الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للملحدين مع التحية

فراس يونس

2018 / 4 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


برايي لا يمثل الالحاد حالة متطرفة ،كما انه ليس نتيجة عرضية لوجود الدعوة الى الله او انتشار الديانات، فهو نتاج لحالة نفسية يمر بها الأنسان اثر صدمة عاطفية او مالية او جسدية ، وتنتج من ضعف شديد وحالة من اليأس والأحباط يمر بها الفرد ويحاول جاهداُ البحث عن شيء ما للخروج من هذه الحالة وللتخفيف من الضغط الواقع عليه. وغالباُ مايكون امام خيار واحد وهو الأنتحار أما مادياُ او معنوياُ ،المادي معروف ، اما المعنوي فيمثله الأنقلاب على واقعه الذي كان يعيشه وكل ما كان يُلزِمُهُ من قيود عقائدية واجتماعية طالباً لنفسه التحرر من كل شيئ موروث او مكتسب ، لا لشيء الا ليشعر بأنه قد أغاض ذلك الاله الذي كان يدعوه ليرفع عنه البلاء
ولكنه خذله، هذا جل ما يُفكر فيه، وقد يستمر ذلك الإحساس منطوياً على نفسه غير قادر على مواجهة ذلك التغير الكبير امام المجتمع، او قد يصبح منظراً للالحاد قاصداً كسب الآخرين من فريق الرب الى فريقه ليرتفع لديه احساس النصر على ذلك الرب الذي عقد العزم على محاربته.
وهنا اتوجه لاي من هؤلاء المنظرين او مايسموهم قادة الالحاد لأتسائل معهم عن أمور بسيطة وبعيدة عن الفلسفة والعلم والخلق والتكوين والعلة والغاية وغيرها ، واقول ..عندما نفتح اعيننا صباحاً ونستيقظ لنمضي في يوم طويل، هل تشرق عليك شمساً غير شمسي، أم تستنشق هواءً غير هوائي، ام تشرب ماءً غير مائي، والاهم من ذلك عندما يجن الليل علينا وسنك يفرق عن وسني ام سكرة نومك تفرق عن نومي ،إن كان وطنٌ يجمعنا، ولك ان تعلم ان هنالك من هو بعيد في قلب جبال الهملايا يمرُ عليه ما يمرُ علينا بالضبط،... فأين ترى تأثير مانؤمن على اساسيات حياتنا كأفراد؟ لاشيء سوى أنني ارقُد وأُغمض عيني متأملاً متوكلاً على ربٍ أؤمن به وأشعرُ أنه يغمرني بحبه وعطفه ،فأن ظننت بأنني واهم ،اقول لك اني مشحونٌ بذلك الأيمان ،فهل وجدت لي بديلاً؟
انت تتكلم عن نقض وهدم ما أؤمن به ولكن لم تقدم لي البديل ولم تعطني الحل. فأمضي وانا مرتاحٌ بوهمي (كما تعتقد) وتنصرف انت محاولاً محو ما مُلِئت به فطرتك وضجت به طفولتك ،حتى اذا قضت الطبيعة حاجتها منا (كما تعتقد) مِتنا كلانا بنفس الطريقة لنكون جثتين هامدتين ، فإن وجدت وهمي كما تظن انت بِتنا سواسية لا فرق بيننا، وأن وجدت حقيقتي هي فأين ستكون أنت واين سأكون أنا، ؟.
قد أُقدر ما تمرُ به من ظروف لكن لا أقدر ان تُلغي عقلك وتهبط لترى كل ماحولك عدم وبلا سبب.
الأيمان حقيقة كالهواء لا يُرى ولكن لا يُمكن العيش بدونه.
٢٤ مارس ٢٠١٨








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل