الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجيه عسكر الرومي من التراث المندائي القديم الجزء الثاني

سعدي جبار مكلف

2018 / 5 / 29
الادب والفن


الجزء الثاني
الوجيه المندائي عسكر الرومي
ماذا كان وقع المصاب على طائفة الصابئة في ذلك الوقت : -
فالمجد يبكي عليه جازعاً اسفا
والفضل يندبه والجود والكرم
من برقية شيخ دخيل ...
اين عسكر ياغضبان ومن ضمه تراب القبر فهل من عزاء وهل من دموع
الدكتور فرحان سيف الفاو في 14/5/1937
نفثات قلبي بقلم الطالب نعيم سيف خريج ثانوية

في احد ايام الخميس ثارت قنبلة صامتة فادمت القلوب وارسلت العبرات من العيون ارسلت اصوات الحزن رن صداها في الجوانح فخشخشت الاضلاع كخشخاش الورق اليابس عندما تهب عليه الريح فتلك كانت حشرجت النفوس ولكن لم ؟ لان في ذلك اليوم المشؤوم فقد الصابئة رجل او بلاحرى شابا ممن يعتمد عليهم في الملمات ويحتاج لمشورته وقت الضيق فكان موته فاجعة اليمة ومصاب اليم عظيم اثر في النفوس تاثيراعميقا فحزنت له اشد حزن وبكيت عليه العيون دما لادموعا .
مصاب الم بنا بعد فقده
واي مصاب في الخليقة اعظم
فقدنا الخير والعقل في موته
وهل من الخير والعقل انعم
نعم هو الخير فلخير مجسم فيه وهو العقل فلعقل رائده ومتلبس فيه وليس انعم من العقل والخير على بني الانسان وماعساني ان اقول وقد طبقت شهرته الافاق وماعساني ان اصف وقلمي عاجز عن الوصف وما عساني ان اتكلم ولساني اخرس عن الكلام وليس لدي الا كلمات (انا لله وانا اليه راجعون ) محاسنه لاتعد ومفاخره لاتحصى فكيف لا تبكية العيون وتنعية القلوب
نعتك النواعي متاسفات بحزن عميق من القلب
حزنا على رجل حكيم اصاب مرمى العقل بلصب
عم الاسى بعد فقده فلحزن في البعد وفي القرب
نعم هكذا كان عسكر الفقيد فقد سبقته اثاره يعرفها القاصي والداني كيف لا وقد شاع اسمه وهو حي و قد بلغ من لبناء ملته ما بلغه فاحبوه وتواضع لهم فرفعوه وبسط لهم وجهه فاطاعوه واكرم صغارهم كما اكرم كبارهم فاكرمه كبارهم وكبر على مودته صغارهم واكرم جاره فاعزه واعان من استعان به واكرم ضيفه وصان نفسه عن ما يضيرها وبذلك تم سؤدده ولكن ما العمل ولكل اجل لايعدوه وقد واتاه اجله وهو في الصبا وريع الشباب فاحزنت مصيبته كل قلب وادمعت كل عين اه ياللفاجعة فان في اعماق قلبي العليل حسرات مريرة متقطعة وفي اغوار نفسي نيران كاوية جامحة كنار الله الموقده . انا حزين فقد ذواني هذا الداء اريد صديقا وقد تاه عني هذا الدواء فلاعمل الا الصبر
اذكرك ياعسكر مادمت حيا فان موتك ابكى العيون دما وفتت الاكباد والقلوب .
مالي اراني حائرا لااعرف ماذا اقول كيف اتكلم وكيف اكتب حتى وكيف اسير فقد تعثرت باذيال الستائر فقد زعزعتني الايام الجائرة والحياة الخادعة وقد قذفتني دون مبالاة او رحمة الى خضمها الزاخر وامواجها الهادرة المزبدة والمرعدة الى قاع كسفينة محطمة تتلاعب بها الاعاصير والهوج دون ان تجد لها مرسى ترسو اليه تتقاذفني الذكرى فيؤمن السقم ويقتنصني الشقاء فاسير في هذه الحياة لاادري كيف اسير تتقاذفني الموجة بعد الموجة واللجة بعد اللجة مااكثر الصدوع في قلبي المحزون فكلما التام من صدع على صدع انفجرت في قلبي صدوع وصدوع وكيف تلتئم وذكراك باقية في مخيلتي بقاء الماء في البحار يا عسكر قلوبنا كلها مرتجفة مرتجة وعيوننا كلها باكية حزينة فماذا عملت ياعسكر الله يعلم كم انا اقاسي من صروب العذاب وصدمات الدهر وبلرغم من ثباتي وقوة قلبي ماقدرت ان اقف تجاه هذه الصدمة الموجعة والنغمة المحزنة لذا تجدني غير قادر على شيء لان شبابي قد ذوى قبل اوانه وجسمي الهزيل قد طوته الظروف القاسية القاسرة ياعسكر كنت في ما مضى خيرا وفرحا لانك حي ولكن ؟ ياعسكر ولكن اليوم ارى الاحزان تتقاذفني من كل حدب وصوب لنك في عداد الاموات وا حسرتاه عليك ياعسكر واحسرتاه غدت نفسي كلها مرارة اتذوقها في فمي واصبحت لذة الحياة نسيا منسيا فيالهف نفسي على مامضى
