الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو عراق مدني

احمد جبار غرب

2018 / 5 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في بادئ الامر نحن نسعى في هذا التجمع الى توضيح بعض المسائل الشائكة التي قد تلتبس عند البعض ومحاولة فهم المشهد برؤية متحضرة بعيدة عن الاستئثار بكل اشكاله ونحن على ابواب انتخابات برلمانية بعد مخاض سنين عجاف عانى منها العراقيين القتل والتهجير وانتشر الفساد ولم يضع القائمون على هذه الدولة في كل حكوماتها السابقة طابوقة واحدة للانطلاق لبناء هذا الوطن على اسس جديدة بعيدة عن التطويف والتعنصر وغيرها ما نريدها ان تكون دولة مدنية متحضرة بمؤسسات مدنية وحكم تداولي فيه الحرية شاملة غير مجتزأة والدين لله والوطن للجميع وهنا المقصود ان تقوم الدولة المدنية بعيدة عن الدين ونرتبط بالمنهج العلماني الذي يؤكد ان فصل الدين عن السياسة وليس عن المجتمع والدولة والا تحول الى ضرب العقائد وفصل الدين لا يقصد به دين محدد انما كل الاديان من هنا علينا وضع الدين في بناء الدولة فالطالب في الكلية غير الطالب في الحوزة الجامع نذهب اليه للتعبد والكلية للعلم وليس من الموضوعية خلط الاثنين معا وثانيا ان العلاقة بين الفرد وربه لا تحتاج الى وسيط سياسي او اجتماعي انما هي محكومة بالأفعال التي يؤديها الفرد اتجاه خالقه وما يقوم به الفرد عبر سلوكياته في المجتمع وبالتالي هناك علاقة ثنائية بين الخالق والمخلوق اما زج الدين بالمجتمع والسياسة وفي كل مفاصل حياتنا هو تشويه للدين وتخريب للسياسة ومادمنا نبتغي بناء وطن ومجتمع على اسس سليمة علينا ان نبني مجتمعنا ودولتنا ضمن اطار الدولة المدنية لكننا نرى ان هناك دس وتشويهات من قبل بعض الاحزاب الدينية ومن جميع المذاهب بل ان هذه الاحزاب لا تصلح لبناء دولة حتى وان كان قصدها بناءه وفق معطيات دينية خالصة لا نريد معمم من كل التوجهات الدينية ان يكون سياسيا ليخلط بين اراءه الدينية والفكر السياسي العام وفي اطار ما يعانيه مجتمعنا العراقي من نكبات عبر سنوات خلت فنحن نسعى الى فوز القوى المدنية وان تشكل اغلبية لتغيير كثير من القوانين والتشريعات حتى ما تخص الانتخابات ذاتها وهذه هي اولى خطواتنا على السكة الصحيح وانتشال البلد من ظاهرة الفساد عبر تشريعات صارمة ضد كل من يفسد ومن تثبت عليه حالة الفساد مهما كبر حجمه او صغر سواء كان رئيسا للجمهورية او عامل تنظيف وكما يحدث في الدول المتحضرة وبعد ذلك نكمل بناءه والحقيقة ان ما دمر في العراق يحتاج الى جهود مضنية وجبارة لكي نكون قد اصلحنا ما خربه الفاسدون فكل البنى والمنظومات بحاجة الى معالجات هائلة وتأسيسها جديدا يتوافق مع واقعنا المعاصر وان تشذب من كل الشوائب العالقة بها كما في التعليم والصحة والقضاء وغيرها وهذا ليس مستحيلا على العراقيين فنحن نمتلك طاقات وقدرات خلاقة ساهمت في بناء امم حية لازالت تنبض الحياة وتمتطي التقدم والمعرفة لكن قبل كل شيء هو حسن الاختيار للقدرات العراقية ونحن مقبلون على انتخابات مفصلية فأما عراق يتعافى او عراق يسير نحو الهاوية والمنقذ الحقيقي هو الشعب بقناعته الصائبة في اختيار الافضل والأصلح وما يخدم تطلعاته في بناء وطن خال من الامراض والعفن السياسي يتجه نحو التحول التنموي بشكل متسارع لأننا فقدنا الكثير من الفرص ويجب علينا تعويضها واللحاق بالركب العالمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة