الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعاية الانتخابية اخفت وشوهت معالم المدن العراقية

اسماعيل جاسم

2018 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



الدعاية الانتخابية اخفت وشوهت معالم المدن العراقية / اسماعيل جاسم
قبل الاعلان عن بدء الحملة الانتخابية ظهرت فجأةً للملأ مئات اللوحات الانتخابية وقد تزاحمت فرق عمل تثبيت هذه اللوحات بأشكالها واحجامها واسماء الكتل واسماء المرشحين مع رقم القائمة وتسلسل المرشح للانتخابات بحيث تسابق العاملون على اختيار الاماكن الابرز فأمتلأت الشوارع العامة والجسور والساحات والحدائق واسطح البنايات وواجهاتها ، لم تشاهد مدينة وانما تشاهد اللوحات الاعلانية ، منها من اتخذ مكاناً عليا ومنها من كانت لوحاته كبيرة ومؤطرة بالحديد ومثبتة تثبيتاً محكماً بالاسمنت ، المواطن العراقي اصبح لن يميز بين الكتل واغلبها تتضمن نبذة بسيطة عن مؤهلات المرشح واسم عشيرته والمناصب التي شغلها وعمل فيها وهذا يدل ان المرشحين يتمترسون ويستنجدون بعشائرهم وكأن المرشح سيعمل لصالح عشيرته وليس للعراق وبناءه ولشعبه وهي ثقافة قد ارست قواعدها الاحزاب الحاكمة والمحاصصة الطائفية .
فمن هذه اللوحات الانتخابية منها قد ازيلت لمخالفتها عملية تثبيتها بل قد ثبتت بشكل عشوائي من اجل نشر لوحات اكثر عدداً ومنها بدأ العبث ببعضها .
مازال الطابع الطائفي والمناطقية يلعب دوره في نشر لوحات المرشحين للانتخابات ،ففي المناطق الشيعية تنعدم الدعاية الانتخابية للمرشحين السنة والكرد وفي المناطق السنية العكس صحيح وهذا يدل على غياب قبول الآخر وعدم الايمان بديمقراطية الانتخابات ، مضت ثلاث دورات انتخابية والمواطن العراقي لن يتكيف مع الاسلوب الديمقراطي ولم يؤمن بأن العراق لجميع المكونات العرقية والاثنية والطوائف ، اذن متى يتكيف المواطن مع قبول الاخر؟ ،في هذه الايام بدأت تظهر فديوهات قصيرة ومركزوهي صادرة من رجال دين شيعة تحث الناخب على انتخاب الاصلح وقد استخدم الخطباء " المجرب لا يجرب " وهو تأكيد على قول المرجعية الدينية في النجف وفي نفس الوقت يحث على انتخاب الجديد والنزيه ولكن غاب عنه ان المرشح ينطوي تحت قائمة يقودها رئيس كتلة تربّعَ على كتلته أكثر من خمسة عشر عاماً والمرشح يأتمر بأوامر رئيس الكتلة وهذا يعني فلا امل في التغيير ولا امل في ايقاف الفساد ، اغلب الكتل انشقت فيما بينها مكونة كتلة جديدة من نفس رحم الكتلة القديمة كتيار الحكمة الوطني الذي يقوده عمار الحكيم الذي انشق من المجلس الاسلامي الاعلى وهي لعبة سياسية انتخابية .
العراقيون جميعاً مصابون بخيبات امل كبيرة بالانتخابات وبالمرشحين بسبب تردي الخدمات وانعدام فرص العمل واستشراء الفساد وكبار الفاسدين يتجولون في الشوارع وقد رشحوا للانتخابات مرة رابعة ، هنا فُقدَ الأمل وضاعت فرص الحساب والعقاب وماتت ملفات فسادهم واختفت .
اننا نظن ان الانتخابات ليس فيها من جديد ،فالكتل بل جميع الكتل لديها قنوات فضائية واعلام وصحف بأمكانها تروج لأنتخاب مرشحها اضافة الى وجود قنوات فضائية هدفها الاول ومهمتها هو التسقيط بعد تسليط الاضواء على تاريخه واتهامه بشتى انواع الاتهام .
لو نراقب هذه اللوحات الدعائية الترويجية نجد بأنها مبالغٌ في الصرف والبذخ والاموال المرصودة لها تصاب بالالم والوجع ، فلو كانت امتيازات البرلماني كامتيازات المدير العام لما تقدم المرشحون بهذا العدد ولما تزاحموا على الترشح ولكن الامتيازات هي من شجعت المرشحين من صرف الاموال الطائلة لأن امتيازات النائب كبيرة من حيث المرتب وعدد افراد الحماية والسيارات المصفحات والسيارات الحديثة والمنح والسفر والعلاج والمخصصات والحصانة وتأثيث البيوت ودفع بدل الايجارات فكيف لا يتقاتل المرشح على هذه الاغراءات ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف