الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا ميّة جريبي ... وداعا سيدتي.

بسام الرياحي

2018 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ثاني أيام رمضان في تونس حمل معه خبر حزين للساحة السياسية التونسية وللبلاد ككل، رحلت عن البلد شخصية من أبرز الوجوه التي واكبت مسيرة الوطن في العقود القليلة الماضية.ميّة الجريبي أصيلة مدينة بوعرادة من ولاية سليانة والمستقرة بولاية بن عروس فارقتنا وتركت لوعة في قلوب من خبرها وعرفها وحتى خصومها السياسيين، أية أسطر وأي كلام سيفي حق إمرأة تونسية ناضلت في الساحات في الزمن الذي عز فيه من ينطق ضد آلة القمع والإستبداد والتغييب... فبعد تجربة صلب الإتحاد العام لطلبة تونس هذه المنظمة النقابية العريقة والمستقلة إلتحقت مية الجريبي بأحد أهم أقطاب المعارضة الحزب الديمقراطي التقدمي عن طريق عصام الشابي أبرز وجوه الحزب.شخصية الجريبي وإحتكاكها بمناضلي الحزب خاصة في ظل التضييقات المفروضة من نظام أمني صقلت المرأة وجعلتها تتدرج سريعا لتصبح ركن أساسي والعمود الفقري للتقدمي، نجاح الثورة التونسية في الإطاحة ببن على جعلت التونسيين يكتشفون مية أكثر، تلك العبارات القوية سياسيا مع ذاك اللطف والحب والبريق الذي يبدو على وجه سيدة نادر وجودها.الثورة زجت بأحزاب من معارضة شفوية ونقد للنظام نحو ساحة خالية نتيجة فراغ تركه بن على وصحر من وراءه الأصوات ومنع تكون معارضة أو صحف أو منظمات توازي النظام في رؤيتها للدولة، حزب الجريبي وجد نفسه ضمن واقع سياسي جديد دفعه للتغير والبحث عن نفسه في ظل التحالفات والحماس السياسي والتجييش والتجنيد خاصة من قبل ظهير الإخوان في تونس حركة النهضة، تغير التقدمي للجمهوري وكانت ميّة تواكب هذا وتحرص على التوازن في الساحة السياسية حماية للبلاد من التغول والفراغ وخشية من تحول المعارضة لحطام، نددت بالإغتيالات التي طالت شكري بلعيد ومحمد البراهمي وإندفعت نحو شوارع العاصمة مع شباب تونس الغاضبين . جسدها الضعيف وقامتها القصيرة لم يكن يعني شي أمام صلابة إمرأة إحترفت السياسة وخبرت كل مفاصلها وتشعباتها في الوطن تونس، إعتزلت ميّة السياسة إيمانا منها بجيل شاب جديد يتولى مقاليد الجمهوري وتونس ككل، هي تؤمن بطاقة الشباب في بلد إحتكرته طبقة شائخة ومتهرمة تجسيدا لمصالح القلة والفئات.قلبها ظل شابا رغم قسوة المرض وشراسته وتمكنه من جسدها الضعيف، لكن ترحل وتبقى تلك الإبتسامة على وجه كله حياة وأمل بمستقبل أفضل في البلد.تونس تنعى الجريبي وتودعها لمثواها الأخير وتربت على ثراها بكل إحترام ووقار لأن ميّة كانت قلب الوطن ووجهه الجميل الملئ بالأمل والحياة...وداعا ميّة وداعا سيدتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام