الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات 2018 في العراق والظروف المحيطة بها ؟؟؟

صباح علو

2018 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تقترب انتخابات 2018 البرلمانية وسط بيئة محلية اشد تعقديدا من نظيرتها في الانتخابات السابقة. فهي تجري في ظل ادارة اميركية جديدة قررت مواجهة ايران وهلالها، مع فشل استفتاء كوردستان، مع استمرار وجود التحالف الدولي، ودعوات اميركية لايران دعوة اميركية لايران للانسحاب من العراق والمنطقة ،فترد ايران على لسان ولاياتي، “سنمنع وصول الشيوعين والليبراليين للحكم”.
كما ان التواجد الاميركي العسكري في العراق يتزايد تدريجيا، وقد صرح البنتاغون،انهم باقون لعشرين سنة اخرى دون الحاجة الى تفويض من احد. ياتي ذلك في اجواء انفتاح سعودي غير مسبوق منذ 1991 مع انتفاضة ايرانية، ونزول مستمر للريال الايراني، مع دعم اميركي غير محدود للعبادي،ومحاصرة ايرانية له بعد تحالف مع الحشد لم يدم 24 ساعة مع الحشد الشعبي،واعلان اتفاق سري بينه وبين المالكي على الكتلة الاكبر بعد الانتخابات.
من جانب اخر، تجري الانتخابات،ومحافظات السنة والمتنازع عليها بيد الحشد الشعبي، مع تشتت سني وكوردي، وشيعي ايضا لاول مرة منذ 2005. فقد دخلوا دخول الشيعة بخمس رؤوس، الحكيم، والمالكي، والعامري، والصدر، والعبادي، مع اجواء وسط شيعي منقسم بين نفرة من احزاب الاسلام السياسي من جهة، ومن جهة اخرى، يكاد يشبه الوسط السني2003، في ظل بوصلة دولية واقليمية تعمل بالضد من احزاب الاسلام السياسي.
ما اراه في القوى السياسية الرئيسية :
- خطوط ايران الحمر تم تنفيذها منذ 2005-2018، وهي تتلخص بعراق ضعيف تابع لها، من خلال بيت شيعي وحكومة شيعية موالية لها، تضمن وجود هلال ايراني اقليمي، ويمنع في هذا العراق تقارب المكونات.
- واما الصراع الدولي على الانتخابات ونموذج الحكم في العراق، فتركز في صراع اميركي ايراني، اكثر منه صراع سعودي ايراني، فالسعودية وتركيا تقع ضمن الدور الاميركي .
- ان اكثر ما يقلق العبادي، هو أزمة بين أمريكا وإيران ، التي تعد أكبر تهديد للاستقرار المتنامي في العراق، ومن هنا فهو يردد ، ليس مهمتي أن أحل خلافاتهما، ولكن مهمتي أن أمنع مواجهة بينهما في العراق، خاصة في ظل قلق حكومة بغداد، ان تظهر كأنها وكيلة لإيران ، ويتلاعب بها
سليماني، وتعتمد على مليشيات الحشد الشعبي الشيعية .
- قائد القوات الامريكية في العراق، والسفير الامريكي، قد أرسل تهديدا مباشرا لأيران وللحكومة العراقية المقبلة، فيما إذا كانت تميل لأيران، حين قال ( إن قواتنا ما زالت متواجدة في العراق وعلى الحكومة العراقية القادمة ان تختار بين إيران والمجتمع الدولي ).
- ان التواجد العسكري الاميركي المتزايد منذ تشكل التحالف الدولي الى اليوم، يثير قلق بغداد وايران، في الوقت الذي يرحب به الكورد والسنة ، وقد قال ضباط استخبارات اميركية لفورين بوليسي، ان هناك تبرير آخر لبقاء القوات الأمريكية في العراق بعد داعش عدا نفوذ ايران، هو المواجهة
بين الحكومة العراقية المركزية والكورد.

- واشنطن تخطط لإعادة ترتيب دور جديد لها في العراق بعد انتهاء حرب داعش ، وسيكون حتماً على حساب إيران، لكن يبقى السؤال الأهم هو ما هي حدود هذا الدور ؟ وهل العراق مهيأ للتفاعل بإيجابية مع الدور الأمريكي الذي لم تتحدد معالمه بعد ؟ ام ان العراق الذي أشرفت واشنطن على إعادة تأسيس نظامه الجديد بحلفاء محليين جدد، قد لا يكون هو العراق الحالي، في ظل متغيرات أخرى جديدة وشديدة الأهمية،سواء داخل العراق وسوريا، ان واشنطن لا تنوي الدخول في صدام عسكري مع إيران في العراق،لكنها حريصة على تقليص النفوذ الإيراني،عبر مسارات سياسية جديدة، تعيد لواشنطن القدرة على إدارة العملية السياسية وفق هندسة سياسية جديدة، مغايرة لما سبق أن قامت به قبيل وبعد غزوها للعراق واحتلاله .

سيناريوهات المستقبل:
1- التشكل والتشتت الانتخابي في 2018 ، ربما يؤدي الى تشكيلة 2018 برلمانية، يعجز البيت الشيعي على تشكيل الكتلة الاكبر لصالحه، ويجعل جميع الكتل خاضعة لضغوط اطراف الصراع الدولي والاقليمي، فياتي رئيس وزراء وحكومة واقعة تحت الضغط الدولي .
2- هل يفتح صراع اربيل (الفيدرالية) وبغداد (الدينية المركزية) ’بابا جديدا، بعيدا عن الاحلام القومية والدينية، لجعل واقع العراق مشابه لدستوره بتنفيذ المادة 140، بعد ان ادى صراع الطرفين الى عراق يخالف واقعه دستوره ؟؟؟؟
3- هل سيتمكن العبادي، او من سيتقلد رئاسة الوزراء بعد انتخابات 2018، من حل معضلة الحشد الشعبي، بعد ان تمكن التحالف الدولي من القضاء على داعش ؟ وهل ستعود الدولة وينتهي عصر اللادولة في العراق ؟
4 - ادارة ترمب لن تقبل أن تحتفظ الائتلافات الشيعية في المرحلة المقبلة بتوازن العلاقة بين إيران والولايات المتحدة ،كما كان يحدث في المرات السابقة. وقد أكد بعض المسؤولين الأميركيين مؤخرا،على أهمية أن تقرر الحكومة العراقية المقبلة ،مع من ستكون،هل مع إستراتيجية ترمب لتقويض النفوذ الإيراني أم ضدها .

- لكن بغداد قد تتبع سياسة “ النأي بالنفس” عن أي مواجهة أمريكية- إيرانية محتملة في العراق، خوفاً على العراق من مثل هذه المواجهة من ناحية، وحرصاً من جانب قوى سياسية عراقية فاعلة على إتباع سياسة “ التوفيق بين الحليفين” الأمريكي- والإيراني بدلاً من المواجهة، في ظل مصالح قوية تربط هؤلاء مع إيران، وعدم استعداد للتضحية بالعلاقة مع إيران، لصالح علاقة مع الولايات المتحدة الامريكية .
- الانتخابات العراقية المقبلة قد تحدد بشكل كبير مستقبل حزب الدعوة، وفقا لصاغة المحافظة على الوفاق مع الحليفين، وقد تكون هنا كفرصة للعامري ، خصوصاً في ظل قناعة مفادها ، ان السياسة الأمريكية الخارجية عموماً وخاصة نحو الشرق الأوسط والعراق، مازالت غامضة وملتبسة ويصعب المراهنة عليها.
هناك صراع محلي واقليمي ودولي على الانتخابات العراقية ، التي تعد فارقا جوهريا بين العراقين،عراق ماقبل 2003، ومابعده – وما بعد داعش .
وقد تلخص الصراع الدولي والاقليمي على العراق في الطرفين الاميركي والايراني ( ودخول تركيا على خط الصراع في كل من سوريا والعراق بقوة لتقول – نحن هنا - والنتائج التي ترتبت على اعلان انسحاب امريكا من منبج – من سوريا - لاعطاء الفرصة للاتراك من وضع الحواجز امام المشروع الايراني طهران بغداد دمشق ) ونرى انعكاسات ذلك على مسار العملية الانتخابية وما ستفرز من تداعيات خصوصا وان تركيا اخذت الضوء الاخضر من كل من روسيا وامريكا بهدف محاربة الارهاب والعمل على اعادة اكثر من 2.5 مليون نازح سوري في تركيا .اذ تخشى ايران ان يكون العراق خاضعا لاميركا او اي بلد اخر دونها، لانها تشعر انها ستكون الهدف التاالي، ولذا جعلته ساحة للصراع، اكثر منه ساحة ليكون نموذجا يشبه ولاية الفقيه، ومنصة لمحورها الاقليمي .
وقد اسفر واقع الصراع الدولي والاقليمي والمحلي على الانتخابات العراقية، ان واقع العراق اليوم مخالفا لدستوره.وليس على اقليم كوردستان، بعد ان فقد فرصة الاستقلال، الا ان يتفكك او يتحول العراق الى عراق فيدرالي، لازالت بغداد تعاند هذا الاتجاه.
وبعد مرور خمس انتخابات في نموذج عراق مابعد 2003، وصل الصراع على الانتخابات وعلى ارتباط العراق باحد الطرفين، ذروته على ابواب انتخابات 2018. فهل ستكون انتخابات 2018،حدا فاصلا بين عراق فيدرالي واخر مركزي، ام حلقة في صراع الطرفين، تزيد فيها مساحة الفدرلة على مساحة الواقع المركزي،وتنتقل الفوضى فيه من منطقة الى اخرى؟
وربما يجد العرب السنة، في هذا الانعكاس المحتمل ، فرصة تشبه فرصة الكورد في عراق ما بعد تحرير الكويـت 1991، فيملاؤون فراغ محافظاتهم بانتخاب جسم سياسي سني، منعا لظهور داعش من جديد، كما اشار الى ذلك المعهد الاوروبي للسلام شباط 2017، وتقرير اوليبراتيبت هادلي ، ايلول 2016.
لكن هذا الانعكاس المحتمل لنتائج الانتخابات القادمة، قد يتطلب قرار شيعيا صعبا، يقتضي سحب الحشد الشعبي من محافظات العرب السنة والمناطق المتنازع عليها،او مواجهة بين حلفاء الولايات المتحدة، المحليين، ومليشيات الحشد الشعبي.ومن مقتضيات هذا الانعكاس المحتمل، ان يتحرراقليم كوردستان من غربته بين 15 محافظة غير منتظمة في اقليم، خاصة بعد فشل الاستفتاء.، بفدرلة محافظات العرب السنة.
من شان هذا الاحتمال ان ينتصر نموذج العراق الفيدرالي نسبيا على النموذج المركزي ، وينشأ تقارب سني كوردي من جهة ، وصراع شيعي شيعي محتمل بين شيعة الدولة وشيعة البيت الشيعي الموالي لايران من جهة اخرى،، في ظل بوصلة تعمل بالضد من احزاب الاسلام السياسي السني والشيعي.

صباح علو
الباحث في الشأن العراقي
1-4-2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة