الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتدى الصدر بين الأمس واليوم ..

عمر عبد الكاظم حسن

2018 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


من يتابع حركة مقتدى الصدر في الخمس سنوات الأخيرة يجد شخصا آخر تماما ليس من ناحية الوطنية اطلاقا فهذه الميزة تكاد تكون صفة ثابتة عند ال الصدر فهو سليل عائلة دينية طالما عرفت بمواقفها الوطنية الراسخة .

بل من ناحية تطور اداءه السياسي المذهل والمثير للاهتمام لكل مراقب منصف مهتم بالشأن السياسي العراقي نعم كانت هنالك اخطاء واخطاء كبيرة لكن مقتدى الصدر ٢٠٠٣ ومقتدىالصدر ٢٠٠٨ غير مقتدى الصدر ٢٠١٢ وغير مقتدى الصدر ٢٠١٨...

قطعا للخبرة السياسية التي اكتسبها من خلال تعاطيه السياسة والولوج في دهاليزها وفنها الممكن منذ خمسة عشر عام وحتى اليوم أثرها الكبير في رسم ملامح شخصيته السياسية التي نضجت بشكل كبير فأصبح بالنتيجة متمكن من أدواتها وأساليبها والاعيبها ويجيد مسك العصا من جميع اتجاهاتها.

فمقارنتا بباقي حركات الاسلام السياسي الشيعي ذات التاريخ الطويل في التنظيم والحركة والتأسيس نجده اليوم يقفز باشواط ومراحل عنها متغلبا عليها مكتسحا لها بفترة وجيزة نسبيا كونها تتعامل بفوقية وتعالي مع العراقيين الشيعة وتتعامل مع باقي الطوائف والأديان من منطق الضد النوعي .

قد يكون لسنوات المهجر الطويلة خارج الوطن لباقي حركات الإسلام السياسي الشيعي أثرها الكبير في التعامل مع العراقيين لكن لم يعد مبررا على الإطلاق التعامل بجفاء وفوقية وتعالي وتصنيف العراقيين على حسابات خاطئة جدا .

من حيث انهم مختلفين ايدلوجيا او عقائديا او فكريا أو طائفيا لان هذه التصنيفات لن تبني وطن وسوف تخلق أعداء في النهاية لهذا فأن مستقبل هذه الأحزاب سيستمر بالتاكل والاضمحلال حتى تتلاشى في اخر المطاف .

مايحسب لمقتدى الصدر انه خلع عباءة ولاية الفقيه سياسيا في السنوات الأخيرة وانطلق ببراكماتية ودهاء منقطع النظير إلى الفضاء الوطني العام فحجز مقعدا له في نفوس الكثير من العراقيين بالرغم ما يشاع عنه من تخبط او ارتجال او ارتباك في القرار لكنه يعلم ما يفعل وخاصتا بعد إدراكه أن العراق.

لا يمكن وعلى الإطلاق أن يحكم بمفاهيم ولاية الفقيه في مجتمع متعدد الاطياف والمذاهب والتوجهات السياسية فولاية الفقيه هي العمود الفقري لجميع حركات الإسلام السياسي الشيعي وبالطبع فالتيار الصدري واحدا من هذه الحركات .

لهذا ومن منطق الانصاف وليس من منطق المسلمات والبديهات الجاهزة نجد أن مقتدى الصدر يمثل ظاهرة سياسية تستحق الاهتمام والتحليل والدراسة والاحترام لما يمثله هذا الرجل من حركة مغايرة اتسمت بالواقعية في التعامل مع الداخل والخارج على حدا سواء..

فالرجل يجيد التعامل مع أتباعه بخطابه الشعبوي البسيط مرة باستمالة عواطفهم ومرة أخرى بتعبئتهم وبإمكانه ترويضهم بسهولة بالغة عكس باقي القادة السياسين..

وكذلك يجيد التعامل مع خصومه باحتواءهم ومداهنتهم والكاسب في النهاية هو من يمتلك الحنكة السياسية والدهاء والواقعية فالتاريخ بالنهاية يصنعه العظماء ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا


.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي




.. إيطاليا : ضريبة لزيارة البندقية.. فهل تحل مشكلة السياحة المف


.. إسرائيل ماضية في خططها لاجتياح رفح.. ما الموقف المصري؟




.. سلمان رشدي لشبكتنا: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وما هو