الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توماس كون في السينما

محمد احمد الغريب عبدربه

2018 / 4 / 20
الادب والفن


توماس كون صاحب نظرية بنية الثورات بدون ميعاد او ثورات في وقت ما كان محدد سابقا، او ثورات تتفاعل مع القائم ولكنها تغير مفاهيم، او ثورات اعلنت عن نفسها ولكنها مازلت في مرحلة اللغز، او ثورات تترك مساحة للقديم ان يعالج ويتعامل مع اشياء في وقتها التي تسطير عليه، توماس كون ادرك المفهوم المتحرك، والفكرة التي تفكك كل شئ امامها، والابداعات والتطورات التي تحمل ماضي وحاضر مختلفان، او الحضور الثوري في غياب محقق له، فليس لم يأذن له يعلن عن نفسه.

في السينما توماس كون يعلن حضوره الطاغي، فكل بنية في السينما او موجة سينمائية جاءت تعلن عن نفسها قبل ان تظهر، فالموجة الجديدة في فرنسا جاءت من اجل حرية ووجودية الانسان، فكانت هناك ارهاصات من واقع شهد حرب عالمية ثانية، وثورات في كل انحاء العالم، جاء سينما المؤلف لتكون ثورة في السينما، بعد سيادة كلاسيكيات السينما من دراما في الصورة والحكاية، وانسانية بحته في المعني، وووفرة في التقنيات والاهتمام بواقعية الفكرة وتقليدية الصورة وذلك قبل الستينيات، وهذا يحلينا الي دراسة التاريخ السينما بشكل غير تقليدي وفقا لتوماس كون دراسة التاريخ السينمائي لفهم المفاهيم التي تحركت بشكل زئبقي وغير مرتب، ومعرفة ابعاد للصورة عبر هذا التاريخ لم يذكرها التاريخ الكلاسيكي العادي.

وبالنظر الي تغيرات في عالم الداخلي للسينما للمخرج او العالم المحيط وتأثير علي تطور العالم السينمائي نجد ان هناك تغيرات في هذه العالم نتيجة تغيرات في احد الرؤي للمبدع السينمائي او تغيرات في البيئة المحيطة، فمثلا جودار الفرنسي بدأ افلامه بصيغة فردية، بمعني ان الحكاية تدور حول شخصيات فردية للموضوع مثل افلام تعيش حياتها وبيير المجنون واللهثة وكانت فردية حول افكار وجودية وفلسفية ثم انتقل في مرحلة اخري اكثر تعقيدا من حيث التجريد الفلسفي والرؤية الفلسفية في افلام العشق والاختيار فكانت الموضوعات حول افكار وجودية للعالم وكانت الاشخاص ثانوية، فكانت هناك تغير وبنية ثورية في اختيار من يحرك الحكاية او الحدث لدي جودار حول ذلك، فما السبب في هذا لتغير هل الظرف التاريخي للعالم في كلا المرحتلين، او تطور وتغير ما لدي جودار جعله يتغير نحو ذلك.

وهذا التغير والتطور ايضا نجده لدي بيلاتار المجري ولكن العكس فقد تحول من الكلي للشخصيات والعالم الي الفردي لدي الموضوع، فكان فيلمه الطويل سانتايجو وانغام ويكماستر حول صراعات البشر مع السلطة السياسية او الالهية او صراع مع المجمتع، او صراعات بين عدد كبير من البشر يمثلون مجمتعا او رؤية كلية للوجود، وقد تحول ذلك فيلمه الاخير حصان تورينو حيث مثلا البنت وابوها مفصل الحكاية والفيلم وكانوا يجسدون هذه الرؤية العدمية البائسة للصراع وللوجود والعالم، دون الانطلاق من صراعات كبري تعبر عن ذلك، فكانت حالة الاب وحواراته تجسد رؤية العالم والكلي وليس العكس، وهذا التغير لدي بيلاتار ما سببه.

قد يكون شدة البؤس والعدمية لدي بيلاتار كانت التغير والتطور للكلي الي فردي هو السبب، وخاصة ان ذلك حدث في فيلمه الاخير، وقد يكون السبب لدي جودار هو الانتقال من الرؤية الوجودية لدي الفردي الي رؤية وجودية للعالم واكثير تعقيدا، وبالفعل يلاحظ ان موضوعات افلامه في السبيعينات كانت اكثر تعقيدا، لانفتاح الموضوعات الفلسفية لديه الي مساحات اخري، وكانت مساحات الحزن الفردي والوجودي اقل، لصالح نقاشات فكرية وفلسفية مجردة لا تحتاح الي مشاعر فردية وخاصة، بعكس افلامه في الستينيات التي كانت حزينة ووجودية فردية وتشاؤمية.

توماس كون وسينما المؤلف
الانتقال الي سينما المؤلف ترتب عليه نقلة مفاهيمية في التقنيات وليس فقط قيام المخرج بتأليف النص السينمائي فهناك تغيرات شاملة في عوالم سينما المؤلف حتي يتم تقبل هذه التغير فعدم الاستعانة بامكانيات الاستديو والتكلفة العالية قد يكون وراء الهدف منه محاوله تقبل هذا التغير وليس شرطا في سينما المؤلف نفسها وايضاً بساطة القصة والصورة من اجل رؤية المخرج بشكل افراط كان اتجاه لترسيخ هذا التوجه حتي يثبت نفسه في مواجهة التيارات السينمائية الاخري وذلك يعني ان هناك نموذج معرفي لهذا التيار احتوي علي طبيعة هذا التغير وشبكة مفاهيمية المختلفه والجديدة والتي سعت لإثبات نفسه امام مثلا السينما الكلاسيكية.

وكان هناك اتفاق ضمني بين أعضاء هذا التيار مثل جودار ولومير وتروفو وشابرول علي هذه النمذجة لهذا التيار وكان مثلا جودار يقود ملامح هذا التيار بإفراط ذهني للمخرج علي الفيلم وكان باقيه هؤلاء الأعضاء يحاولون اتباع هذا النهج دون وعي منهم بذلك وقد تتراجع بعض ملامحهم رؤيتهم من جل هذه النمذجة

ورغم ان هذه الموجة كانت تسعي الي جماليات صورة وسينما اكثر تقدما من السينما السائدة او التي قبلها مثل أفلام فيتشكوك وأورسن ويلز مثلا الان ان هذه الادعاء بالقدرة بالتحول لما يكون الا احتمالا ذَا فعالية فاتجهت هذه الموجه بالسينما نحو جماليات عقليه وذهنية في مقام جماليات الصورة الصرفة التي هي تعني الخطاب السينمائي بالأساس والتي تميز التيارات الاخري.

ورغم ان هذا الادعاء بالتحسن في جماليات الصورة لهذه الموجه قد يكون مثار تساءل الا هناك مساحه للتقدم ولكن ليس للافضل خاصه ان الفن يعتمد علي الذائقة بالأساس فذائقة السينما الاخري غير سينما المؤلف ليست افضل من ذائقة سينما المؤلف ولكن هناك تغير وتقدم وبنية ثورية لدي هذه التيارات السينمائية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81