الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من العراق

علي عبد السادة

2006 / 3 / 20
كتابات ساخرة


منذ زمن يختلفان حول مصير كل منهما، الا أن ما يجمع الرجلين أنهما غير متفائلين بمستقبل بلدتهم..
الاول: يقولون في المقهى، أن سماسرة تنظيف الشوارع "حرامية"
الثاني: عذرا، لم أستطع الوصول الى المقهى، أعترضتني "سيطرة امريكية".
وفي يوم تمكنا من اللقاء في المقهى، ليس لغياب عجلة "الهمفي"، الا أن حكومة "تصريف الوقت" أو "تصريف الاعمال"، قالت أن اليوم"حظر تجوال".. كان يومها 24 من شباط، أي بعد يومين من واقعة سامراء المؤلمة.
نزعت المدينة ثوب" المدينة" ، أرتدت " كوفية" سوداء. وأستحالت امال العثور على " سلطة" ، كان من السهل جدا العثور على " سلطات". مجاميع هنا تترجل من سيارات لم تعتدها المدينة، لقد خلفت وراءها الـ...... ، والحظ الاسود، والدمع الاسود في تلك الساعة السوداء...مجاميع هناك، زمجرت نفسها وراء الاولى، أنتقمت، وهكذا...
أهل المدينة، ومن جاوروهم، باقون في منازلهم، والسؤال التالي يبدو مخيفا : من هؤلاء، مادمنا نحن الفقراء، مهما أختلفت دياناتنا ومذاهبنا، نحن من أحببنا البلدة، من أردناها أمنة، دون "كوفية"، باقون في المنازل تلك الليلة.. من هؤلاء؟.
الرجلان بقيا في المقهى، أنهما يستغلان صوت ضرب قطع " الدومنة" على الطاولات، هذه فرصة للتحدث بما هو " مخيف" هذه الايام....
الاول: يقولون أن الـ ......
الثاني: هص...
أراد صاحب المقهى أن يكسر المناخ، فتح جهاز التلفاز: شريط الاخبار.. إصابة العشرات من الذين يملكون ثلاثة عيون. قناة أخرى.. إصابة العشرات من الذين يملكون اربعة عيون.
ذهل الرجلان، الاول: هل سيكتبون في هويتي العام القادم،بانني "شيعي". وأنت، يا صديق الطفولة، سني!.
الثاني، يمد يده الى هويته: كلا، ساكتب على هويتي لقب البلدة"العراق".

بعد أيام ..
هول ما حدث جعل من المقهى" المتنفس" الوحيد لأهالي البلدة، لا أصوات لقطع " الدومنة"، الاسئلة غريبة نوعا ما:
" كيف يتم اكتشاف مقابر جماعية" حديثة"، في يوم واحد، وفي منطقتين مختلفتين، حسب التصنيف" الحديث" للمناطق؟". ربما انها صدفة من نوع" حديث"!.
المفارقة الان..
يقول برزان عن اعدام اهل البلدة: " صدام كان يطبق العدالة".
يقول الجيش الامريكي عن احد عناصره: " رجل أمن متقاعد، يرتدي زيا عربيا بحوزته متفجرات مع جهاز إتصال، تم اعتقاله".
الاول : أنظر ذلك الرجل وضع كيسا أسود تحت الطاولة..
الثاني: هل تقصد بأنه " مفخخ"، لنرحل.
عذرا فهذه أكثر اللحظات التي شعرنا فيها بثقل اثار الماضي..
كان ذلك هذيان من بلدتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل