الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر ورأس المال البشري

صبحي إبراهيم مقار

2018 / 3 / 31
الادارة و الاقتصاد


==============
أصدر المنتدى الاقتصادي العالمي، والذي تأسس عام 1971 كمنظمة دولية مستقلة غير هادفة للربح، عدد من التقارير الخاصة بقياس قدرة الدول على تطوير وتعزيز رأس المال البشري منذ عام 2013 وحتى الآن. ويستند هذا التقرير على بيانات العديد من المنظمات الدولية مثل منظمة العمل الدولية، منظمة اليونسكو، برنامج الأمم المتحدة للتنمية، بالإضافة إلى استقصاء رأي تنفيذي سنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي. ويعتبر التقرير ثمرة تعاون بين كل من فرق العمل بالمنتدى، مؤسسة ميرسر للاستشارات، جامعة هارفارد، مجموعة واسعة من الأكاديميين ورجال الأعمال والمسئولين الحكوميين ومنظمات المجتمع المدني. ويهدف المنتدى الاقتصادي العالمي من إصدار ذلك التقرير إلى دعم الجهود المبذولة لمساعدة دول العالم المختلفة على اتخاذ القرارات السليمة في استثمار الإمكانيات البشرية المتاحة لديها، حيث يعد اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﺒﺸﺮى ﻣﻦ أھﻢ العناصر الإنتاجية اﻟﺘﻲ تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال تحسين الإنتاجية وزيادة القدرات الإبداعية وتعزيز القدرات التنافسية للقطاعات المختلفة بالاقتصاد.
ويكشف التقرير الخاص بمؤشر رأس المال البشري الذى أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2017 تصنيفاً لأبرز الاقتصادات العالمية الأكثر نجاحاً من حيث التوظيف الاقتصادي الفعال طويل المدى للقوى العاملة لديها. وذلك من خلال قياس القدرات الاقتصادية لـ 130 دولة الخاصة بمدى تطوير وتوزيع العمالة المدربة والسليمة والقادرة. وتستند عملية تقييم هذه الدول على جمع نتائج 21 مؤشر فرعى تغطى خمس فئات عمرية هي 0-14 سنة، 15-24 سنة، 25-54 سنة، 55-64 سنة، 65 سنة وأكثر.
ويتم تقسيم هذه المؤشرات الفرعية على أربعة أقسام رئيسية تتمثل في كل من:
• القدرة: ويحددها إلى حد كبير الاستثمارات السابقة في النظام التعليمي.
• التوظيف: وينظر إليه من حيث تطبيق وبناء المهارات من خلال العمل.
• التنمية: وهي الاستثمار في النظام التعليمي للقوى العاملة المُنضمة لسوق العمل في المستقبل، وإعادة تأهيل القوى العاملة الحالية ورفع مهاراتها باستمرار.
• المعرفة والدراية الفنية: ويعتمد على مدى اتساع وعمق المهارات المتخصصة في العمل.
ووفقاً للتقرير، تم تطوير 62% من رأس المال البشرى عالمياً نتيجة لقيام 25 دولة فقط بتطوير 70% أو أكثر من رأسمالها البشرى. وعلى الرغم من أن معظم الدول تستفيد من نحو 50% - 70% من رأسمالها البشري، إلا أن 14 دولة لم تستطع تطوير 50% منه. وبالرغم من أن بعض الاقتصادات تمتلك بالفعل المواهب المطلوبة، إلا أنها تفشل في تسخيرها بالشكل الصحيح بسبب عدم الاستفادة من المهارات القائمة، وعدم تطوير المهارات المستقبلية. ويؤكد التقرير على أن الفشل في ترجمة الاستثمار في التعليم إلى فرص عمل ذات مهارة وجودة عاليتين خلال سنوات العمل يساهم في زيادة فجوة عدم المساواة في الدخل. وفي الوقت ذاته، فإن نسبة قليلة من العاملين حالياً من مختلف الفئات العمرية تحصل على فرص عمل عالية المهارة وفرصاً لتعزيز الدراية الفنية والمهنية مما يعزز مقولة كلاوس شواب، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي: «لا تخلق الثورة الصناعية الرابعة خللاً في مجال العمل فحسب، وإنما تخلق أزمة بسبب النقص في المهارات الحديثة التي تتطلبها. وعليه، فإننا نواجه أزمة مواهب عالمية".
وبتحليل مؤشر رأس المال البشري لمصر خلال عام 2017، يتضح لنا ما يلى:
• تراجع قيمة مؤشر رأس المال البشري لمصر لتصل إلى 55.99 عام 2017 لتحتل المركز 97 عالمياً (من 130 دولة) مقارنة بـ 63.72، والمركز 86 عالمياً (من 130 دولة) عام 2016.
• بلغت قيمة المؤشر الرئيسي الخاص بالقدرة 64.58 لتأتي مصر في المركز 80 عالمياً، وذلك لتقدم الترتيب العالمي لمصر في المؤشرات الفرعية الخاصة بكل من الحاصلين على مؤهلات عليا (47)، الحاصلين على شهادة التعليم الثانوى (61)، الإلمام بالقراءة والكتابة والحساب (79).
• بلغت قيمة المؤشر الرئيسي الخاص بالتوظيف 46.02 لتأتي مصر في المركز 126 عالمياً، وذلك لتأخر الترتيب العالمي لمصر في المؤشرات الفرعية الخاصة بكل من الفجوة بين الجنسين في التشغيل (125)، معدل التشغيل (121)، بالإضافة إلى احتلال مصر للمرتبة الـ 90 عالمياً في معدل البطالة.
• بلغت قيمة المؤشر الرئيسي الخاص بالمعرفة والدراية الفنية 54.66 لتأتي مصر في المركز 50 عالمياً، وذلك لتقدم الترتيب العالمي لمصر في المؤشرات الفرعية الخاصة بكل من نسبة العاملين ذوى المهارة العالية (37)، مدى التعقيد الاقتصادي (57)، نسبة العاملين ذوى المهارة المتوسطة (63)، توافر العاملين ذوى المهارة (80).
• بلغت قيمة المؤشر الرئيسي الخاص بالتنمية 58.71 لتأتي مصر في المركز 86 عالمياً، وذلك كمحصلة لتقدم الترتيب العالمي لمصر في المؤشرات الفرعية الخاصة بكل من الفجوة بين الجنسين في المرحلة الثانوية (1)، معدل الالتحاق بالمدارس المهنية (27)، تنوع مهارات الخريجين (29)، معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية (29). وتراجع الترتيب العالمي لمصر في المؤشرات الفرعية الخاصة بكل من مدى تدريب العاملين (129)، جودة نظام التعليم (127)، جودة التعليم الابتدائي (126).
وتبرز أهمية تحديد مواطن القوة والضعف في المؤشرات الفرعية المكونة لمؤشر رأس المال البشري الخاص بمصر في دعم صانعي القرار في ترتيب أولوياتهم ودعم قراراتهم المستقبلية الخاصة بتحسين السياسات الداعمة لركائز التنمية البشرية مما يؤدي تحسين الترتيب العالمي لمصر في هذا المؤشر. ولتحديد مواطن القوة والضعف وفقاً للتقرير العالمي لرأس المال البشري 2017، يجب أولاً معرفة أداء الاقتصاد المصري في المؤشرات الفرعية المكونة للمؤشر الإجمالي لرأس المال البشري (21 مؤشر فرعي)، ثم تحديد موقف مصر في كل من هذه المؤشرات.
ويعتبر المؤشر الفرعي موطن قوة لمصر عند حصولها على ترتيب أفضل في ذلك المؤشر مقارنة بالترتيب العام لها (97) في المؤشر الإجمالي لرأس المال البشري، حيث تمثلت مواطن القوة في 16 مؤشر فرعي مما يساعدها في تعزيز تنافسيتها وترتيبها في المستقبل. كما يعتبر المؤشر الفرعي موطن ضعف لمصر عند حصولها على ترتيب متأخر في ذلك المؤشر مقارنة بالترتيب العام لها، حيث تمثلت مواطن الضعف في 5 مؤشرات فرعية مما يستلزم ضرورة دراستها ومعالجتها لتحسين القدرات التنافسية لمصر في هذه المؤشرات مما يؤدي إلى تعاظم الإمكانيات المتاحة لمصر لتحسين ترتيبها بالنسبة لمؤشر رأس المال البشري في المستقبل.
مواطن القوة والضعف فى المؤشرات الفرعية المكونة لمؤشر رأس المال البشري لمصر عام 2017:
مواطن القوة
م المؤشر الترتيب
1 الفجوة بين الجنسين في الالتحاق بالمدارس الثانوية 1
2 معدل الالتحاق بالمدارس المهنية 27
3 معدل الالتحاق بالتعليم الابتدائي 29
4 تنوع مهارات الخريجين 29
5 نسبة العاملين ذوى المهارة العالية 37
6 الحاصلين على مؤهلات عليا 47
7 معدل نقص العمالة 53
8 مدى التعقيد الاقتصادى 57
9 الحاصلين على شهادة التعليم الثانوى 61
10 معدل الالتحاق بالمدارس الثانوية 62
11 نسبة العاملين ذوى المهارة المتوسطة 63
12 معدل الالتحاق بالتعليم العالى 70
13 الالمام بالقراءة والكتابة والحساب 79
14 توافر العاملين ذوى المهارة 80
15 معدل البطالة 90
16 الحاصلين على شهادة التعليم الأساسى 96

مواطن الضعف
م المؤشر الترتيب
1 مدى التدريب الذى يحصل عليه العاملين 129
2 جودة نظام التعليم 127
3 جودة التعليم الابتدائي 126
4 الفجوة بين الجنسين في التشغيل 125
5 معدل التشغيل 121
المصدر: حسبت بواسطة الباحث من تقرير رأس المال البشرى 2017، المنتدى الاقتصادي العالمي.

ونخلص مما سبق إلى أن العنصر اﻟﺒﺸﺮى يعتبر ﻣﻦ أھﻢ العناصر الإنتاجية اﻟﺘﻲ تساهم في تحقيق التنمية، وأن التحديات التي تواجهها الدول في العصر الحديث لا تحتاج إلى رأس مال مادي فقط، بل إلى رأس مال بشري دائم اﻟﺘﺮﻗﻲ واﻟﻨمو لأنه يقود إلى زيادة القدرة اﻹﺑﺪاﻋية وتحسين الإنتاجية وتعزيز القدرة التنافسية. حيث يشمل رأس المال البشرى المعارف والمهارات والقدرات التي تجعل العنصر البشرى قادراً على أداء واجباته ومسئولياته الوظيفية بكل فاعلية واقتدار. ويتوقف تحسن ترتيب مصر في مؤشر رأس المال البشري على مدى حفاظها على مواطن القوة المتمثلة في الـ 16 مؤشر فرعى، ومدى التقدم الذي تحرزه في مواطن الضعف المتمثلة في الخمس مؤشرات الفرعية (كما هو موضح في الجدول السابق). حيث تتعلق عملية تنمية رأس المال البشرى بالقدرة على استقطاب ومساندة العنصر البشرى والاستثمار فيه وذلك باستخدام العديد من الوسائل التي تتضمن التعليم والتدريب وإعطاء النصح والإرشاد والتدريب الميداني والإشراف المباشر والتدريب أثناء العمل والتطوير التنظيمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 19-4-2024 بالصاغة


.. تطور كبير فى أسعار الذهب بالسوق المصرية




.. صندوق النقد يحذر... أزمة الشرق الأوسط تربك الاقتصاد في المنط


.. صندوق النقد الدولي: تحرير سعر الصرف عزز تدفق رؤوس الأموال لل




.. عقوبات أميركية على شخصيات بارزة وشركات إنتاج الطائرات المسيّ