ياعسكر اقول فيك كما قال ابن نباته المصري
الله جارك وان دمعي جاري ياموحش الاوطان والاوطان
لما سكنت في التراب حديقة فاحننت عليك العين بلانهار
شتان ماحالي و حالك انت في عزف الجنان ومهجتي في النار
ابكيك مابكت الحمام هديلها واحن ماحنت الى الاوكار
لهفي لجوهرة خفت فكاني حجبتها من ادمعي ببحار
سكن الثرى فكانه سكن الحشا من فرط ما شغفت به افكاري
لا ادري كيف كتبت ففكري تائه وعقلي ضال ولكن الاسى يابى الا ان يخرج ولو بكلمات متقطعة غير متواصلة او بجمل مفككة غير محبوكة فحررت ولكن كيف حررت لا ادري هذه نفثات قلبي كيف ارسلتها حسراتا وعبرات في رسالة الذكرى وقد اكون فيما اوتيت به قد نفضت عن بعض الحزن الذي ملىء قلبي من طفح ولغوت عن بعض الاسى الذي برى جسمي واضناه ولكن هل يذهب الاسى من جسم اضناه الفراق ؟ وهل يلتئم جرح قلب افحمه الحزن قلبي يتضور حزنا عندما ترى عيناي او تسمع اذناي صراخ يتاماك ونوح ثاكلتك فلايسعني وانا باكي بكائهم الا ان اتضرع الى الله واقول (ربي حنانيك ) انني اكاد اموت كمدا ارحم هؤلاء المساكين الابرياء الذين لعبت بهم يد الاقدار قضاءا وقدرا الهي تغمد روح عسكر الطاهره برحمتك واسكنه فسيح جناتك انك السميع المجيب
نعيم سيف
ساعاتي مع ابا رديف
بقلم المدرس عيسى باشا اغا :
لما تخرجت من مدرسة دار المعلمين وتعينت في قلعة صالح كان اول شخص صافحني قائلا اتمنى لك الموفقية يااخي (هو عسكر) ولكنه هز يدي قائلا كن ياولدي بشوشا دائما مع التلاميذ واياك والعنف فانه يولد الضجر ويكون الملل في الناس خاصة وان للتلاميذ ابائهم الذين يحبونهم كثيرا ويحرصون على صحتهم ومعيشتهم انهم يرددون القول ( انما اولادنا اكبادنا تمشي على الارض ) فشكرته على ذلك و لكني دائم الحق بقيت مبهوتا امام هذه النصائح الذهبية التي تصدر عادة من كبار رجال التربية والتعليم وقلت في نفسي يظهر ان الرجل حنكته التجارب المحيط مدرسة ثانية تدرب المرىء وتشحذ افكاره ومن تلك المقابلة ومن تلك اللحظة احببت الرجل كثيرا ةعرفت انه سيكون لي عونا في الملمات اذ لابد للشخص من صدمات يصادفها او عثرات تعرقل سيره وتنغص عليه عيشه فاسترشد بارائه واستانس بافكاره لذا احببت السير معه كثيرا وملازمته حيثما ذهب واذا جلس فاذا ذهب الى البيت وجدني قد سبقته اليه او الى الحانوت الذي هو في الحقيقة مجمع لمختلف الطبقات راني هناك ففي الحانوت تجد الشاب المهذب او الشيخ الكبير او التاجر او العامل او العاطل وكلهم يتناظرون في مشاكل هذه الحياة الواسعة وهو ساكن هادى رزين فكان يقول يا اخي ان الحق مع فلان لانه كذا كذا اوكذا وان الحق مع هذا دون ذاك وانا حائر في امري لااعرف ماذا اقول ااصبح هذا الشاب ثقة يحتكمون اليه في الملمات او طبيب يداوي الناس وينظر في مشاكل في الوقت نفسه ماذا اصبح هذا الشاب اقاضيا ام تاجرا ام عاملا ام ماذا ؟ لاشك ان ابقى في حيرة وذهول الى مدة من الزمن ولكن ذلك العجب يتبدد كثيرا والغيوم عند هبوب الرياح العاتية اذا عرفت ان الشخص عاصر مختلف الطبقات من عالم مجرب لتاجر اوعامل او جاهل فاكسبته التجارب مرونه عقلية وقادة مستنيرة فماهي الا ساعات حتى ينصرف الجمع وكل راضي بقسمته قانع بنصيبه فياتي بعدهم اناس فيامر لهم الشاي ويدير عليهم السكائر لان القهوه مقابل الحانوت على ما اعلم فكنت اقول له ضاحكا ياعمي عسكر القهوة لنترك الدكان ونجلس في المقهى فهي اوسع ولكنه يجيبني ضاحكا ياعمي الحانوت رمز العمل والقهوة رمز الكسل والبطالة ولكنني اجيبه مسرعا ياعمي لافرق بين الاثنين فيقول احب الناس واحب وجودهم واحب مناظراتهم واحب ان اراهم مترافقين متساندين اخوة لاني ابغض التنافر ابغض التشاكس ابغض كل شيء من شانه يوقع سوء التفاهم بين الناس ويبعد الثقه بينهم فقلت له (بارك الله فيك وكثر من امثالك ) هذا ويبقى صاحبنا الا ريثما ينفض الجميع وتفض المشاكل اما البيع والشراء فهي من الدرجة الثانية عنده لانه رحمه الله كان يؤثر مصلحة الناس على مصلحته لذا نلاحض اكياسا وحبوبا وميزانا وموازين ومكاييل لكن عاطلة عن العمل لانه لايعيرها اهمية كما يعير لمصالح الناس.
نسد الدكان ونصحب بعض الاخوان والمعارف فننصب لنا كراسي امام شاطىء دجلة حيث النسيم العليل والماء ينساب امامنا كانسياب الحياة بعد ان يضرب عليه الشجر ضلا خفيفا بديعا فيكون منظرا يستهوي النفوس وياخذ بمجامع الالباب ولكنه رحمه الله كان يجلس على الارض ليمتد او ليجلس القرفصاء وكنا نحن الاثنين نتحاور في بدائع هذا الكون وعظمة الخالق في كونه وعجيب صنعه حتى ننتقل الى فكاهات مستحبه بلسان لبق الى قصص اهمها قصص البو محمد وحروبهم مع بني لام يتخللها الكثير من العبر والعضات الى طرق اصلاح البلدة لانه رحمة الله كان عضوا في مجلس بلديتها فكان يقول رحمة الله لاتوسع بلدتنا بدون جسر ثابت لان القبائل اكثرها في الجهة اليمنى من دجلة والبلدة من الجهه اليسرى والناس تستثقل ضريبة العبور ولو بفلسين اما الماء وتوسيع الشوارع وبناء الحدائق فهذه اصبحت من مستلزمات الحياة ومظاهرها في كل المدن العراقيه فكثيرا ما كان يتضجر والحالة هذه من جمود بلدته وعدم توسعها كثيرا مارفع لولاة الامور تقريرا عن البلدة وكثيرا ماناقش في المجلس البلدي حول اصلاح بلدته وكان يطلب دائما الاصلاح ويلح في الاصلاح لانه كان يتمنى ان يرى بلدته قضاء يليق بها وبجمال موقعها ولكنهم اوعدوه واوعدوه وهكذا بقيت مواعيد .
وان انسى لاانسى تلك المقابلات التي كان يقابل بها قائمقام القضاء قائلا مولاي ان بلدتنا تحتاج الى كذا اصلاح او الى العمل الفلاني فكان بعض ولاة الامور يلبون رغباته عن طيب خاطر لعلمهم ان رائده الاخلاص وقائده المنفعه العامه وكثيرا ما يلح على ولاة الامور بربط بعض النواحي في القضاء واتذكر ان احد اولئك المسؤلين الحكام رفع الى المقامات العاليه تقريرا بذلك قائلا ان امر البلده لاتقوم لها قائمة الا بربط النواحي وفعلا انتعش القضاء بربط ناحية المجر الكبير ولكنه في اخر الايام استقال من المجلس البلدي لانه كان يراه الة بيد ولاة الامور فكان يردد على مسامعي هذه العبارة (اسمعت لوناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي ) هذه نبذه بسيطه بسطتها امام القراء وان ذاكرتي لتعجز عن استيعاب ماثر المرحوم فهو في الحقيقه حلو في حديثه حلو في ملابسه حلو في مجالسته مرحا في كلامه وفكاهاته وكثيرا ما اشاهده في المجالس جالسا كلقمر وحوله النجوم يشع نوره على اخوته وبه يضيئون وكانوا يتلقون احاديثه بمسره لاتدانيها مسرة وحلاوة ليس فوقها حلاوة .
هذه بعض ساعاتي مع ابا رديف ولكنه ذهب وخلف في فؤادي حسرة وفي قلبي لوعه ففي ذمة الله والتاريخ ايها الراحل البطل .
عيسى باشا اغا
10-05-1937








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع