الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله وأنا وصديقي المُتَنَصِّر !! -1-

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب

(Abduallh Mtlq Alqhtani)

2018 / 3 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أنقل لكم ما قاله أحد أصدقائي الأعزاء وهو بالفعل صديق لي عزيز وهو مسلم سباق ومسيحي واعظ ومعروف ؛
ونتواصل بين بعضنا البعض بين فترة وأخرى قد تمتد لسنوات !
إذ أن صديقي حريص على مال الإتصال يظهر !!
وفي الواقع من نقل لي تحديه وكلامه صديق لنا وطلب مني الرد عليه !!
وإليكم ما قاله وما قلته !!

يقول صديقي المُتَنَصِّر والمسلم السابق فلان !


للفائدة العامة
أضع هنا هذه الإجابة المقتضبة وأنا أرد فيها على تعليق صديق على الفيسبوك حول شُبهة أحباءنا المسلمون التي تقول أننا نحن معشر المسيحيين نعبد ثلاث آلهة.
هل الله واحد أم ثلاثة؟
صلاتي أن تكون بركة للكثيرين.
أشكرك لحوارك الراقي سيد فلان،
أولاً نحن لا نعبد ثلاث آلهة، بل نحن المسيحيون موحدون من قبل الإسلام.
ولكن الإختلاف هو على نوع وحدانية الله، في الإسلام هي وحدانية مُطلقة بينما في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، أي في اليهودية والمسيحية، هي وحدانية جامعة مانعة. جامعة لما تحتاجه ومانعة لما لا تحتاجه. والله هو الذي أعلن عن ذاته وليس هذا من تأليف بشر أو إنسان.
أسألك سؤالاً سألته لكثير من علماء الدين والمشايخ من سنة وشيعة وللآن لا يوجد جواب، فقط تهرب والإختباء وراء حجة أننا لا يمكن سؤال هكذا أسئلة.
قل لي، الله قبل أن يخلق أي مخلوق أو أي شيء، كان موجوداً وحده. ماذا كان يفعل؟ هل كان يتكلم؟ وإذا كان يتكلم، فمع من؟مع نفسه؟ هو السميع فلمن كان يستمع؟ هو المُريد فمن كان المُراد؟ هو الودود فمن كان المودود؟ إلى آخر ما هنالك من صفات لله وسجايا.
هل كانت كل هذه الصفات والميزات الإلهية عاطلة عن العمل أو وقف التنفيذ إلى أن خلق الله المخلوقات وابتدأت هذه الصفات والميزات بالعمل؟؟!!
أو ليس الله غني عن العالمين؟ أو ليس الله مكتفٍ بذاته؟ أو ليس الله كاملاً ولا يطرأ عليه التغيير أو التعديل أو التعميل؟؟؟
أجبني إن استطعت.
والآن هات يدك لأريك الإعلان الإلهي في الكتاب المقدس عن هذه المعضلة. الله واحد ولكن وحدانيته الجامعة تتضمن ما تحتاجه ويكون الله مكتفٍ بذاته ليس بحاجة لأن يخلق ليُوظّفَ صفاته وميزاته.
الآب يتكلم والإبن هو المتكلم إليه.
الآب يحب الإبن والإبن يحب الآب والروح القدس يحمل تيارات المحبة بين الآب والإبن.
الآب المُريد والإبن هو المُراد.
وقس على هذا المنوال.
وليكن في معلومك أن هذا كله في الأزل الذي لا بدء له. أي أن الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد موجود هكذا منذ الأزل ولا يتغير ولا يتطور. هذا ينفي الضلالة التي تقول أن الله تزوج بمريم فأنجبت المسيح وصار ابن الله. هذا شرٌ وهرطقة وإهانة للذات الإلهية.
فبنوية المسيح لله هي بنوية روحية أزلية لا بداية ولا نهاية لها.
وهذا الإله المكتفي بذاته أراد أن يُغدق بهذه المحبة اللامتناهية على خلائق مسكينة كان مصيرها الهلاك والجحيم بسبب خطاياها.
فبسبب خطايانا وبسبب محبة الله الكثيرة لنا تجسد الله في المسيح لكي يتسنى له أن يموت مكاننا ويدفع ثمن خطايانا. وهذا ما تممه الرب يسوع على الصليب. والدليل أن المسيح هو الله المتجسد، أنه قام من الأموات وهو الآن يقرع باب قلبك لأنه يريد أن يخلصك من خطاياك ويعطيك الحياة الأبدية.
سيسرني جداً أن أشرح أكثر وأجيب على أسئلتك عبر الهاتف. تواصل معي على المسنجر وبكل سرور سأفسح الوقت لحضرتك.
ولكن أمنيتي لله وطلبتي أن تتحلى بالذهن المنفتح وتتسلح بالقلب المُخلص.

انتهى النقل لكل أمانة بل انتهى الطبع بحذافيره !

في الواقع لو لم يحشر صديقي المتنصر سؤال الأخ المسيحي له بالإسلام والمسلمين !
ولو لم يوحدنا نحن معشر المسلمين ولادة لم أتكلف عناء الرد عليه !!

إذ أن السؤال كان واضحا من الأخ المسيحي للصديق العزيز المتنصر عن الأقانيم الثلاثة !
لكن يظهر أن صديقنا أراد بعضا من المجد الأرضي بقلبه الأقانيم إلى آلهة !!

ما علينا !!

الثالوث في المسيحية !!
الثالوث في اللاهوت المسيحي هو معتقد ديني يعني أن الله الواحد ثلاثة أقانيم أو ثلاث حالات في نفس الجوهر المتساوي !
والعلاقة بين الثالوث متكاملة !!
كيف ؟!
هذا فوق إدراك العقل !
وبينما أرسل الآب الابن إلى العالم، تم ذلك بواسطة الروح القدس، وبينما يعتبر الروح القدس أقنومًا خاصًا يطلق عليه في الوقت نفسه روح الآب وروح يسوع !!




ما هو المقصود بالثالوث؟

الثالوث هو مصطلح غير موجود في الكتاب المقدس ولكنها تستخدم للجمع بين الله الآب والله الابن والله الروح القدس. يوضح الكتاب المقدس هذه الأقانيم الثلاثة الله الآب والله الابن (يسوع المسيح) والله الروح القدس. واضافة إلى ذلك يوضح الكتاب المقدس أن هناك إله واحد فقط مع أن كلمة ثالوث تعني ثلاثة الا انها تعني ثلاثة في واحد. إن الآب والابن والروح القدس هم ثلاثة في شخص واحد !!

كلمة اقنوم هى كلمة سريانيه يطلقها السريان على كل من تميز عن سواه دون استقلال.. وهى تعنى شخصا متحدا بآخر أو آخرين في امتزاج متميز ودون انفصال. والآن يمكن بعد هذه المقدمه ان نوضح ما تعلنه المسيحيه عن الله.. المسيحيه تعلن ان الله الذى لا شريك له هو واحد فى الجوهر موجود بذاته... ناطق بكلمته.. حى بروحه.. ويمكن ان نقول ان ( الله واحد فى ثلاثة أ قانيم) والثلاثة هم واحد...هم الله... بدون انفصال او تركيب.. متساوون لأنهم جميعا الله وكل اقنوم منهم هو الله...وهو ما تعلنه المسيحيه بوضوح !!


ويقول البابا الراحل شنودة :

ماذا يتضمن تعليم التوحيد و التثليث معًا؟

إن تعليم التوحيد والتثليث معًا يتضمن ما يلي:

1- وحدانية الله.

2- لاهوت الآب والابن و الروح القدس.

3- أن الآب والابن والروح القدس، أقانيم ممتازون الواحد عن الآخر.

4- أنهم واحد في الجوهر متساوون في القدرة والمجد.

5- أن بين أقانيم الثالوث الأقدس تمييزًا في الوظائف والعمل، لأن الكتاب المقدس يعلم أن الآب يرسل الابن، وأن الآب والابن يرسلان الروح القدس، ولم يذكر قط أن الابن يرسل الآب، ولا أن الروح القدس يرسل الآب، أو الابن مع أن الآب والابن الروح القدس واحد في الجوهر، ومتساوون في القدرة والمجد.

6- أن بعض أعمال اللاهوت تُنسب على الخصوص إلى الآب، وغيرها إلى الابن وأخرى إلى الروح القدس، مثال ذلك ما قيل أن الآب يختار ويدعو، وأن الابن يفدي، وأن الروح القدس يقدس ويجدد.

8- تنسب بعض الصفات إلى أقنوم من الثالوث دون الآخرين، كالأبوة إلى الآب والبنوة إلى الابن، والانبثاق إلى الروح القدس.

فإن قيل أن هذا التعليم فوق إدراكنا، قلنا ذلك لا يفسده، كما أنه لا يفسد ما شاكلة من الحقائق العلمية والدينية. وإن قيل أن جوهرًا واحد ذا ثلاثة أقانيم محال، قلنا تلك دعوى بلا برهان، وأن عقولنا القاصرة لم تخلق مقياسًا للممكن، وغير الممكن، مما فوق إدراكها.

ومما ينبغي أن يُعْلَم هو أننا لا نعتقد أن الله ثلاثة أقانيم بنفس معنى القول أنه جوهر واحد، لأن لفظ أقنوم ليست بمعنى لفظ جوهر. غير أننا نُسلم بأننا لا نقدر أن نوضح بالتفصيل كل المقصود في لفظ أقنوم ولا حقيقة النسبة التي بين الأقنوم والجوهر. وعجزنا هذا غير مقصور على تعليم التثليث، لأن جل ما نعرفه عن جميع الأمور المادية والروحية ليس هو إدراك الجوهر بل معرفة صفاته وخواصه، ومن باب أولى يصح هذا القول من جهة الله الذي لا نعرف كنه جوهره، ولا أسراره الجوهرية مطلقًا. بل جل ما نعرفه هو صفات ذلك الجوهر الذي نسميه بالروح المجرد. وقد اعترض البعض على أن التثليث يستلزم انقسام جوهر الله إلى ثلاثة أقسام هو قول باطل، لأنه ناشئ عن تصور جوهر الله على أنه مادي، وله صفات مادية، وأما الروح فلا يقبل الانقسام مطلقًا. ولما كان العقل البشري عاجزًا عن إدراك جوهر الله، كان حكمنا باستحالة كونه في ثلاثة أقانيم باطلًا، لأننا نكون قد حكمنا بما هو فوق إدراكنا، وخارج عن دائرة معرفتنا.

ويقول :
أما عن عقيدة الثالوث في المسيحية، فهي كالآتي:

نحن لا ننفرد وحدنا بعقيدة الثالوث Holy Trinity، لأنها كانت موجودة في اليهودية، ولها شواهد كثيرة في العهد القديم ولكن بأسلوب مستتر وأحيانًا مباشر، ولكنه كان مكشوفًا فقط للأنبياء ومحجوبًا عن عامة الشعب لعدم قدرتهم على استيعاب حقيقة جوهر الله. وتوقع سوء فهمهم له في مرحلة طفولة معرفتهم به وبداية إعلان ذاته لهم، وحرصًا منه على عدم وقوعهم في الاعتقاد بتعدد الآلهة، الأمر الذي تسربت معرفته لآبائنا قدماء المصريين، فوقعوا في عقيدة الثالوث الوثني !!!


وأنتقل للجزئية الثانية !

يقول صديقي المُتَنَصِّر :

قل لي، الله قبل أن يخلق أي مخلوق أو أي شيء، كان موجوداً وحده. ماذا كان يفعل؟ هل كان يتكلم؟ وإذا كان يتكلم، فمع من؟مع نفسه؟ هو السميع فلمن كان يستمع؟ هو المُريد فمن كان المُراد؟ هو الودود فمن كان المودود؟ إلى آخر ما هنالك من صفات لله وسجايا.
هل كانت كل هذه الصفات والميزات الإلهية عاطلة عن العمل أو وقف التنفيذ إلى أن خلق الله المخلوقات وابتدأت هذه الصفات والميزات بالعمل؟؟!!
أو ليس الله غني عن العالمين؟ أو ليس الله مكتفٍ بذاته؟ أو ليس الله كاملاً ولا يطرأ عليه التغيير أو التعديل أو التعميل؟؟؟
أجبني إن استطعت.!!

هل لاحظتم روح التحدي في سؤاله !!

والله لم أعشق في حياتي مثل التحدي !

حسنا يا صديقي
دعني قبل أن أجيبك أسألك سؤالا واحدا بسيطا !

هل الله داخل الزمن أم خارجه ؟!!
هل عرفت السر يا صديقي بس الي هذا ؟!!

والآن أنقل كلام المسلمين قديما وحديثا والذين زعمت أنهم لم يجيبوك !
الأموات من قرون سيجيبونك يا صديقي قبل الأحياء !!



الله موجود ونحن موجودون والفارق بين وجود الله ووجودنا أن وجودنا هوبواسطة قدرة الله تعالى أي بإيجاد الله لنا فالله أوجدنا بعد عدم ، أما وجود الله فهوذاتي وليس بواسطة أحد ووجودنا كذلك له زمن محدد ، أما وجود الله تبارك وتعالى ليس له زمن لأنه هوخلق الزمان وليس وجوده في مكان لأنه هوخلق المكان وهوموجود قبل الزمان والمكان ، فالله موجود لا ابتداء لوجوده .

2- الصفة الثانية = صفة القِدم :

معنى أن الله قديم = أي أزلي لا بداية له فلم يسبق وجوده عدم ولا يمكن أن نتصور أن الله في فترة من الفترات لم يكن موجودا ثم صار موجودا، هذا الإحتمال والقصور باطل وكفر ، أما نحن فيمكن أن نتصور قبل وجودنا أنه كان فلان موجود وقبل فلان كان فلان موجود لأننا نحن وجدنا بعد عدم ، أما الله فهوقديم أي أزلي لا بداية لوجوده ، وكما أن الله قديم فكذلك صفاته قديمة أي أزلية لأن قدم الذات يستلزم قِدم الصفات .

تفسير معنى القديم = كلمة قديم في اللغة العربية لها معنيان ، ولكن في هذا العرض فهي بمعنى واحد وهي الأزلي .مثلا : نقول أن هذه الشجرة قديمة يعني أنه تطاول عليها العمر وهذا البيت قديم أي تطاول عليه العمر يعني صار له زمان ومضى على وجوده وقت طويل ، أما لما نقول أن الله قديم فمعنى ذلك ليس له بداية ، أما لما قال الله تبارك وتعالى في القرآن القديم عن القمر : حتى عاد كالعرجون القديم أي كعود النخل المقوس الذي عندما يمضي عليه وقت طويل يتقوس ، فالقمر في أوائل وأواخر الشهر يكون رفيعا مقوسا فشبهه الله تعالى ب العرجون القديم أي عود النخل لما ييبس ويتقوس ، أما لما يقال الله قديم فلا يمكن أن تفسر إلا بمعنى أنه أزلي أي لا بداية لوجوده فكما أن الله قديم فكذلك صفاته قديمة لأن القاعدة الشرعية العقلية تقول : قدم الذات يستلزم قدم الصفات . فطالما أن الله قديم فيجب عقلا أن تكون صفاته قديمة . ونحن لما نقول ذاتنا أي جسمنا ، وأما لما نقول ذات الله ليس بمعنى جسم الله ، لأن الجسم مركب ، ولوكان الله مركبا من أشياء لكان محتاجا إلى عناصره المركبة على بعضها . ومعنى ذات الله الذات الواجبة الوجود التي ليست جسما مركبا . أما لما نقول ذاتنا بمعنى جسم والجسم مركب من جوهر يعني المادة ومن عَرَض يعني الصفات كالطول واللون مثلا : هذه الورقة لها جوهر وعَرَض ، جوهرها من ورق ، وعَرَضها يعني صفاتها : مستطيلة بيضاء اللون وعليها كذا وكذا من الحروف ، ولما نقول ذات الله ليس بمعنى الجسم الذي له طول وعرض وشكل أبدا فالذات لها معنيان :

معنى الجسم ولا تستعمل إلا للمخلوقات وأما لما تستعمل في حق الله
بمعنى الذات الواجب الوجود الذي ليس له شبيه ولا نظير .

فلما نقول الله قديم فيلزم لذلك أن تكون صفاته قديمة لأنه لا يجوز عقلا أن تكون صفات الله مخلوقة وهوأزلي ، كذلك لا يجوز أن تكون صفاته أزلية وذاته مخلوقة ، لا يجوز أن نقول أنا مخلوق وصفاتي أزلية ليس لها بداية فطالما أنا مخلوق كذلك صفاتي مخلوقة ، وطالما أن الله أزلي ليس له بداية كذلك صفاته أزلية ليس لها بداية ، فالصفة الثانية بعد الوجود هي القدم ، القدم بمعنى الأزلي أي الذي لا بداية لوجوده ، والقديم في غير هذا المعنى لا يجوز إستعماله في حق الله تعالى وإنما يستعمل في حق المخلوقات والذي بمعنى الأزلية هومعنى خاص با لله تبارك وتعالى .


3- الصفة الثالثة = المخالفة للحوادث :

الله تبارك وتعالى خلق الكون أي العالم وهولا يشبهه ولا يشبه الكون ، كل شيء ما سوى وغير الله يسمى عالم والله خلق هذا العالم وهولا يشبهه ولا بصفة من صفاته ، لأنه لوكان يشبه العالم بصفة من صفاته لكان مخلوقا مثل هذا الذي يشبهه ، ولكن طالما أن هذا العالم من مادة والله ليس من مادة فا لله لا يشبه العالم لماذا؟...

لأن المادة مخلوقة والمادة يطرأ عليها تغير وتطور ، تكون خام ثم تصنّع فيتغير شكلها ، مثلا جذع شجرة خام يتحول إلى طاولة أوإلى عامود أوإلى كرسي ، مادة المخلوقات مهما كانت يجوز عليها عقلا التطور والتغير فلذلك لا يجوز أن يكون الله تعالى:

1- شيئا من مادة 2- ولا شيئا له مكان 3 - ولا شيئا له طول 4- ولا شيئا له شكل .
لأنه لوكان محسوسا أوكان له مكان أوطول أوعرض أوشكل ، لصار بحاجة لمن خلقه وجعله بهذا الشكل وبهذا المكان بدل غيره من الأمكنة وغير ذلك من الأشكال فنحن مثلا لماذا ولدنا في ماليزيا ولم نولد في غير بلد، لأننا محتاجون إلى من خصصنا بصفة الوجود بماليزيا وغير ماليزيا، واذا اجتمعنا في مكان ما وفي وقت محدد فهذا ليس بقدرتنا بل بقدرة الله تعالى لأننا محتاجون إلى من خصصنا بالاجتماع في هذا المكان وهذا الزمان ولكن عقلا يجوز أن نجتمع بغير هذا المكان والزمان ولكن طالما أننا موصوفون بصفة مخلوقة فنحن محتاجون إلى من خصصنا بهذه الصفة بدل من غيرها ، فالله يخالف الحوادث أي المخلوقات لا يشبهها لا بذاته ولا بصفاته ولا بأفعاله:

1- لأن ذات الله غير ذا تنا وصفاته غير صفاتنا.
2- لأن أفعاله غير أفعالنا.
3- الله ليس بجسم ونحن بجسم.
4- الله ليس مركّبا من مواد ونحن مركّبون من مواد.
5- الله صفاته أزلية ونحن صفاتنا مخلوقة.

صفاتنا نكتسبها على مر الأيام وعلى التمرين والخبرة كالصحة والمشي وطريقة الكلام والعلم كل ذلك نكتسبه بعد وقت من التعلم والتمرن والخبرة ، أما الله تبارك وتعالى فصفاته ليس لها بداية ولا يتصف بها بالتعلم ولا بطول الزمن ولا بالإكتساب، وفعل الله غير فعلنا لأننا نقدر على أشياء محدودة، والله قادر على كل شيء، نحن نقدر على التصنيع والتركيب والله قادر على الخلق ولا أحد من البشر يستطيع أن يخلق شيئا، والخلق هنا بمعناه : إبراز الشيء من العدم إلى الوجود يعني لم يكن موجودا بالمرة وليس له مادة خام ثم وجد فإيجاده يكون بواسطة الخالق. الإنسان لا يستطيع أن يوجد شيئا من غير مادة ولا يستطيع أن يغير عمره بأكبر أوأصغر ولا يستطيع أن يطور نفسه ولا أن يخلق شعرا في باطن كفه لأنه ليس خالق نفسه إنما الله هوخالق كل شيء. الإنسان عنده قدرة والله عنده قدرة ولكن الإختلاف بين القدرتين أن قدرة الله يتأتى بها إيجاد الممكن وإعدامه أما قدرتنا نستطيع بها بإقدار الله لنا ، أن نطور ونصنع فقط لا أن نخلق شيئا غير موجود، أوأن نميت شيئا حيا ولا أن نعدم شيئا موجودا مثلا لوأن إنسان قتل عدوه فهوالسبب في مقتله ولكن هذا الإنسان ليس هوخالق القتل وإنما هوالسبب في حصول القتل ، أما الله فهوخالق الموت والحياة وهما ضدين . وهناك أضداد أخرى خلقها الله : النور والظلمات ، الشر والخير ، القوي والضعيف ، أما الإنسان فقدرته ضعيفة محدودة لا يستطيع أن يفعل بها ما يريد فلا يجوز أن يقول الإنسان الله عالم وأنا عالم ، الله موجود وأنا موجود ، والله حي وأنا حي ، والله قدير وأ نا قدير بالإطلاق ، بل مع تحديد أن علم ووجود وحياة وقدرة الله غير حياتنا ووجودنا وقدرتنا وعلمنا ، هذا معنى مخالفة الله للحوادث وهي الصفة الثالثة .


4- الصفة الرابعة = البقاء :

وهي صفة يتصف بها الله وهي صفة البقاء الذاتي ، فبما أن الله لا بداية له كذلك لا نهاية له ، لأن من ليس له أول ، ليس له آخر ، ولأن من لا بداية لوجوده لا نهاية لوجوده ، الله باق بمعنى أنه حي لا يطرأ على وجوده فناء ، لا يطرأ على وجوده موت .

فإذا قلنا أو احد قال : الله باق والجنة والنار باقيتان فما الفرق بين الإ ثنين ؟ الفرق هوأن بقاء الله تعالى بقاء ذاتي أي ليس بواسطة غيره وبقاء الجنة والنار بإبقاء الله لهما ، أي انهما باقيتان بقدرة الله تعالى ، فصفة البقاء لا يتصف بها إلا الله تعالى وقد قال الله تعالى :

كل شيء هالك إلا وجهه يعني ذاته ، يعني الله لا يجوز عليه العدم والموت وكل شيء غير الله يجوز عليه العدم .

فإذا قال أحدهم كيف نوفق بين بقاء الجنة والنار وقوله في الآية التي مرت معنا نقول ، كل شيء يجوز عليه الفناء عقلا إلا ذات الله ، فالجنة والنار يجوز عليهما عقلا الفناء لأنهما مادة ومخلوقة ، ولكن الله أراد لهما البقاء ، وبما أن الله أخبر ببقا ئهما فلا يجوز أن نقول أنه ربما يفنيهما لأنه من يقول يمكن الله يفني الجنة والنار وأهل الجنة المؤمنين وأهل النار الكفار ولا يعود هناك جنة ولا نار فيكون مكذبا للقرآن خالدين فيها أبدا وأنه يجوز عقلا فناءهما ، فهذه الآية تفيد أن الله أخبرنا بخلود أهل الجنة فيها وخلود أهل النار فيها فلا بد أن نقول أنهما باقيتان بإبقاء الله لهما .

5- الصفة الخامسة = قيامه بنفسه :

أي أن الله تبارك وتعالى موجود ليس بواسطة أحد وأنه غنيّ عن العالمين ولا يحتاج لأحد ، أما كل شيء غير الله فموجود بقدرة الله ومحتاج إلى الله وهويقصد الله في كل حاجة يريدها أما الله فلا يحتاج لأحد ووجوده ليس بواسطة أحد .

6- الصفة السادسة = الحياة :

الله موصوف بصفة الحياة التي ليست متوقفة على إجتماع الرأس والدم ولا على الروح أوأجزاء الجسم التي متوقفة عليها حياتنا ، فلوخرجت الروح من جسمنا فنفقد الحياة ونموت ، أما الله حيّ دون روح ولا جسم ولا دم لأنه ليس مخلوقا وليس مادة وحياتنا لها بداية ولها نهاية ، أما حياة الله ليس لها بداية ولا نهاية ، وهولا يشبه شيء من المخلوقات لا بذاته ولا بصفاته بل هوخالق كل شيء .


7- الصفة السابعة = الوحدانية :

يجب الإعتقاد بأن الله واحد لا شريك له وخلق الكون من غير أن يحتاج إلى مساعدة أحد وخلق الملائكة والإنس والجن ليعبدوه ولا يساعدوه وقد قال في كتابه العزيز :
لوكان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا . يعني لوكان للسموات آلهة غير الله لفسد نظام السموات والأرض ولمناقشة الملحدين الذين يقولون بتعدد الآلهة فالرد وبطلان إحتمال تعدد الآلهة :

إبطال تعدد الآلهة :

1- لوأن أحدهم قال هناك إله للشر وإله للخير أو
2- يوجد من قال أن هناك خالق للأرض وخالق آخر للسموات أو
3- لوأن أحدهم قال يوجد إله خلق بعض الأشياء وإله خلق بعض الأشياء .

هذا الإحتمال باطل وكفر ولا يجوز لا شرعا ولاعقلا فنردّه بقول الله عز وجل ، وتفصيله عقلا : لوكان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا من هذه الآية نعرف أن الله عز وجل واحد لا شريك له واحد = ليس وحدانية الجسم إنما بمعنى لا شبيه له :و لما نقول هذه الطاولة واحدة بمعنى أنه ليس لها مِثل و أنها جسم واحد مركب ، وعندما نقول أنا واحد أي من حيث العدد ، و الدليل على أن الله واحد :

س: ما الدليل على ان الله واحد:

ج: إحتمال لوأنه هناك يوجد أكثر من إله إما أن تكون قدرتهما متساويتان أو مختلفتان :

إحتمال لوأنه هناك يوجد أكثر من إله إما أن تكون قدرتهما متساويتان أومختلفتان : فلوكانت قدرتهما مختلفتين ، فيعني أن أحدهما قوي والآخر ضعيف ، أي واحد أقوى من واحد ، والضعيف لا يجوز عقلا أن يكون إلها ، فالذي استطاع أن ينفّذ مراده ومشيئته هوالإله فقط .

2- إذا كانت إرادتهما متساويتين ، فلوأن أحدهما أراد أن يموّت إنسان والثاني أراد بقاءه حيا فهل معقول أن تتنفذ إرادة الإثنين فيكون حيا وميتا في نفس الوقت ، فلا يعقل ذلك لأنه لا يجوز عقلا أن يكون الجسم الواحد في الزمن الواحد موجودا وغير موجود أوحيا وميتا بنفس الوقت ، بل يجوز أن تتنفذ في الجسم صفة واحدة ، إما الموت وإما الحياة يعني أنه يجب أن تتنفذ إرادة إله واحد والذي تنفذت إرادته يكون هوالإله لأنه هوالقادر والذي لم تتنفذ مشيئته يكون هوالضعيف والضعيف لا يجوز أن يكون إلها .

إذا افترض أن قدرتهما متساويتين تبين أن الإله واحد ولوافترض أن أحدهما أقوى من الآخر تبين أن الإله واحد لأن الأقوى هوالإله والأضعف لا يستطيع أن ينفذ مراده فلا يكون إلها ، وهذه المسألة مهمة

- الضدان لا يجتمعان في جسم واحد في وقت واحد كالموت والحياة في نفس الإنسان ، هذه الفكرة تابعة لافتراض أن هناك إلهين متساويي القدرة وأرادا نفس الشيء ،ضدّاه . ولكن إذا سئلنا على افتراض أن الله أراد أن تكون هذه الورقة بيضاء وسوداء بنفس الوقت نقول الله تبارك وتعالى قادر على كل شيء ، معناها تابع لتفسير القدرة وتفسير القدرة = صفة أزلية يتأتى بها إيجاد الممكن وإعدامه ، وإجتماع ضدين مستحيل ، فا لله لا يريد هذا الشيء وقدرة الله لا تتعلق بالمستحيل كمثل واحد يقول :

إن الله قادر على أن يخلق مثله .

هذا السؤال كفر والجواب عليه : قدرة الله لا تتعلق بإيجاد المستحيل والشيء المستحيل عقلا ، لا يجوز أن يوجد فلا يجوز إذن أن يكون للعالم إلهين ، وإنما قدرة الله تتعلق بإيجاد الممكن ، والممكن هوالذي يقبل الفناء ويقبل الوجود ويقبل العدم ويقبل الوجود .

وإذا سئلنا من أحدهم : هل الله قادر على أن يميتني الآن ؟ نقول نعم قادر لأن أنا ممكن وجودي ، والممكن يقبل الوجود ويقبل العدم والذي يريد أن يقول : وهل الله قادر على أن يخرجنا من ملكه ؟! فهذا السؤال كفر لأنه لايوجد ملك لغير الله تعالى ، فبما أن اجتماع الضدين مستحيل فلا يجوز طرح هذا السؤال .

قدرة الله لماذا لا تتعلق بإيجاد المستحيل :
1- لا نقول هوقادر 2- ولا نقول غير قادر . فالجوابان كفر .

فالذي يقول إن الله يستطيع أن يخلق مثله كفر والذي يقول أن الله غير قادر على أن يخلق مثله كفر .

بل نقول ، الله تبارك وتعالى قدرته لا تتعلق بإيجاد المستحيل لماذا لأننا عرفنا سابقا أن المستحيل لا يقبل الوجود .

فقدرة الله لا تتعلق به لإيجاده ، وقدرة الله لا تتعلق بالمستحيل لإعدامه ، لأنه معدوم وقدرة الله لا تتعلق بالمستحيل لإيجاده لأنه لا يجوز عقلا وجوده ، وقدرة الله لا تتعلق بالواجب لإيجاده لأنه موجود ، فالله موجود ، ولا تتعلق بالواجب لإعدامه لأنه لا يقبل العدم

س- بأي شيء تتعلق قدرة الله ؟ ...

ج- تتعلق القدرة بالممكن الذي يقبل الوجود والعدم فلا نقول الله قادر ، لأن الذي يقول الله قادر : صار جعل إحتمال وجود الشريك ممكن .

تتعلق القدرة بالممكن الذي يقبل الوجود والعدم فلا نقول الله قادر ، لأن الذي يقول الله قادر : صار جعل إحتمال وجود الشريك ممكن . قدرة الله لا تتعلق بإيجاد الواجب ولا بإيجاد المستحيل .

إذا واحد قال إسمعني بعينيك فإذا قلت له أنا لا أسمعك هل أنا أطرش لا ، لأن العين أداة النظر وليست أداة السمع ، والأذن أداة السمع وليست أداة البصر ، فإذا قال واحد شاهدني بأذنك لا نقول عنه أعمى فنقول الأذن أداة السمع ولا نقول أنه أطرش . ونقول أن الحجر من طبيعته العادية أن لا يسمع وهذا تخصيص من الله تعالى لهذه الحواس بهذه الصفات ، فا لله وصف الأذن بصفة السمع ووصف العين بصفة البصر ، والأذن ليس من صفتها البصر ، الله تبارك وتعالى قدرته لا تتعلق بإيجاد الواجب ولا بإعدامه ، ولا تتعلق بإيجاد المستحيل ولا بإعدامه وإنما تتعلق بإيجاد الممكن وإعدامه ، كإيجاد الإنسان وإعدامه .

س- هل يعتبر هذا تخصيص بالنسبة للقدرة وماذا نسميه ؟.
ج- لا ليس تخصيصا بمعنى أنه لا يجوز أن نفكّر أن أحدا وصف الله بهذه الصفة ، وتسمى صفة الله هكذا أزلية ، وهي صفة كمال وليست صفة نقص ، لمّا يقال صفة الله تعالى تتعلق بإيجاد الممكن وإعدامه ، ليست صفة نقص لأنها لوتعلقت بالواجب لإيجاده فهوموجود ولوتعلقت بالواجب لإعدامه فإنه لا يقبل العدم ولوتعلقت بالمستحيل لإعدامه فهومعدوم، ولوتعلقت بالمستحيل لإيجاده فإنه لا يقبل الوجود فلا تكون صفة الله عاجزة ولا مختصرة ونقول تتعلّق بأشياء ولا تتعلّق بأشياء ، وأن قدرة الله تتعلّق بإيجاد الممكن وإعدامه .


أكتفي بهذا وأنتقل لجزئية أخرى !
لكن هل لاحظت يا صديقي أن حجتك لا قيمة علمية أو لاهوتية لها !!
وأن الله ليس بحاجة لما قلت ! ثم لماذا تخلط وتقطع بعض صفات الله مع مخلوقاته في سياق احتياجات لهم !! وأنت تعلم الفرق بين زمن الخلق وقبله !!

المسلم لم يقل ابتداءا ثلاثة آلهة !
والقرآن الكريم بمواضيع متعددة تحدث عن قانون إيمانكم في الثالوث!
وتحدث عن ثلاثة أقانيم!
وتحدث عن عبادتكم لها !
كما تحدث عن طوائف منكم بعينها وكنه عبادتها !!

لكن عوضا عن إبراز هذه الحقيقة تهرب للخلط يا صديقي !!

وطالما أنك تحب روح التحدي !


هل تعرف متى مسيحيا ( لاهوتيا ) ظهر مصطلح ( مسمى الثالوث ) ومن أول من تحدث عنه من قدماء آباء الكنيسة؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لابيد: كل ما بقي هو عنف إرهابيين يهود خرجوا عن السيطرة وضياع


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع


.. #shorts yyyuiiooo




.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #