الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رداً على الفيلسوف مراد وهبة (استدعاء الماضي غمة يجب الخلاص منها)

حيدر ناشي آل دبس

2018 / 3 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تحاول التيارات والمدارس الفلسفية التنويرية في العالم العربي مواجهة ظاهرة الارهاب والاصولية الدينية بطرائق ووسائل شتى. إن كل جهد يُبذل يصب في تأسيس وترسيخ فكر مدني علماني في البنية الاجتماعية الموجه لها الخطاب مدركة بشكل نسبي ماهيته، لكن من أساسيات لغة الحوار والتفاهم المدني فسح المجال للآخر المختلف كي يدلو بدلوه، فلا يمكن ان احلل شيئاً لنفسي واحرمه على الاخرين!!! فحينما يحاول المدني محاكاة بعض لحظات الماضي التنويرية في سبيل تطويعها للحاضر وعلى سبيل المثال (ابن رشد)، فمن غير الممكن تحريم تطويع الآخر ومحاكاة (ابن تيمية). اذا سمحت لنفسك استدعاء ابن رشد فلا تعترض على غيرك في استدعاء ابن تيمية، فالانسان حر في تفكيره واختياراته التي يمليها عليه عقله، لذا اجد ضرورة طرح وليس فرض فكرة القطيعة مع الماضي حتى لا يواجهنا هذا المطب، والبدء من واقعنا الراهن في حيثياته، فأذا افترضنا اننا في العالم العربي والاسلامي نعيش في القرن الثاني عشر وهي فترة اضطهاد ابن رشد او القرن الثالث عشر فترة تحكم ابن تيمية مثلما يقول الفيلسوف (مراد وهبة) يا ترى هل كانت وسائل التواصل الاجتماعي بين شعوب العالم موجودة آنذاك؟ والتطور العلمي التكنولوجي الذي نستخدمه في حياتنا اليومية والسفر السريع الى مختلف بقاع الارض متعرفين على ثقافات الشعوب ونزعاتهم الفكرية والاجتماعية موجودة في ذلك العصر حتى ينطبق علينا هذا الوصف؟ وايضاً المورد الاقتصادي الذي ينعكس بدوره على الطبيعة الاجتماعية للفرد مما يؤسس لانتاج فكراً متماهياً مع واقعه هل لا زال هو نفسه في العصرين المذكورين؟ قطعاً لا حسب اعتقادي وغيرها الكثير من الاختلافات، بتصوري ان اي فكر فلسفيّ يُنتج يجب ان يكون متبلوراً عن فكرٍ سياسي واقتصادي واجتماعي ونفسي وثقافي، وجميع هذه المناحي مختلفة جوهرياً عن القرنين اللتان يحيلنا اليهنّ الدكتور وهبة، لذلك اعتقد إن على المشتغلين في الحقل الفلسفي انهاء الارتباط بالماضي جذرياً مهما كانت قداسته، والبدء من تصوراتهم لوقتنا الراهن مبتعدين عن حجة التأسيس والتجذير الفكري، لانها لم تُجدِ نفعاً في اي مشروع اصلاحي عقلاني حاول معالجة مشاكلنا الحياتية في تاريخنا المعاصر.
إن مناقشة مشاكل الفرد في كل بلد عربي ضرورة لابد منها، ولا اقول الفرد العربي عموماً لان لكل شعب طبيعته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والثقافية والجغرافية المختلفة عن البلد الآخر، وهذه المكونات القائمة على الاختلافات بين بلد وآخر هي المنتجة للفكر الخاص بكل فرد من ضمن مجتمع الدولة المعنية بالخطاب الموجه اليها. في رؤيتي هذه اناقش صالون ابن رشد الفلسفي الذي يسعى الى تأسيس تيار الرشدية العربية الجديدة، واعتقد إن استمراريتهم على هذا النهج ستبقي طروحاتهم حبيسة النخبوية الفكرية البعيدة عن ملامسة الواقع المعاش، وتكون النتيجة كسابقاتها من المحاولات التي عملت على مواجهة التيارات الاصولية واخفقت.

ملاحظة: لقد اجريت مع استاذ الفلسفة مراد وهبة حواراً صحفياً، وحتمت الامانة الصحفية نقل آراءه دون زيادة او نقصان، لكنني لم اتفق معه في احد اجوبته فكتبت المقال هذا رداً على هذه الاجابة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب