الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراكمات

علي غشام

2018 / 4 / 22
الادب والفن


استوطنت هدأة الليل في داخل نفسه فبات لا يألف شيئا غيرها ويتذوق هدوء الأماكن ويتجنب اكتضاض الأشياء وتجذبة الملامح الدافئة للاشخاص وبشكل اقرب الى قلبه للنساء اكثر فتحول الى كتلة من السكون والصمت والتأمل حتى ضجر من صمته معظم اصحابة واهله فهو يعمل بصمت ويأكل بصمت وضحكتة فقط لمحة ابتسام لا تكشف حتى عن مقدمة اسنانه وحينما يتحرك في البيت لن تسمع لوقع اقدامة حفيف او حتى (طقطقة ) ولا يجذبة تلفاز او مذياع او تلفون وأدمن القراءة بشكل متواصل حتى استحال الى قارض ورق من الطراز الأول لدرجة انه ينسى جوعة وعطشة بشكل ملفت لسيطرة سطوة الكتاب عليه فامتلأت رفوف مكتبته بالكتب وعلى جانبي فراشة.
واصبح سمعه حادا لسماع أضعف الأصوات لدرجة انه يسمع همس المتحادثين في زقاقهم وكركرة اطفال الببوت القريبة منه ..
فجأة وبينما تسافر عيونه على الورق وتقلب يداه الكتب طرق سمعة ذلك الصوت البعيد والمختبيء في طيات الذاكرة فأيقظ حواسه الاخرى وانفه يتفحص الروائح المحيطة به فخرج الى باحة الدار فلم يجد ماهو غير مألوف او متبدل ..!
قادته قدماه الى باب الدار والصوت والرائحة لا تفارقان حاستاه مصحوبة بأكتظاظ الذكرى وتدافع الصور والاحداث بشكل سريع و واضح كانت الرائحة تنبعث بقوة كلما اقترب من الشارع فهي ذات الرائحة التي تنبعث من ثنايا عبائتها بطولها الفارع ورقبتها المستقيمة التي تشبه ابريق الفضة وتلك اليدان الناعمتان وهي تمسح على خده ببرودة تبعث الارتياح فيه والحنين المقيم منذ ذلك الزمن البعيد بعد ان احنت السبعين ظهره وبات كسعفة تقلبها رياح الوحدة وتهزها نكبات التفرد ولا يعرف كيف وصل الى تلك المستشفى ومن كان يتلمس وجهة في في تلك اللحظات بعد انقطاعاته عن الناس والضوضاء فلم يجد غير الممرضة الانيقة والرشيقة وهي تتمنى له السلامة من الازمة القلبية الحادة التي اوشكت ان تنهي تلك المهزلة التي تدعى الحياة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا