاج يوسف؛ 8 - رضوان معناوي؛ 9 - رضى عاشور - 34 سنة - عامل بالسندرية - دوار ولاد عمر؛ 10 - القندوسي يحيى؛ 11 - فرزوز عبدو، 12 - براهيم بخيت، 13 - حمودة بوكطيب، 14 - شحلال، 15 - حسن غوماتي، 17 - عبد الحق، 18 - طه براهيمي، 19 - بلقاسمي عبد الحق، 20 - هداية الله محمد، 21 - عبد الوهاب؛ 22 - اهلال العربي؛ 23 - عتماني أناس؛ 24 - حباشي عبد الصمد؛ 25 - باهية محمد؛ 26 - واكريم محمد؛ 27 - محمد هلاوي؛ 28 - بناصر محمد؛ 29 - كيحل محمد، 30 - كيحل طاهر، 31 - كيحل يحيى؛ 32 - عبد الرحيم كوال؛ 33 - بلقايد توفيق؛ 34 - عثماني أسامة؛ 35 - محمد المسعودي؛ 36 - بنصر محمد؛ 37 - الربعي التباغي - حي بني كيل؛ 38 - حمادة - حي لبرك؛ 39 - خليد الملقب بالغزغوز - دوار مزيان؛ 40 - ولد شيخ السويح - ولاد سيدي علي؛ 41 - ميمون معناوي.

https://www.youtube.com/watch?v=dmYEzkGvle8&feature=youtu.be

9 – من الواضح لأي متتبع لمسار الأزمة الثورية بمدينة جرادة أنها تشكل نموذج مثاليا لما يحدث في باقي الجهات المغربية التي تعيش واقع التهميش والفقر، كمنطقة الريف الشامخ ومدينة تندرارة ووطاط الحاج وزاكورة والصويرة وآسفي ... الخ، حتى وان كانت المقدمات الكبرى والمقدمات الصغرى مختلفة فان النتائج اصبح متشابهة في ما يخص ردود الفعل الجماهيرية على واقع الافقار والتهميش، وفيما يخص ردود الفعل القمعية للسلطة.

https://www.youtube.com/watch?v=mK4hg0IjFAM

10 – فالسمة البارزة المشتركة بين هذه النماذج هي حدة الصراع الطبقي الذي ينطلق من نفس المقدمات الكبرى وهي حدة التناقض بين الاستغلال الطبقي المتوحش الذي تمارسه القوى المهيمنة على الكادحين والتي تراكم أرباحا فوائض قيمة خيالية تنتزعها من جوع وفقر الطبقات الشعبية المسحوقة والتي تتحول تدريجيا الى بروليتاريا هشة. ثم ان ردود فعل الساكنة وحراكها يعطي انطلاقتها الشباب من أبناء المنطقة وليس كبار السن الكادحين، لان وسائل الاتصال وانتشار ثقافة الاحتجاج ومقارنة الواقع المعيش لهؤلاء الشباب مع غيرهم في مدن أخرى وبلدان أخرى يجعلهم متشائمين من المستقبل مقدرين أن الخضوع للواقع البئيس الذي لا منفذ له سيدمرهم ويدمر عائلاتهم، لذلك نراهم يناضلون ويعشقون نضالهم ومع سيرورة هذا النضال يحققون ذواتهم ويتبدى لهم مستقبل قابل للتحقيق مع المزيد من النضال والرفع من وتيرته.


11 – الطابع الثاني الملاحظ في حراك جرادة والنماذج المماثلة له هو رفض الشباب لوصاية الأحزاب والمركزيات النقابية والجمعيات والمستشارين الجماعيين، فالثقة منعدمة بين الساكنة وهذه الكيانات، لذلك نجدها تضع سورا بينها وبين هذه الكيانات المتسيسة، علما أن قياداتها من البرجوازيات الصغرى الانتهازية والتي تتوفر على مناصب شغل في الإدارات العمومية او في التعليم أو في الجماعات المحلية أو من المثقفين العاطلين، وحيث تتناقض مصالحهم مع مصالح الطبقة العاملة المحلية التي تتحمل بعناء الاستغلال والتهميش والفقر. فالكيانات السياسية والنقابية تسعى باستماته للوصاية على الحراك الجماهيري لاستغلاله خلال الاستحقاقات الانتخابية الموالية، والتي ليس لها اية قوة لتغيير واقع الساكنة المزري.

12 – رغم اتهام السلطة وبعض المنابر الإعلامية لبعض الكيانات السياسية بوقوفها خلف الحراك الجماهيري بمدينة جرادة، الا انه اتهام عار تماما من الصحة، فالكيانات المشار اليها تقف بعيدا من الحراك الجماهيري الخالص وثمنت يشكل أو بآخر العرض الحكومي، قبل أن تصدر بعض البيانات عقب القمع الوحشي ليوم 14 مارس 2018 الذي تضمن دهس أحد الشباب المحتجين يبلغ من العمر 15 سنة، والذي أعربت فيها عن تضامنها مع حراك جرادة.

13 –إن موقف النقابات الأربع والحزب الاشتراكي الموحد الذين أصدروا بيانا مع باقي الأحزاب والجماعات المحلية تزكي العرض الحكومي دون اية استشارة مع الساكنة وعمال الساندريات كما لو كانوا يفهمون مصلحة هؤلاء دون معرفة واقعهم، غيروا اتجاخخم ب 360 دلاجة يوم الخميس

16 مارس 2018 لسببين، الأول بسبب ردة الفعل الجماهيرية لساكنة جرادة واستهجانهم لانحياز هذه الكيانات الى جانب العرض الحكومي لشرعنة قمعها للساكنة والسبب الثاني لاسراع المستشار البرلماني عمر بلافريج الى زيارة مدينة جرادة رغم محاولة وزارة الداخلية حسب بلاغ للحزب الاشتراكي الموحد بمنعه من هذه الزيارة. ومباشرة بعد هذه الزيارة صدر بلاغ عن المجموعات الخمسة تند بالمقاربة الأمنية التي تنهجها السلطة اتجاه ساكنة جرادة رغم احتجاجاتهم السلمية لمدة أربعة أشهر. إن من يدافع عن الطبقة العاملة بجرادة لا يحتاج الى تنويه أو تصفيق، فمن يحتاج الى ذلك هم أبناء جرادة أنفسهم الذين ناضلوا منذ أربعة أشهر بشكل سلمي تحت وابل من التشويه والقمع والتهديد ولا زالوا صامدين، فهم مثال للتحدي والرغبة في تغيير واقعهم المزري.

https://www.youtube.com/watch?v=8GLaiP1MBII&feature=youtu.be

14 -اتهمت بعض الأصوات الشاذة الرافضون للعرض الحكومي بان دافع هذا الرفض جاء بإيعاز من البارونات الذيم يريدون المحافظة على مصادر تراكمهم الرأسمالي البدائي والمحافظة على الوضع القائم الذي يستغلونه أبشع استغلال. لكن الجواب على هذه المغالطة يوجد في الفيديوهات المرافقة لهذا المقال، فأبناء جرادة يطالبون ببديل اقتصادي وبمحاسبة المستغلين والفاسدين كيفما كانت مواقعهم في هرم السلطة وبالإعفاء من سداد فواتير الماء والكهرباء السابقة التي لا يملكون من النقود ما يساعدهم على أدائها كما يطالبون بإطلاق سراح كافة المعتقلين وبتعيين لجنة وزارية للتحاور مع الممثلين الفعليين لعمال الساندريات. فكفى اذن تغليطا لمطالب الساكنة وكفى وصاية على عمال الساندريات سواء من طرف الأحزاب او النقابات او المثقفون البرجوازيون الصغار ولتتم محاكمة البارونات ومعاقبتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غرقُ مطارِ -دبي- بمياهِ الأمطارِ يتصدرُ الترند • فرانس 24 /


.. واقعة تفوق الخيال.. برازيلية تصطحب جثة عمها المتوفى إلى مصرف




.. حكايات ناجين من -مقبرة المتوسط-


.. نتنياهو يرفض الدعوات الغربية للتهدئة مع إيران.. وواشنطن مستع




.. مصادر يمنية: الحوثيون يستحدثون 20 معسكرا لتجنيد مقاتلين جدد