الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتصهينة (15) : داء مصر الدولة المركزية والدواء الديمقراطية

احمد قرة

2018 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرا ما ساد فى مصر على مدى تاريخها القديم والمعاصر انها بلدا يعد بمثابة رومانة ميزان الشرق الاوسط ، وعمود خيمة المنطقة التى بدونها سوف ينهار كل شىء ، والحقيقة ان هذا الامر اصبح ينظر الية الان بشىء من الريبة وعدم التيقن ، كون ان اتساع الفجوة بينها ووبين ما يدور فى العالم اصبح لايحتمل ،ذلك لانها لم تقدم لنفسها الصورة الحديثة للدولة التى من الممكن ان ينصت اليها الجميع ، بل وايضا اصبح الاستمرار فى خداع الذات والانكار للاوضاع لا يزيد الامور الا مزيدا من التعقيد ، فافضل حكمة اونصيحة يمكن ان تقدم لاى انسان او دولة هو ما تقدمة هى لنفسها ، اما ان تظل تخدع نفسها وتلبس اللامبالاة وتشكل منها اردية للصبر والخنوع ،الى ان توفى اجرها منة ثم يتمكن فى النهاية من ان يزيدها قوة ، فذاك امرا لن يحدث
ربما تكون الجراة والقدرة على طرح السؤال الصحيح هو بداية الطريق لاى شىء يرجى ان يتحقق منة شيئا ، وخاصة مع بلد مثل مصر ، التى اصبحت الان تسير وبسرعات خارقة نحو شلالات الانيهار دون ان تجد من يصوب دفتها ويحدد اتجاهها ، ويطرح على نفسة السؤال الحقيقى الذى يقول ، لماذا يحدث هذا والى متى سوف يستمر ؟ ، بل ان ما يزيد الامر سخفا ، ان هناك مازال تصورا لدى الجميع من المصريين انهم الوحيدون القادرين على احداث التغيرات فى المنطقة فى الوقت الذى لم تستطيع مصر ان تغير نفسها اولا
والحقيقة التى يجب الا نغفلها ، هى ان المصريين على الرغم من انهم اقدم شعوب الارض لم يستطيعوا الى الان ان يجدوا هذا الحاكم الذى يجعلونة يجلس على كرسى الحكم بكل تواضع وادب ويجعلونة يستمع الى الحقيقة وما بها من حقائق ، والتى تؤكد جميعها ، على اجابة قاطعة لا جدال فيها او شك ، وهى انة لم يعد هناك نظام حكم يمكنة ان يتحول الى تجربة حكم رشيد ودولة ناجحة ، وهو فى جوهرة نظام حكم مركزى ودولة مركزية ، فالدول تدار من خلال ادارة حديثة ومتطورة ، وليس من خلال انظمة غابرة ، اثبت التاريخ فشلها
ففى الوقت الذى تتسارع فية الخطوات من جانب الحكومة المصرية الحالية لتدمير ما تبقى من امتيازات للمواطن من دولة جمال عبد الناصر ، فى كافة المجالات من صحة الى تعليم الى لقمة العيش ، ويدفع بالبؤس الى الطبقات التى طالما عانت ولا تزال دون ان تجد لها معين ، نجد فى المقابل حرصا وتمسك بالحفاظ على مكتسبات هذا الحكم للسلطة ، ومن تغلغل لكافة انواع الوصاية وانتشارها فى كل القطاعات من خلال القبضات الامنية للاجهزة ، والهيمنة الكاملة على كافة ما يقاوم انواع الوصاية تلك ، وكان الغرض ان تكون تلك الوصاية مجانية ، يقدمها الشعب ويرضخ لها دون ان يكون لها مقابل
واقول الحق ان تلك الذرائع والحجج التى يسوقها هؤلاء المتشبثون بانظمة الحكم المركزى والدولة المركزية هى فى جوهرها تعبيرا عن مصالحهم ومنافعهم ومراكزهم ، وليس فى اطار مصلحة المواطن والدولة ، فهذة الحجج والتى تحمل من الحمق والسخافة ما قد تجاوزة التاريخ والعالم الان ، فهذا الامر اصبح يتشابة كثيرا مع ما فعلة العربى عباس بن فرناس حين اراد ان يتعلم الطيران فلبس جناحين من ريش وقفز لينزل على جذور رقبتة ، وهكذا الامر مع الدول ذات الطابع المركزى فى حكمها ، ولكن كل هذا يجب ان يجعلنا لا نتوقف عند تلك الذرائع والحجج ، بل نبحث فى جوهر الاسباب سعيا لان نجد حلا وسطا يساعد البلاد ان تكون مثل مثيلاتها فى العالم ، بدلا من ان تظل تتسع الفجوة بينها وبين العالم ، مما قد يصل بالامور ليس الى دولة مركزية او لا مركزية ، بل الى بلا دولة على الاطلاق .
ففكرة الحكم المركزى الذى هو وليد العصور السحيقة التى كان يراد للحكم فيها ان يضفى على نفسة هذا القدر من القداسة التى تجعله يهيمن ويتحكم فى الجميع، والذى وصل الامر بة فى عصور الفراعنة الى الالوهية التى يمنحها كرسى الحكم كمصدر للعطاء والنماء ، اما الان فلم تعد هناك قداسة يمكن ان تذكر، فلقد سلبتها العصور الحديثة والثورات العلمية والصناعية والتكنولوجية كل شىء ، بل ان الثورة الصناعية الرابعة القادمة ستغير فى العديد من الانظمة الحديثة ذاتها ، فما بالنا بالانظمة التى تنتمى الى العصور السحيقة ، والتى مازالت تفتح خرائطها الرملية لتفكر فى سياستها ، فى الوقت التى تلتقط فية الاقمار الصناعية كل الصور التى مهما حاولت ان تخفيها فلن تستطيع ، ، وايضا فقد تداخلت الحدود ولم يعد العالم قرية صغيرة مثلما قيل منذ عشرون عاما بل لقد اصبح العالم مجرد شارع طويل بة الدول مجرد اكواخ عليها ان تتعامل مع بعضها لكى تعيش
وطالما ان نظام الحكم الحالى لم يتمهل فى الفتك ببقابا ميزات دولة عبد الناصر ، ووضعت الاقتصاد المصرى والمصريين بين انياب الاقتصاد العالمى ، فارضا عليهم المعاناة والضرر الاجتماعى الذى لا حدود لة ، بعدما اصبح كل مواطن وطائرة فى عنقة وحيدا يعانى ، وعلية ان يتدبر امرة ، ولم يعد من حق الجميع ان يبحث على الشكل المناسب لتقدم البلاد ، واعادة التفكير بكل ما فرض علية
ولعل معرفة الاسباب الرئيسية لتمسك مصر بنظام الحكم المركزى ، قد تضعنا على وضع تصور افضل للكيفية التى يجب بها ان تدار هذة الدولة ، فدعنى اسرد بعض الاسباب التى اراها من وجة نظرى تحتاج الى اعادة تقيم مناسب لما تحتاجة البلاد لكى تنهض بعدما تتخلص من هذا الشكل المركزى


اولا ،،، ان العقيدة الموروثة لدى المتمسكين بالحكم المركزى ، والتى ترى "ان مصر هى مطمع الغزاة ، وانها تلك العروس الجميلة التى تغسل شعرها فى هضبة الحبشة وتمتد قدماها التى تفتحهما للشمال فى فرعى دمياط ورشيد ، وان مصر التى يتمنى الجميع ان يضاجعها ليحصل على الخلود" ، والحقيقة ان الزمن قد تجاوز ببعيد هذة الافكار العبثية ، فمصر لم تعد تلك العروس ، بل اصبحت هى الاكثر تهديدا بالجفاف بعدما فقدت مياهها فى سد النهضة الاثيوبى ، وطغى بها الجوع بعدما اصبحت ذات المائة مليون نسمة
ثانيا ،،، ان الحكم المركزى والدولة المركزية تجعل الانتماء الى شخص واحد فقط هو الحاكم نفسة ، وبالتالى فانة يحقق منافع هائلة لطبقة من المحاسيب ، والتى يكون من اهم اهدافها استمرار هذة النوع من الحكم
ثالثا ،،، ان انظمة الحكم المركزى لها ثلاثة اذرع رئيسية هى الاستبداد والكراهية والمؤامرة ، وبالتالى فهو الحكم بالمشاكل ، وهذة المشاكل لاتواجة بحلول عملية وعلمية بل بالامن ، ليدور الحكم فى دائرة مغلقة ، لا تجد مفرا سوى بالتحايل على نفسها وشعوبها من خلال مؤسسات وهمية ، تحمل لافتات انها تمثل حلول لتلك المشكلات فى الوقت الذى هى فى الحقيقة استهلاكا لعمر الشعوب وطاقاتها
رابعا ،، ان انظمة الحكم المركزى يستند فى بقائة الى القوة بانواعهها وابرزها بالطبع من لدية القوة العسكرية المسلحة ، ولدعم هذة القوة باستمرار لا يبقى سوى الاستحواذ كاستراتيجية عامة ، وايضا تبديد الموارد حتى لا تصل الى ايدى الاخرين المزاحمين على تلك القوة ، ليصبح اى شىء اخر ياتى بعد هذا الاستحواذ ، هو استمرار التبديد
خامسا ،، ان انظمة الحكم المركزى والدولة المركزية تقوم دائما بتسوير نفسها بسياج عقائدى دينى ، يرى ان الخروج عليها هو الخروج على اللة ، وبالتالى تكون ارضا خصبة لكل انواع التطرف والارهاب لتوظيفها الدين والعقيدة فى تحقيق اهداف خاصة
خامسا ++،،،ان انظمة الحكم المركزى تتنافى مع طبيعة الخلق والتكوين ، وهى منزوعة السياسة ولا يمكن ان يظهر بها تنظيمات شعبية او سياسية او حتى بطل شعبى اذا لم يكن مستندا الى سلطة ما ، وهكذا هى مصر وهذا هو تاريخ شعبها ، ان زعمائها اما باشوات او ضباط ، لذا فان اللامبالاة لدى الشعوب تحت الحكم المركزى دائمة، و يكونوا فيها عاجزين عن النهوض باوطانهم ، وهذا هو الثمن الذى يدفعونة
سادسا ،، ان انظمة الحكم المركزى ترتبط دائما بنمط المجتمعات الزراعية ، التى بسود من خلال هذة المجتمعات الولاء والطاعة والاستعباد المطلوب ، كما انهم لكثافة التعداد البشرى لهم من الصعب والمستحيل ايجاد تاثير ما لهم وبالتالى دائما ما تسعى انظمة الحكم المركزى الى جعلها الاكثر تخلفا وبعدا عن مواكبة العالم والمجتمعات المتطورة ، وايضا بفضل تحكم الدول المركزية فى الاراضى الزراعية وانظمة الرى ، يظل المواطنين يرزحون تحت ذل الجهل المفروض عليهم والامية المدعومة والمستحبة سياسيا
سابعا ،،، ان انظمة الحكم المركزى تكرس مزيج وجدانى لدى الشعوب بالانتماء السلبى والتفويض الذى بلا حدود لمن يصنعون مستقبلهم ، وهذا المزيج يخلق فكرة المستعبدين اللذين لا يرجوا من ورائهم احداث نمو او تنمية اوتطور ، بل فقط يتم لومهم على فشل دولهم على الرغم انهم لا دور لهم فى نجاحها او فشلها
ثامنا ،،،ان صناعة الفقر والجوع فى انظمة الحكم المركزى هى صناعة مؤسسية ، بحيث تخلق لدى هذة الشعوب جحيمين الاول جحيم يعانية المواطن فى ذاتة ، حين يجوع وجحيم اخر حين يرى من حولة ايضا يتضور جوعا
تاسعا ،،، ان العمود الفقرى لانظمة الحكم المركزى والدولة المركزية هو فكر وتفكير وافكار المؤامرة ، مما يشيع طاقات الحقد والنميمة والكراهية ، مما يفقد الشعوب والمجتمعات السلام والوءام الاجتماعى ويخلق انماط حياة النهب والذاتية والانتحال من اجل الانتماء للسلطة
عاشرا ،،، الدولة المركزية وانظمة الحكم المركزى هى دولة اقوال لا افعال فكل شىء بها مجرد اقوال حتى المشروعات والمنجزات فهى اقوال وتخيلات تسوق للشعوب لايقاف دوامات الاحباط ، وان قامت بافعال ، فان هذة الافعال دائما ما تسبق الافكار ، او يتم استنساخ افكار لها فيما بعد
الحادى عشر ،، انظمة الحكم المركزى تخلق التابوهات التى تدعم استمرارها ، وتحافظ على بقاء جرثومة التخلف فى شعوبها ، وحين تكون هناك مظاهر اشراق فهى لاتنسب الا لها ولرجال سلطتها ، لتظل الدولة فاقدة لاصالتها وغارقة حتى اذنيها فى كل مدينة وفوق كل ماذنة
الثانى عشر ،، ان الدولة المركزية تحافظ على البيروقراطية كجزء اصيل من تكوينها ، وهى المانعة لها من الانيهار ، والداعمة لسلوكيات الاستمرار ، وتبنى على هذة البيروقراطية كل هياكلها المالية والادارية ، وتعزل هذة الدولة عن التطور والنمو وما بة من افكار مناهضة لهذا الحكم المركزى
الثالث عشر عشر ،، الدولة المركزية تدعى انتمائها للعالم على الرغم من انها فى عزلة ، وتدعى انها تزاحم باقى الدول فى النمو والتطور على الرغم انها منكفئة على نفسها وفى وحشة
الرابع عشر ،،،الدول المركزية ترى دائما انها قادرة ان تفعل ما تريد بشعوبها ، الا انها لايمكن لها ان تحصل دائما على ماتريد ،لذا فان السلطة بها هى سلطة فرد وحكم فرد، اما باقى السلطات فانها افتراضية وتتحكم فيها سلطة واحدة هى السلطة الامنية والحاكم الفرد
الخامس عشر ،، الدولة المركزية هى دولة لم ولن تعرف الانتصارات على كافة الجبهات ، بل هزائم تتلو هزائم ، وتجارتها هى الاوهام التى تنسجها من قناعات الحاكم واوهامة ، وصناعتها الدجل الذى ينتجة ويصبغة اتباعة من صعاليك الاعلام ومخبرين الامن ، ولكل هزيمة يمكن ان تتحول الى انتصار وهناك دائما مبررات تحولها الى انتصار والشعوب تصبح حينها بلا ذاكرة او هوية
السادس عشر ،،، ان الدولة المركزية تعانى من نقص هيكلى ومؤسساتى ، مما يجعلها تجد صعوبة فى التعامل مع العالم الخارجى الذى تبدو امامة هشة وهزيلة ، ولتعويض هذا النقص تقوم باجراءات مفرطة فى استقلالية القرار الوطنى والسيادة تنفيذا لارادة الهيمنة العالمية
السابع عشر ،،، الدولة المركزية تميل الى حالة مستمرة من التقزم وغياب الدور فى محيطها الاقليمى والعالمى ، وتضع هذا التقزم فى صورة الاعتدال ، لانها اذا لم تتقزم فانها فى هذة الحالة ستتهم بالتهور وتصبح مارقة بما يدفع المجتمع الدولى من التخلص منها ، وبالتالى فان الاعتدال المصطنع او التهور سوف لا يجعلها تنجح فى كل الاحوال ، لانها اذا لم يكن لديها الافراط فى الاهتمام بما يخص مصالحها لايمكنها ان تحقق شيئا فى هذا العالم الشديد التغير
الثامن عشر ،، ان انظمة الحكم المركزية هى انظمة منزوعة الحياء فى تعاملها مع مواطنيها ومعارضيها حتى لمن هم ينتمون اليها ، وتتعامل مع قلة الحياء كجزء معبر عن شرعيتها ، لذا فانها لاتستحى فى انتهاك اية اعراف اوتقاليد او حقوق انسان ، واي حرية للتعبير بكافة صورها ، وتمتد ايضا الى حرية التفكير ان وجدت لدى شعوبها
التاسع عشر ،، الدولة المركزية لاتهتم كثيرا بقراءة الحياة لشعوبها ، بل ترى ان الحياة هى اشباع الحاجات لحد الكفاف او حافة الموت ، ولا تهتم كثيرا فى ان تعرف ما اذا كانت شعوبها احياء
العشرون ،،، ان كافة الحقائق المؤكدة عن الاقتصاد او السياسة او حتى الثقافة ، هى فى نظر انظمة الحكم المركزى هى مدلسة ومزورة ، مهما كانت مصادرها ، فالحقائق التى تعترف بها تلك التى تملك بدايات مصادرها او تقوم هى باختراعها من اجل تكريس سلطتها مهما كانت تلك الحقائق مدمرة لكل شىء
الواحد والعشرون ،،، الدولة المركزية ليست فقط دولة تصر على الفشل ، بل انها ايضا بلا عقل تقريبا ، فبدلا من ان تقوم بجمع الضرائب من المواطنين تفضل بدلا عن ذلك طريقة الجباية ، وادانة مواطنيها بعد تسهيل سبل الوقوع فى الجريمة ، وايضا فان اقتصادها ليس اقتصاد رسمى مكتوب بل تفضل ان يكون اقتصاد سرى موازى يتيح لها الفساد لها ولمواطنيها
الثانى والعشرون ،،، انظمة الحكم المركزية والدولة المركزية هى عبارة عن ادارة فى الظلام ولا توجد بها هيئات اومؤسسات مستقلة ، المستقل الوحيد فيها هو الحاكم ، والباقون ما هم الا عبيد المامور لهذا الحاكم
الثالث والعشرون ،،، الدولة المركزية تحول شعوبها الى متفرجين او مشاهدين او عواجيز فرح او متطفلين او طفيليين ، الا انها لاتقبل باى حال من الاحوال ان يكونوا مواطنين لهم حق المواطنة حسب الصيغة العالمية للمصطلح
الرابع والعشرون،،، ان اول مهام مطبخ الحكم فى الدولة المركزية هو صناعة العراقيل فى البحر والارض والجو حتى فى انفاس الناس وليس عقولهم فقط ، وهو يسخرمن اجل هذا كل الطاقات الممكنة، كى يبدع فى هذا المجال لكونة يرى ان انسياب الحياة وتدفقها قد يؤثر على وجودة ويدمر كيانة
الخامس والعشرون ،، الدولة المركزية هى دولة عديمة الكفاءات فى كافة المستويات والقطاعات ، ليس فقط لان التعليم بها غرضة الاساسى هو الحصول على الشهادات ، بل ايضا لان التنوير بها والثقافة لاتعرف الا ثقافة واحدة هى الولاء بدون تفكير والطاعة دون تدبير ، والا كان البطش والقمع فى انتظار الجميع
السادس والعشرون ،، الدولة المركزية والحكم المركزى دائما ما يكون فريسة سهلة للابتزاز من الخارج ومن كافة القوى ، لذا فانة يضع خاصرتة تحت سياط الاستعمار الناعم الذى يقتلعة من جذورة ، وهو يسمح لة دائما باستلاب ثرواتة ، رغبة فى ايجاد دعم لنظامة الخارج على انظمة الحكم فى العالم
السابع والعشرون ،، ان الدولة المركزية هى كيان حبيس فى اربعة جدران وسقف ، الجدار الاول هو جدار الفقر الذى لايعرف احد الى اى مدى تعانى منة الشعوب وهى تتضور ، والجدار الثانى العمل الذى لا طائل ولا عائد من ورائة فهو عمل لم يحقق حتى اول الخطوات وهو اشبة بالحركة فى المكان ، والجدار الثالث الجهل الذى ينخر فى العقول والنفوس والجدار الرابع هو المرض الذى لا ينقضى مداة ، والسقف هو الامل الكاذب والمخادع من ان كل شىء سوف يكون على افضل حال بعد تخطى العقبة الانية ، ثم لا يحدث شيئا
الثامن وا العشرون ،،،ان الراى العام فى الدول المركزية لا يدور حول امور الناس وشؤنهم ، بل هو هو عبارة عن لغو مقيت وعدمى وجدل دائم لايحتاج فية المجادلون الى الفهم ، لانهم مشبعون بالاجابات التى حفظتهم السلطة بها وتناقلوها عبر الاجيال ، تحت عناوين وشعارات مبهمة وشديدة السخف
التاسع العشرون ،،،الدولة المركزية لاتمتلك مناهج وطرق لمواجهة المشاكل والازمات ، بل انها تلجأ الى ما اعتادت علية الى طريقة واحدة وثابتة هى الانكار ثم العشوائية ،ونفس الطرق الفاشلة من داخل صندوق التفكير المركزى ، لذا فان المشاكل والازمات فيها مزمنة ، وتستمر على مدى العقود ، وكانها تفضل ان تقوم بنفس الطريقة مرة تلو الاخرى وهى تنتظر ان تصل الى نتيجة مختلفة وهذا ما لم يحدث ولن يحدث
الثلاثون ،،، انظمة الحكم المركزية بها الكثير من خصال الخبث والجبن ، ولا تظهر شجاعتها فقط الا حين تختلى بشعوبها ، لذا فانها تدار بالديون والاعانات ، كى تجعل البديل لها هو الفوضى والانهيار
الواحد الثلاثون ،،، انظمة الحكم المركزية ترى فى كل معارضيها خونة وعملاء واصحاب اجندات ، اما المؤيدين لها هم الوطنيون والشرفاء فى الوقت الذى هم فى الحقيقة مجرد وحوش يغذيها النظام وهو لايعرف انها فى النهاية ستاكلة
الثانى والثلاثون ،،، الدولة المركزية ليست دولة صانعة للفرص لمواطنيها ، لانها لاتريد لهم ان يعيشون مثلما يريدون ، بل كما تريد هى لهم، اما فى احد قوالبها العتيقة او فى حظائر البشر الممسك بتلابيب الدولة الام حتى يموت وهو لم يصل بعد الى فطام المواطنة وتقرير المصير
الثالث والثلاثون ،،،،هناك حالة فصام مزمن لدى اجهزة الحكم المركزية ، ذلك ان منطقهم دائم الغرق فى الرمال المتحركة لواقع الامور الذى لا يترك فرصة فى العمل على هزيمة هذا المنطق والاجهاز علية
الرابع والثلاثون ،، ان معايير اختيار رجال الدولة المركزية هى معايير الولاء فقط ، وليس الكفاءة التى قد تعد خطرا فى اعتقاد انظمة الحكم فيها ان يكون رجال الحكم لديهم الذكاء الكافى لادارة شئون الدولة
الخامس والثلاثون ،، الدولة المركزية تدار فى اطار اليوم بيومة ، فهى لاتعرف سوى ما هى فية الان ، ولا تعبأ بالماضى لانها تخجل منة بعدما اودى بها الى هذا الحاضر المؤلم ، ولا تعرف المستقبل لانها غير متيقنة من وجودها فية ، لذا فانها تقوم بصناعة دوامات يومية يدور فيها الناس كى تخفف على نفسها من اعباء الفكر والادارة والبناء والنمو
السادس والثلاثون
ان معايير اختيار رجال الدولة المركزية تخلو من اية معايير ، الا الولاء لها ، وبقدر غبائهم وفسادهم يكون دعم ترشيحهم للمناصب
السابع والثلاثون ،،،،ان الهياكل الادارية والمالية والمؤسسات فى الدولة المركزية تشبة الى حد بعيد "البصلة" التى ما ان تشرع فى نزع قشرتها طبقة طبقة حتى تجهش بالبكاء وتشم رائحة تجعلك تفرغ ما فى معدتك
السادس والثلاثون ،،،المجال العام فى انظمة الحكم المركزى يكاد ان يكون معدوما ، ورموز هذا النظام دائما ما تدعى الحكمة حين تصمت فقط ، ولكن حين تتكلم يبدو الحمق والجهل فى اعظم صورة
السابع والثلاثون ،،، الدولة المركزية تخشى دائما من فكرة الامة ومن الوعى الجمعى الذى قد يجمع على شىء يتعارض مع وصايتها ، لذا فانها تصنع انواع من القبلية المجتمعية النفعية فى كافة المجالات ، تعمل دائما على تفتيت الوعى الجمعى وكسر روابط التواصل بين هذة المجتمعات ، وايضا تقوم بتوصيف دقيق لاهداف كل ما قد يؤثر عليها فى اطار المؤامرة اليقينية فى داخلها
الثامن والثلاثون،،، ان النجاح بكافة اشكالة هو تحدى غير مطروح فى انظمة الحكم المركزى ، وحين تحدث تجربة نجاح يكون هذا مجرد استثناء او فعل فردى يجب التشكيك فية واهالة التراب علية طالما انة لم يكن برعاية حاكم السلطة
التاسع والثلاثون ،،،،ان جل مجهودات الدولة المركزية هى ان تكتف شعوبها وان تلقى بهم فى بحور من المشاكل وتتركة مكتوفا وتفرض علية الا يبتل ابدا بالماء
الاربعون ،،،، ان الدولة المركزية وانظمة الحكم المركزى تتصور انها حين تكدس مئات التشريعات والقوانين ،فان هذا قد يعظم قدراتها على البقاء والاستمرار ولكن الحقيقة ان كل تلك القوانين ما هى الا كلمات تترنح على الاوراق وفى النصوص او على الافواة دون ان تحقق شيئا او حتى يكون لها موضع اثار قدم على طريق النهوض بالشعوب والاجيال القادمة
وهكذا فان كل تلك الاسباب السالف ذكرها ما هى الا اختصار مختزل من مئات الاسباب ، والتى تؤكد جميعها ان فكرة الدولة المركزية هو امر قد هجرة العالم ولم يعد يصلح للعصر والزمن والعالم الذى نعيش فية ، وخاصة فى مصر تلك البلد التى قامت بها خمس ثورات فى المائة عام الماضية فقط ، الى الدرجة التى جعلت البلاد فى حالة انتقالية شبة دائمة للفترات التى بين الثورات ، والتى اتخذت ما يشبة الموجات المتتالية ، والتى تحتاج الى معالجتها بفكر جديد يعالج الاسباب الحقيقية ، وليس مسكنات مؤقتة سرعات ما ينتهى مفعولها لتفاوت صلاحية تلك الافكار ، بل ايضا تدفع بالجميع ان يظل زاحفا فى الوقت الذى تحتاج فية البلاد الى الطيران والنمو ، فالبلاد التى يصل اعداد سكانها الى ما وصلت الية مصر ، لا ينفع معها الحكم على نفس السياقات التى كانت فية اعداد السكان لا يتجاور عشرون مليون فى عام الثورة الاولى ، لذا فان هذا يؤكد على اهمية ان وفاة دولة عبد الناصر لن يكون مجانى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر