الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف العقيد محسن الرفيعي من اداء الضباط الاحرار

وليد يوسف عطو

2018 / 4 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


موقف العقيد محسن الرفيعي من اداء الضباط الاحرار

كتب العقيد محسن الرفيعي ,مدير الاستخبارات العسكرية في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم في مذكراته المعنونة (انا والزعيم )عن
تقييمه لاداء الضباط الاحرار تموز 1958 :
1 – لم يتم اخبار الهيئة العليا للضباط الاحرار بيوم تنفيذ الحركة العسكرية من قبل الزعيم عبد الكريم قاسم والعقيد عبدالسلام عارف ,وقد ثبت للعقيد الرفيعي ,لاسيما بعد تسنمه مسؤولية الاستخبارات العسكرية ان للامن العامة في العهدالملكي وكلاء في تنظيمات الاحزاب السياسية وباعلى المستويات .

وكان في راي العقيد الرفيعي ان يقوم الضباط الذين عينتهم الحركة العسكرية ببياناتها ان لايستعجلوا في الالتحاق في مناصبهم كانذار لهم للقائدين بانهم لايؤيدون الاجراءات التي قاما بها , والدعوة لعقد اجتماع طاريء لكافة اعضاء الهيئة العليا ومؤسسي التنظيم في المعسكرات كافة . وبحث محاولة الانفراد بالحركة ,وطغيان النزعة الفردية ,واصدار القرارات اللازمة مادام السلاح كان في ايديهم .

2– اناط القائدين, قاسم وعارف ,.مسؤولية تنظيم قوائم التنقلات واسناد المناصب للضباط بضباط من القيادة البديلة , وكان اقدمهم برتبة رائد ,وهما كانا يوقعان على ماينظمه هؤلاء , وهذا خطا فاحش ارتكباه ,وكان يجب في راي الرفيعي ان تشكل لجنة يناط بها هذا الواجب , مؤلفة من مدير الحركات العسكرية ,ومدير الادارة ,والاستخبارات ,وضابط ركن قيادة القوة الجوية ,وضابط من الهيئة العليا للضباط , وتعرض القوائم على القائد العام للقوات المسلحة للموافقة , مثلما حصل في العام 1961.

3 – كان على الضباط الاحرار براي الرفيعي تشكيل مجلس مايسمى ب ( مجلس قيادة الثورة ),على ان يكون مؤلفا من ضباط الهيئة العليا , ولا يتركوا المجال مطلقا لعبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف للتصرف على هواهما ,لاسيما العقيدعبدالسلام عارف الذي طلب ان يكون ضباط فوجه اعضاء فيه .

4 – من الاخطاء القاتلة فسح المجال لعبد السلام عارف بالتجوال في مدن العراق والقائه للخطابات الارتجالية والركيكة والتي سببت فجوة بينه وبين الضباط الاحرار .

5 – تبني عبد السلام عارف للوحدة الفورية مع الجمهورية العربية المتحدة , وهو لم يكن جادا بها .فقد قال للعقيد محسن الرفيعي يوما :( انظر يامحسن يريدونني ان اعمل وحدة فورية مع الجمهورية العربية المتحدة التي لازال شعبها يجمع اعقاب السكائر من الشوارع ).مع العلم انه تولى رئاسة الجمهورية منذ الثامن من شباط 1963 وحتى وفاته ,ولم يخطو خطوة واحدة فعلية نحو الوحدة .تحدى العقيد محسن الرفيعي في مذكراته كل من يقول ان عبدالسلام خلال هذه الحقبة قد خطى خطوة واحدة فعلية نحو الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة ,انما كان يهاجم في مجالسه تلك الجمهورية .

6- لقد ثبت ان عبد السلام عارف كان طائفي وعنصري ,وكاد يقود العراق الى حرب اهلية بسبب ذلك . وقد كان متهورا ومتسرعا وحقودا .وهذه ليست من صفات القادة .

7 – دلت الوقائع ان عبد السلام عارف كان يخطط منذ اليوم الاول لنجاح حركة 14 تموز 1958 لازاحة الزعيم عبد الكريم قاسم , ولم يتمكن من ذلك ,لان الضباط القوميين لايثقون بعبد السلام عارف نتيجة لتصرفاته وغروره وخطبه الهوجاء .لذا تمكن الزعيم عبد الكريم قاسم من تجريده من مناصبه وايداعه السجن واحالته الى المحكمة العسكرية الخاصة بسهولة بدعوى محاولة اغتياله .

8 – يرى العقيد محسن الرفيعي ان قادة البعث ومن تعاون معهم من القوميين ارتكبوا خطا فادحا في التعاون مع عبد السلام عارف , وكرروا نفس الخطا عندما انتخبوه رئيسا للجمهورية بعدالثامن من شباط 1963 , او ان هناك سرا لم يظهر لحد الان كان السبب وراء اختيارهم له .فعبد السلام خطط لازاحة عبد الكريم قاسم ,وعاد وخطط ونفذ التخلص من حزب البعث في الثامن عشر من تشرين الثاني 1963 .

وفي اعتقادي الشخصي ان وراء قرار عبد السلام عارف كان يقف جمال عبد الناصر والمخابرات المصرية وكذلك المخابرات المركزية الامريكية .

9 – ان موضوع الاخبار عن اجتماع مشتل الكاظمية ومعرفة رئيس اركان الجيش في اليوم التالي , يعتبر عملا خطيرا جدا لتنظيم الضباط الاحرار , وكان المجتمعون هم :
- العقيد رفعت الحاج سري ,وقد نقل الى منصب ضابط تجنيد قلعة صالح في لواء العمارة ( محافظة ميسان ).
- العقيد اسماعيل العارف , وقد نقل الى منصب الملحق العسكري في واشنطن .
- المقدم صالح مجيد السامرائي , وقد نقل الى منصب ملحق عسكري في الاردن
- العقيد عبد الوهاب الامين , وقد بقي في منصبه مديرا لشعبة الحركات في مديرية الحركات .
وقد تم تبادل الاتهامات بين اسماعيل العارف وعبد الوهاب الامين , كلا منهما يتهم الاخر باخبار رئيس اركان الجيش. وكان لزاما على قادة الحركة التحقيق الجاد لمعرفة من هو المخبر . والغريب في الامر ان الرجلين , الامين والعارف , تسلما مناصب عليا ,فعبد الوهاب الامين وصل الى درجة وزير , واسماعيل العارف تم ترشيحه لمنصب ممثل العراق في الامم المتحدة , ثم وزيرا مزمنا ,بينما تم تعيين العقيد رجب عبد المجيدالذي يعد من المؤسسين الاوائل لحركة الضباط الاحرار وسكرتير هيئتها العليا وكيلا لوزارة الاعمار التي كان على راسها فؤاد الركابي!.

10 – لقد قطعت الحركة في بيانها الاول وعدا بانهاء الحقبة الانتقالية واجراء انتخابات عامة لاعضاء المجلس الوطني , لكن مرت السنوات ولم تفي القيادة بوعدها للشعب ,بل بالعكس من ذلك , اوغلت في الحكم الفردي واندفعت الى الدكتاتورية .وقد التمس العقيد محسن الرفيعي من الزعيم عبد الكريم قاسم ان ينهي الحقبة الانتقالية ,ووعده قاسم بذلك ,لكنه للاسف الشديد لم يفعل .وتكرر نفس الامر في حقبة حكم عبدالسلام عارف واخيه عبد الرحمن عارف.

ختاما يبدولي ان النزعة الفردية موغلة في الجيش ,حيث يحب الضابط اصدار الاوامر لمن هو ادنى منه ويشعر بالنرجسية الفائقة وشهوة السلطة عندما يرفع يده اما قطيع الجماهير .

مقالات ذات صلة :

مقالتنا (بعض من اسرار حركة 14 تموز 1958) والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=595979








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - القرصان أكلة شعبية سعودية بطريقة الإيطالية مع قمر


.. صنّاع الشهرة - لا وجود للمؤثرين بعد الآن.. ما القصة؟ ?? | ال




.. ليبيا: لماذا استقال المبعوث الأممي باتيلي من منصبه؟


.. موريتانيا: ما مضمون رسالة رئيس المجلس العسكري المالي بعد الت




.. تساؤلات بشأن تداعيات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على مسار ال