الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات في حراك -المقاطعة -بالمغرب

عائشة التاج

2018 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



تأملات حول حراك المقاطعة .

لكل مجتمع حياته الداخلية الخاصة التي
تنتظم حسب تمفصلاته الاقتصادية والسياسية والثقافية والتاريخية والجغرافية بكل تفاصيلها سواء من حيث البناء أو الوظائف ,
ومن ثمة تتحدد دينامياته الواضحة أو الخفية ،المعلنة أم الكامنة ,
ذلك أن ديناميات المجتمع قد تنبثق بشكل طبيعي أو يحفزها حدث ما أو فعل ما فتتدفق بما هو مختزن بين طيات المجتمع .
ذلك أن طبيعة هذا المخزون الوجداني ومستوى الوعي العام و قنوات الصرف المتاحة تحدد مسارها أو بالأحرى مساراتها حسب طوبوغرافية المجال التعبيري ومن هنا فقد تنساب في نهر يشق طريقه بثبات نحوهدف محدد سلفا أو قد يتم تحويل هذا المجرى كي يصب في بحيرات متفرقة هنا وهناك ,,,,حسب المنعرجات الموجودة أو التي تم إيجادها هنا والآن ,, وحسب ارتفاع مستوى المنسوب وقدرته على التأثير والضغط ,

الدينامية المجتمعية تتغذى أيضا داخليا وخارجيا أفقيا وعموديا وبأشكال منفعلة ومتفاعلة فتتوسع دوائرها تمططا وانتشارا عبر مختلف شرايين المجتمع كي تضخ دماءها في عروقه فتبرز في شكل إبداعات تعبيرية غناء أو سخرية أو رسما أو عروضا سمعية بصرية أو كتابة وتحليلا .
ومما لا شك فيه أن لكل مجتمع حيويته الخاصة التي تأخذ تمظهراتها الإيجابية وأيضا السلبية حسب طبيعة التفاعلات ومستوى الرسائل أو المطالب المراد تمريرها ,
ومن البديهي أن يعمد من يعتبرون ب"فاعلين منظمين " من أحزاب وهيئات وأجهزة إلى محاولة التأثير في هذا المجرى وتوجيه منعطفه أو منعطفاته كل حسب أهدافه الخاصة .بما يملكه من أدوات التأثير الإعلامية ومن آليات تمكن من الغوص في هذا البحر المتلاطم وركوب امواجه ومحاولة توجيهها صوب هذا الاتجاه او ذاك .
فيضخ هذا المجرى بمعلومات يرجى من ورائها تطعيم هذه الدينامية إما بالرفع من قوة منسوبها نحو الهدف المحدد أو جره نحو أهداف أخرى
من باب التشتيت وإضعاف المجرى ,
ومن هنا نلاحظ بروز وجوه جديدة وجدت في هذا الحراك فرصتها للتعبير وإثبات الذات والتمرن على الفعل السياسي الميداني الذي لا تتيحه عشرات الأحزاب التي لا تتقن غير الاسترزاق واقتناص المناصب بهدف الاغتناء اللامشروع ,,,,أو بروز باحثين أو باحثات عن الشهرة وحتى الإشهار لصفحاتهم أو منتوجاتهم الغنائية أو الإعلامية أو الخدماتية من خلال إعادة ترويج أخبار تم استهلاكها سابقا لاستقطاب عدد أكبر من النقرات والمنخرطين .

ولا يخلو الأمر من محاولة تصفية حسابات سياسوية وتصريف أحقاد مغلفة بنضال مفتعل لم يحضر عندما كان الموالون لحزبه أو لتياره في مراكز القرار بل من هؤلاء من كان يجتهد لتبرير قرارات لاشعبية قد تكون لها صلة بالغلاء الفاحش الذي أنتج هذه الهبة الشعبية العجيبة التي
وجدت لها امتدادات عبر القارات من خلال المغاربة المهجرين والذين يحملون الوطن في وجدانهم حيا ينبض بالحب والتضامن ,

والمثير للاهتمام هو بروز "شجاعة " في التعبير تتوافق ومستوى الاحتجاج الذي لا يتجاوز ثلاث شركات تعتبر رمزا للاحتكار وعليه فهو احتجاج اقتصادي بملامح سياسية باهتة ,
لنتساءل ماذا لو حضرت شجاعة بعض الوالجين الجدد لمجال الاحتجاج
الإعلامي لدعم مطالب حراك الريف أو زاكورة أو جرادة أو تنغير التي كان وعاؤها وصياغتها أوسع فهل كنا سنحصد ذلك الحصاد الثقيل من الآلام والأوجاع والخيبات ؟؟؟
ويستمر حراك مقاطعة الثلاث شركات ,,,,,,,,,وتستمر التفاعلات ,,,,,,ومن هنا ستتحدد موازين القوى والقوة الناظمة لسيرورته ,
ومما لا شك فيه أن الحراك التلقائي كما انبثق وانصهر وانتشر وتمدد وتقوى ولا زال ......يشكل فرصة للمخلصين للشعب لضخه بما يلزم من قوة كي يحقق أهدافه المتوخاة في أثارة الانتباه لعل الحكومة تفكر جديا في أعادة النظر في سياساتها الاقتصادية وأهمها شروط المنافسة الشريفة
وأيضا وخصوصا في سياساتها الاجتماعية ذلك أن فئات واسعة تشتكي ضيق ذات اليد فهل من مصغي ؟؟؟
كما تشكل سيرورة الحركات الاجتماعية وديناميكياتها فرصة للبحث والدراسة والتفكير للمشتغلين بعلم الاجتماع السياسي لعلنا نخرج بنتائج تساعد الفاعلين السياسيين
على فعل سياسي في مستوى طموحات شعب راقي أثبت قدرته على الإبداع في فنون التعبير والتنظيم رغم كل ما يحاصره و يفرمل طاقاته
الخلاقة من ترهيب وقمع وتجهيل وحكرة .

وتبقى الرسالة الثابتة أن السياسة أخلاق وقيم وأن توظيف السياسة للاغتناء اللامشروع على حساب جحافل المقصيين والمفقرين والمهمشين أسلوب مثقل بالتناقضات التي ستنفجر عاجلا أو آجلا في وجوه أصحابها
ذلك أن القوة التي تبنى على ضعف الآخرين هي "عين الضعف ",
القوة التي تستمد من تفقير الشعوب وإذلالها وإخضاعها تحمل بالضرورة لعنة ستتحول لبراكين قد تلتهم الاخضر واليابس وهاهو اليوم الدليل امامنا ذلك أن ورقة أباطرة الاقتصاد الجشع بدأت تلتهمها حرائق الغضب الشعبي ,,,,,,,,ولازال الحبل على الجرار والمد في تصاعد ,
فلابد لجحافل الجوعى و المقصيين والمظلومين والمحبطين ووو من إيجاد وسائل مناسبة للدفاع عن حقهم في العيش الكريم ولم لا في وطن ليس ضيعة لأي كان .
فهل يعتبر المعتبرون قبل فوات الأوان ؟؟؟
اعتبروا رجاء فنظراؤكم في بلدان مجاورة أصبحوا مجرد تاريخ ينطق بالخراب المبين فلا قوة إلا للخالق الجبار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام


.. مسيرات انتحارية أوكرانية تقصف رادارات روسية.. هل تجاوزت كييف




.. إيران تهدد باستهداف النووي الإسرائيلي


.. ممثل فلسطين في مجلس الأمن: حان الوقت لرحيل الاحتلال عن فلسطي




.. كيف خلق الرد العسكري الإيراني على إسرائيل فوضى في حركة الطير