الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صعوبة تشكيل الحكومة في ظل صراع المحاور

عدنان جواد

2018 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


صعوبة تشكيل الحكومة في ظل صراع المحاور
تتشكل الحكومة العراقية وفقا للدستور العراقي خلال 90 يوم من إعلان النتائج، فبعد 15 يوم من إعلان النتائج ، يدعو رئيس الجمهورية البرلمان الجديد للانعقاد، لانتخاب رئيس للبرلمان ونائبيه بالأغلبية المطلقة، كما ويكلف الرئيس الجديد مرشح الكتلة الأكبر في البرلمان بتشكيل الحكومة، فيكون أمام رئيس الوزراء 30 يوم لتشكيل الحكومة وعرضها على البرلمان، والموافقة على برنامج الحكومة، وعلى الوزراء كل وزير على حده، بالأغلبية أيضا، وإذا فشل في تأليف حكومة اوعدم الموافقة عليها، يكلف شخص آخر لتشكيل الحكومة خلال 30 يوم.
هذا ما موجود في الدستور لكن الذي حدث في الحكومات السابقة، هو التوافق والاتفاق خارج البرلمان بين الكتل، والتنصيب والاختيار وحتى التصويت فهو مجرد مشهد مسرحي ، وان البرنامج الانتخابي يجف حبره ويختفي أثره على أبواب البرلمان، لاشك إن رئيس الوزراء القادم وحكومته سوف يكونون في أربع سنوات صعبة، فلا توجد مبررات وتذرع بالحرب على داعش، والمواطن يحتاج إلى خدمات فعليه لاينفع الوعود والتأجيل معها، والفساد المستشري يحتاج إلى رئيس وزراء نزيه ولا يخضع لإرادة حزب.
بعد أن تم الإعلان عن النتائج شبه النهائية، أظهرت تفوق سائرون والنصر والفتح بالمراتب الاولى، وعدم رضا بعض القوائم التي كانت كبيرة فتراجعت، البعض منها دعا الى إعادة الانتخابات والبعض إلى فرز يدوي لجزء من الصناديق الانتخابية، وشكوى بعض المكونات كما في كركوك من التزوير من قبل الأكراد، فهل حدث أمر ما، أم انه امر طبيعي فالفائز يدعم والخاسر يندد ويرمي اللوم على التزوير لتبرير الخسارة، إن التغيرات التي طرأت على المشهد الانتخابي بصعود قوائم وتراجع أخرى، والإحباط والمقاطعة وانشطار القوائم الكبيرة، والفساد المستشري في أجهزة الدولة، وهناك تقارب بعدد المقاعد، وعلى هذا الأساس فسوف تختفي إرادة الأغلبية السياسية والوطنية، وكذلك لاتوجد ثقافة المعارضة فالجميع يبحث عن الربح وبدون أي خسارة ، فحتى الفائز بمقعد واحد يطلب ثمنا.
وعلى هذا الأساس سوف يتأخر تشكيل الحكومة، لكن لاتطول كثيرا نتيجة للضغط الشعبي والإرادة الدولية والإقليمية، فيمكن ان تتم ضمن المدة المحددة، والضغط الدولي الصريح والضاغط هو بين ايران والولايات المتحدة الأمريكية وخاصة بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي، فهناك محور أمريكي تسانده بعض الدول العربية كالسعودية والإمارات بقوة، ومحور تسانده إيران، عكس ما حدث في لبنان تراجع من خلال تراجع قوائمه من دولة القانون، وعدم حصول الفتح على الأصوات الكبيرة التي كانت متوقعة، لذلك فالكفة تميل للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، لان اغلب الفائزين وعلى رأسهم سائرون لاتنقاد لتوجيهات إيران ولكنها ايضا ليس على صلح مع واشنطن، وإنها تدعوا الإطراف الأخرى التي تسير على منهجها وبرنامجها فتمنحه رئاسة الوزراء، فهل ألعبادي هو المقصود، خصوصا وانه يخالف طرح الأغلبية السياسية التي يطرحها المالكي، وهو الذي سوف يكون بيضة القبان بين جماعة ايران وجماعة أمريكا والسعودية، ولكن ربما تشترط عليه ترك حزب الدعوة، ربما ينجح على المدى المنظور تحالف تدعمه أمريكا والدول الخليجية الغنية ولكنه سيجعل العراق تابع له ينفذ أوامره وهذا يجعل العراق ساحة صراع بين تلك الدول، والرأي الذي لايسمعه احد في تشكيل الحكومة برغبة عراقية 100% حتى يكون مستقلا برأيه وقراراته، وان تكون له صداقة مع جميع دول العالم، والطرف الذي يعترض على تشكيل الحكومة عليه ان يكون في المعارضة ليراقب أداء الحكومة وتشخيص السلبيات، وانه سوف يكون الفائز في الانتخابات القادمة إذا فشل الطرف الذي شكل الحكومة والذي صدع رؤوسنا بشعار الإصلاح ، فهل يصلح المصلح ما أفسدته الأحزاب وهو احدها، وان تشكيل الحكومة حسب التوافقات السابقة بعد أن تشتت الأحزاب الرئيسية الشيعة والسنية والكوردية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر