الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجان -رؤى- للفيلم القصير.. نجاح تنظيمي وملاحظات ضرورية

محمود عبد الرحيم

2018 / 5 / 3
الادب والفن




مهرجان "رؤى" للفيلم القصير.. نجاح تنظيمي وملاحظات ضرورية
*محمود عبد الرحيم:
مهرجان القاهرة للفيلم القصير "رؤى" الذي جرى تنظيمه بالجامعة الأمريكية، مؤخرا، بكل تأكيد يمثل إضافة جديدة مهمة وضرورية لدعم صناعة السينما وصناعها، خاصة الجيل الجديد الذي يتحسس خطواته الأولى، ويبحث عن نافذة يطل من خلالها على جمهور أو يتاح له فرصة الظهور الإعلامي، وتقديم نفسه وعمله للنقاد.
صحيح أن ثمة مهرجانات عدة صارت تكرس نفسها لتجارب الشباب وتتيح لهم نوافذ عرض على مدى العشر سنوات الأخيرة، لكن مع ذلك ثمة احتياج لألف نافذة ونافذة جديدة، خاصة أن معظم تجارب الفيلم الروائي القصير أو التسجيلي التي لا تحظى بالعرض التليفزيوني، ليس أمامها من سبيل سوى هذه المهرجانات المحلية أو الإقليمية أو الدولية.
وربما ما يميز هذا المهرجان الذي يترأسه الدكتور مالك خوري رئيس قسم السينما في الجامعة الأمريكية هو حسن التنظيم نتيجة الاستعانة بفريق نشيط من الشباب المتحمس الذي بذل جهدا واضحا، خاصة ما يتعلق بالحفاظ على مواعيد منتظمة للعروض، رغم كثرة العروض، وهذا لا يتوافر كثيرا في معظم الفعاليات السينمائية.
وربما من حسنات هذا المهرجان أنه يشجع شباب السينمائيين وفي ذات الوقت يشجع الشباب المنظمين كذلك على اكتساب خبرات تنظيمية وإدارية ومواجهة الجمهور، حيث يتناوب فريق عمل المهرجان على إدارة النقاشات مع صناع الأفلام والجمهور، وهذا من الايجابيات حيث أننا في مصر في أشد الحاجة إلى تكوين كوادر مؤهلة لإدارة مهرجان سينمائي.
والملفت هي الحالة الديمقراطية الغالبة على هذا المهرجان الوليد، سواء على مستوى العروض التي تكسر كل التابوهات، وتبدو في كثر من الأحيان بعيدة عن "مقص الرقيب"، وتترك الفرصة لعروض متنوعة الأفكار والمدارس الفنية، أو حالة الحوار المفتوح الحر بين صناع الأفلام والنقاد والجمهور، أضف إلى هذا إشراك الحضور في التصويت على كل فيلم وتقييمه، وليس الاكتفاء فقط بدور لجنة التحكيم.
لكن مع ذلك، كرر المهرجان خطأ شائعا يحدث في معظم المهرجانات الشبيهة، اقصد الاهتمام بالكم على حساب الكيف، ولا أدرى إن كان ثمة لجنة تم تشكيلها للمشاهدة واختيار الأفلام المشاركة أم لا، لكن الملاحظ أن عديد من الأفلام يفتقد لأبسط قواعد صناعة الفيلم، ولا يصلح للعرض نهائيا، إلى جانب غياب معيار "تكافؤ الفرص" بمعنى أن ثمة أفلاما لمحترفين لهم عديد من الأفلام، في مقابل من يخطو خطواته الأولى، أو فيلم له ميزانية ضخمة وأفلام بلا ميزانية تقريبا.
وأتصور أنه لكي يكون مهرجانا مختلفا عن غيره أن يركز على الكيف وليس الكم، فعرض 10 أفلام جيدة أفضل من 100 فيلم هزيلة المستوى أو لا تصلح للعرض، فقيمة المهرجان ليست فقط بقوة التنظيم لكن أيضا بجودة وأهمية الأفلام المشاركة وجدتها، كما يجب أن يتم استبعاد المحترفين وأصحاب الإنتاج الكبير لتكون المنافسة متكافئة وعادلة، خاصة أن ثمة تحكيما وجوائز حتى لو كانت رمزية غير مالية.
والنقطة الأخرى ما يخص التحكيم، أظن كان من الأوفق منح الجوائز لعدد أكبر من الأفلام وليس التركيز على منح أكثر من جائزة لفيلمين فقط، وإن كان ثمة فيلم خارق للعادة، في تصورهم/ فيكفي منحه جائزة أحسن فيلم، وتتاح جوائز فروع العمل الفني المختلفة لأفلام أخرى، ثم يجب تقديم للجمهور حيثيات هذا الحكم بشكل تفصيلي، خاصة أن ثمة عروضا، في تصوري، من التي حصلت على الجوائز هزيلة للغاية ولا تستحق الالتفات.
أخيرا، إن كان ثمة شباب شارك في المهرجان، وللأسف، ليس لديهم رؤية ولا استيعاب لماهية السينما وأبسط قواعدها، ويتجرؤون على صنع تجارب مرتبكة وهزيلة من الصعب وصفها بالسينمائية، وبعضهم من خلال النقاشات أبدى حالة استعلائية تؤكد أنه لن يتعلم ولن يتطور، فثمة شباب واعد لديهم تجارب ملفتة تستحق التشجيع وأخص منهم احمد تاج صانع فيلم "18 أغسطس 2017:المستقبل" ونهاد كمال صانع فيلم "وردة نحاس" ومحمد كامل صانع فيلم "ربيع شتوي" وعمر المشد صانع فيلم "مجاديف".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با