الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوارات حول الأديان

محيي الدين محروس

2018 / 3 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الحوارات بين رجال الدين من مختلف الأديان والمذاهب قديمة، قِدم هذه الأديان. وكلنا يذكر الحروب تحت الشعارات الدينية مثل: الحروب الصليبية والفتوحات الإسلامية، وصولاً إلى إقامة الدولة الموعودة - إسرائيل على أرض فلسطن. وكل هذه الحروب الدامية، كانت لأهداف سياسية للسيطرة السياسية، ولامتلاك ثروات الشعوب تحت غطاء ديني: لنشر هذا الدين " الحق" و إقامة "، هذا العدل " ….إلخ.

لكن مع تطور البشرية والإنسانية وفي النصف الثاني من القرن العشرين، توصل العقلاء من رجال الديانات المختلفة من ذوي التوجه الإنساني إلى عقد المؤتمرات الدينية المشتركة بينهم، للبحث عن ما هو مشترك من قيم إنسانية مثل: السلم العالمي، ومحبة الإنسان، وقيم أخلافية من الصدق والعدل...إلخ. ويلخص هذا المنحى على مستوى الدولة تبني شعار: „ الدين لله والوطن للجميع".

يقف على نقيض هذه القفزة النوعية في العلاقات الإنسانية بين أصحاب مختلف الديانات المتشددون من أصحاب الديانات مثل: الجهاديون والسلفيون من المسلمين السنة، وبعض رجال الدين من الشيعة – خاصةً في إيران ولبنان، وبعض رجال الدين من الكنائس المسيحية، وصولاً إلى التنظيمات المسيحية الإرهابية في القارة الأمريكية والإفريقية، وكذلك بعض رجال الدين من اليهودية، خاصةً في إسرائيل. هؤلاء لا يكتفون في العداء لأصحاب الديانات الأخرى، بل يحرضون و " يحللون" حمل السلاح والقتال لأصحاب الديانات الأخرى: تحت شعارات: „نشر الدين الحق"!
هؤلاء يعتقدون بأنهم يملكون " الحقيقة المطلقة" ودينهم هو " الدين الحق" ! بينما في العلوم دائماً يكمن عنصر الشك والنسبية، وهو جوهر التطور العلمي. في الديانات لا يوجد شك في الاعتقاد والدين، فهي حقائق مطلقة ( لأصحابها)، حتى مجرد الشك يُعتبر شكل من أشكال الكفر.

ونلاحظ اليوم وبشكلٍ جلي هذا الصراع بين الاتجاهين السلفي – الوهابي، وبين التوجه للقاء أصحاب الديانات في القيم الإنسانية، وذلك في العديد من البلدان العربية، وخاصةً في "البلدان التي بدأت فيها ثورات الربيع العربي. ونرى كيف تم سن القوانين مؤخراً في تونس التي جاءت نتيجة صراعات طويلة، باتجاه توسيع الحريات والحقوق للمواطنين.

هنا من المفيد التأكيد على أن العلاقة بين الإنسان وربه، هي علاقة عمودية، وهو ما تؤكده الكثير من النصوص الدينية. بينما العلاقة بين الإنسان والإنسان، هي علاقة أفقية، هي علاقات أسرية واجتماعية. لذا من الأفضل هو عدم الخلط بين هاتين العلاقتين، إلا بما يفيد الإنسانية بصورة مشتركة.

من هنا، تأتي أهمية التصدي للتيارات الدينية المتطرفة في مختلف أشكالها وألوانها، من خلال نشر ثقافة المواطنة المتساوية لجميع المواطنين، ثقافة المحبة والإخوة الإنسانية، مع ضمان حقوق أصحاب العقائد المختلفة، وكذلك حقوق اللامتدينين.

لقد توصلت البشرية من خلال تطورها الطويل وبعد الحروب وسيل الدماء، إلى الفصل بين المؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة، وبناء دولة المواطنة، وهي الدولة التي لا تميز بين مواطنيها على أساس الدين أو القومية أو الجنس أو الفكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف


.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب




.. مأزق العقل العربي الراهن


.. #shorts - 80- Al-baqarah




.. #shorts -72- Al-baqarah