الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكرا 2017

عبدالله الدمياطى

2018 / 3 / 31
كتابات ساخرة


"الحياة بحر عاصف علينا أن نخوضها بمركب من الصبر وشـراع من اليقين"
عبارة قرأتها ذات يوم على ورقة نقدية، ومن وقتها أبحث في نفسي عن اليقين وأتحـرى الصبر، على ماذا أصبر؟
سألتها لنفسي كثيرا
وبعد سنوات أرى أن أمّـر الصبر هو الصبر على الأحلام التي غذيتها بنبض دمك ولياليك الطويلة


الصبـر المختلق من صبر "أم موسى" حين كفنته بشغاف قلبها وألقته في الماء
الصبر عن الأمنيات التي لم تتحقق، التي وجب عليك أن تكفنيها بشغاف قلبك لتكرر سنة أم موسى وتودعيها على نهـر العمــر
وعلى الشاطئ تقف مثلها
بقلب فارغ ويد ممدودة حتى يأتى عونا من الله
لستُ على قدر كبير من الإيمان ولكنني بوسعي أن أرى بوضوح نابع من تجارب سيئة إلى أي مدى كان الله عونا لنا
ليس لدي رغبة في أن أتحول إلى إبراهيم الفقي ولا أحبه، ولكنها الحياة تروضنا ثم تعود لتفعل ذلك من جديد.
إن ماحدث هذا العام كان مرعبًا بحق، كيف أن كل أحداث الحياة اختُزِلت وتجمعت في عامٍ واحد
كل الأشياء حدثت على النحو الذي يجعلني لم أعد أنتظر أن يحدث شيئا جديدا.

عام جديد يمر وبشعر أسود يتوسطه بخجل شعيرات بيضاء احدق بالجميع ولا ارى أحدًا، حر، سعيد، لا أحد يفكر بى، ولا افكر بأحد، لا شيء يغضبنى ، لا شيء يحمل أي قدرًا من الأهمية في حياتى، وقد نسيت الماضي بكل تفاصيله، فقط تتطاير في الهواء كالدخان الذي حجب الرؤية عنى وشكّل سحابة من السلام بينى وبين العالم الذي اراه على بشاعته جميلا يستحق الحياة حتى أخر نفس.

أنا ممتن بصدق لتلك الحياة ولهذا العام ولكل ما حدث وانتهى ولكل ما سيحدث واعلم أنه سينتهي يومًا

تلقيت عدة صفعات قوية على وجهي هذا العام، شكرًا لجميعها.

خسرت الكثير من الأصدقاء لكنني لست حزين، لأنهم لم يكونوا كذلك، ولأنني تعلمت أن أتعافى بمفردي، وبمفردي تمامًا.

خسرت صديقًا لم أدرك كم كنت أحبه إلا عندما رحل، ولم نكن على وفاق لعدة أسباب، وكنت أرى أنى محق، ولم أكن كذلك.. تعلمت بفضله أن للحقائق دائما وأبدا أوجه أخرى..

عندما رحل شعرت بالفراغ المفاجئ الذي يتلو موت شخص تحبه ، بعد رحيل شخص تحبه جزء من روحك يغادر ، قد تصبح قادرعلى تجاوز الأيام المؤلمة، قد تنجح في أمور كثيرة وتحصل على أشياء جميلة ولكنك لن تعود كاملا.

قبل عدّة شهور تخلت عني صديقتى، تخلّت عنّي بشكلٍ مخزٍ، ولم أكن أظنها ستفعل. حسنًا، لا أثق بأحدٍ منذ فترة كبيرة ، لذلك لم تكن ثقة كان هناك دومًا احتمال أن يحدث هذا وصارحتها به وطلبت منها ألا تفعل.. كان لديّ فقط عشم ألا أهون عليها .. لكنني "هُنت"

مُرعبة جداً الناس اللي بتتغيّر وبتتحول بشكل مريب الناس اللي ما بتعرفش تكون ثابتة على مبدأها أو وعودها.
الليّ يخوّف أكتر هو إندفاعك بالحُب اتجاههم و كأنهم الملجأ والمَنجى الوحيد.
أخطر شئ ممكن يأذيك إنك تتسند بكل قوّتك على قلب منزوع منه الرحمة..

حدثت الكثير من الأشياء المصيرية هذا العام ، البعض منها لم يترك تأثيرًا حقيقيًا في نفسي .. ربما السبب الحقيقي في اعتباري تلك الأشياء معدومة التأثير، هى عدم وجود رغبة حقيقية في أن أروي عن أيًا منها هو ما يجعلها ليست هامة على الإطلاق.

حتى هذا الحبّ الذي حملته لسنوات واهتديت في الأيام الأخيرة إلى أنه لم يتبقى منه مقدار ذرة واحدة بداخلي، لا أدري تحديدًا كيف انتُزِعَ من داخلي، وكيف غفوت في مساء أحد الأيام ، لأستيقظ شخصًا آخر!

بالطبع هناك أسباب لكل شيء، لن تمتلك معرفة الكون لتكتشفها، دع الأشياء ترحل في سلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع