الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوطان من دون مواطنين

بنعيسى احسينات

2018 / 4 / 27
الادب والفن


أوطان من دون مواطنين..
بنعيسى احسينات

أوطان، في كل زمان ومكان،
من دون مواطنين..
فوق أرض، جغرافيتها،
تعج فقط بالساكنين..
مواطنون مجرد ساكنة،
رعية من المضتهدين..
من المغلوب على أمرهم،
من المستضعفين..
أوطان تعرفها الجغرافية،
قبل التاريخ اللعين..
يحتفظ تاريخها،
بأسماء حكامها المتعاقبين..
وبطانتهم من وجهاء،
وخدام أوفياء متمرسين..
معززين بتجار وعملاء،
وأصحاب نفوذ وفقهاء منافقين..
يسجل أمجادهم،
ويخفي إخفاقاتهم عن المهتمين..
تاريخ يجهل مساهمة الساكنة،
في وجود الحاكمين..
بالسخرة للأسياد،
وبالأعمال الشاقة يتكلفون..
بالكفاف والعفاف،
في حياتهم اليومية محكومون..
القانون يجري عليهم،
لا على غيرهم من المحضوضين..
وعلة القوم فوق القانون،
بالحساب والعقاب غير معنيين..
ينعمون بحظوة لا مشروعة،
أمام أنظار ومسامع الملاحظين..
ينهشون خيرات البلاد والعباد،
بلا حسيب أو رقيب من المسئولين..
أوطان في ملكية أصحاب المعالي،
وكذا السادة النافذين..
يتقاسمون خيراتها،
على حساب المنتجين الحقيقيين..
يتناوبون عن تسيير شئونها،
لخدمة مصالح المفسدين..
يتنافسون على الزعامة،
مع المتسابقين..
في الانتخابات المعلومة،
في كل موسم، بفرضها على الناخبين..
فأينما حلت النزاهة في الانتخابات،
ثمة حقا وطن بالمواطنين..
وأينما حصل التزوير فيها،
ثمة وطن فقط، ملئ بالساكنين..
فالنزاهة عنوان المواطنة،
تعبر عن وطنية ومصداقية الناخبين..
والتزوير عدو الدموقراطية،
يُغَيبُ حق المواطنة عند المشاركين..
فالمواطنة إرادة وحرية وحقوق،
بدونها لا حياة ولا هوية ولا وجود للآدميين..
تراهم يتطاحنون عن مكاسب،
والمصلحة العامة تضيع بسبب المضاربين..
يتقاتلون على الامتيازات،
بأسلوب، يحكمه نفاق المخادعين..
يتباهون بالوطنية والمواطنة،
وهم لجنسيات أجنبية لها حاصلين..
ديمقراطية، فعدالة اجتماعية،
فحقوق الإنسان، عند الحاكمين..
وعند مالكي زمام الأمور،
وعند السياسيين النافذين..
مجرد أقوال فارغة من الأفعال،
مسكنات خاصة للمستهلكين..
لا صحة موفورة ولا تعليم جيد،
لا شغل يمتص جحافل المعطلين..
لا بحث علمي، لا تنمية معقلنة،
تفي بالغرض عند المشرعين..
لا مراقبة، ولا محاسبة،
تطال رجال السلطة والمسئولين..
لا قيم تقي المرأة والأطفال،
من سلوكات تعسفية للجانين..
لا حماية ولا عناية،
لذوي الحاجات الخاصة والمسنين..
فالدولة راعية لخدامها،
والحكومات تنفذ برامج النافذين..
والرعية تنحني لأهل العقد والحل،
وتؤثث الفضاء للسائحين..
ينعمون بالتخلف والجهل والأمية،
وهم يقدسون الحاكمين..
حقهم في ممارسة التدين،
والخضوع لأولياء الأمور المطاعين..
يعمرون الأرض حتى لا تضيق،
من الفراغ بتزكية وجود الآمرين..
مواطنون ووطنيون عند الحاجة،
عند غزو أو تهديد من المحتلين..
لا ربيع ولا صيف ولا خريف ولا شتاء،
أنقذ هؤلاء من الاستبداديين..
لا دعوات ولا تضرعات للسماء،
خلصتهم من شر الطاغين..
لا قوة في هذا العالم،
ترغمهم على الإصغاء للمحرومين..
فمتى يعي أولي الأمر،
بأن الإنسان كائن ثقافي حر بين المخلوقين..
له كرامة أصيلة،
يجب صيانتها من عبث الطامعين المتهورين..
فالوطن من دون مواطنين،
لا يستحق اسم وطن، ولا الحياة في العالمين.
فلا خيار إلا بالتمرد والعصيان،
بكل أساليب سلمية لدى الغاضبين..
بالتظاهر، بالاحتجاج، بالاعتصام،
لا باتكال واستسلام المظلومين..
فالحق يؤخذ أصلا بالقوة،
بالنضال المستميت في وجه الغاصبين..
فمهما طال انتظار الحق، لا محال آت،
فحذار من فورة غضب الساخطين.

-----------------------------------------
بنعيسى احسينات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا