الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن تهديدات سيرجيو راموس وأسرته بالقتل : فماذا عن محمد صلاح ومنتقديه والمدافعين عنه ؟!

محمود الزهيري

2018 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مازالت إصابة محمد صلاح تخلق جدلاً فضفاضاً بين الجماهير , خاصة وأن محدث إصابته سيرجيو راموس , مدافع نادي ريال مدريد الإسباني , ومايحمله من عنصرية دينية تجاه محمد صلاح برمزيته الدينية الإسلامية , وهذا الجدل صار أكثر اتساعاً في الأوساط الدينية المهووسة بالتدين الوظيفي الخادم علي أغراض محددة صارت مفضوحة للغالبية ممن تبين لهم زيف هذا التدين وهشاشته وغشه وتزييفه علي البسطاء من العامة والدهماء والمغيبين , فتري أحدهم ينهر ه لأنه أفطر يوم المباراة , وكانت النتيجة الغضب الإلهي المتمثل في إصابته بكتفه , وخسارة فريقه للمباراة , وأن عليه إعلان التوبة والإستتابة من هذا الذنب الديني الذي أتاه في نهار رمضان , وهذا آخر حسب مركزه الوظيفي الرسمي , يفترض أنه من صفوة العقول والألباب , فيري أن محمد صلاح أصابته لعنة الفراعنة لأنه وضع حذاؤه في مواجهة رمسيس , ومن ثم غضب منه وغضب عليه الفرعون رمسيس , وحدثت إصابته وخسر فريقه !!
ومابين لعنة السماء ولعنة الأرض , تتبدي قيم ساقطة , وأخلاق هابطة , وعقول من العار أن تنسب للعقل والحكمة , أو الإيمان سواء الصحيح أو المزيف , فتنشغل كافة الأوساط باللاعب محمد صلاح , وتريد كافة هذه الأوساط إختطافه معنوياً وتوظيفه التوظيفات الخادمة لمصالحها , كما حدث من إحدي شركات المحمول , بل وإن السلطة السياسية تريد دغدغة مشاعر الشعب ومداعبة أحاسيس الجمهور , بالإنتماء إلي محمد صلاح , والدفاع عنه ومزاحمة تلك الهيئات والمؤسسات في ذلك ..
ولكن الغريب في الأمر أن يتم رفع دعوي قضائية من أحد المحامين ضد راموس , من غير أن يكون له سبب أو صفة أو مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في رفع وتحريك الدعوي القضائية ضده ..
والأكثر والأشد غرابة بل والأخطر , أن يتم إرسال تهديدات بالقتل لـ راموس وأسرته , مما يجعله وأسرته في حالة من الإضطراب والخوف لدرجة أنه يقوم بتغيير أرقام تليفوناته بعد إرسال تلك التهديات بالقتل علي مواقع التواصل الإجتماعي , و من أرقام مجهولة , ومن أماكن مختلفة, وحسب ماتناقلته وسائل الإعلام عن إذاعة "كوبي" الإسبانية, أن راموس اضطر لتغيير أرقام هاتفه هو وعائلته، وذلك بعد تلقيهم تهديدات بالقتل، وأنهم يعيشون وضعاً معقداً , بعدما تلقوا العديد من التهديدات، من ضمنها تهديدات بالقتل من أرقاماً مجهولة , وكذلك على حساباتهم بمواقع التواصل الإجتماعى، مما اضطرهم لتغيير أرقام هواتفهم جراء هذه التهديدات.
وتعمل أجهزة الأمن على توفير الأمان لراموس وأسرته .
والسؤال الذي يثور , ماذا لو تم إرسال العديد من رسائل التهديد بالقتل إلي محمد صلاح وأسرته , وتم تداول هذا الخبر في وسائل التواصل الإجتماعي والوسائط الإعلامية الأخري , فبماذا يتم وصف هذا الفعل أو ذاك الصنيع الصادر من أصحابه , سوي أنهم مجموعة من المخبولين العنصريين المجرمين ممن يتوجب البحث عنهم ومتابعتهم والقبض عليهم والتعريف بهم وتقديمهم للمحاكمات الجنائية العادلة وأنهم نتاج الغرب الكافر الصليبي الحاقد علي الإسلام والكائد للمسلمين , ألا بعداً لهم , فالله متم نوره ولو كره الكافرون , ولو كره الحاقدون , وأن الإسلام قادم إليكم ولو كنتم في جحوركم أو بيوتكم , وتعلوا الدعوات لله بأن يحصيهم عدداً ويهلكهم بدداً ولايبقي منهم أحداً , واحعلهم ونسائهم وأموالهم غنيمة للمسلمين يارب العالمين !! , أليس هذا سيكون ماعليه حال الغوغاء والدهماء والسفلة من المسلمين ؟!
وبصراحة : فإن محمد صلاح الأسطورة أو الرمز أنتج العديد من القيم الفاضحة للعقل والوجدان العربي والإسلامي , من ناحية التافهين عقلاً وأخلاقاً من منتقديه بسبب إفطاره في نهار رمضان أو ممن اعتقدوا وآمنوا بأن لعنة الفراعنة أصابته بسبب وضع حذاؤه في مواجهة الفرعون رمسيس , أو ممن أظهر الشماتة في إصابته من جانب أحد أبناء ثقافة الصحراء وعبيد الدرهم والدينار والخميصة من رعاء الشاة ,أو ممن أرسلوا تهديدات بالقتل لراموس وأسرته ليفضحوا عالم العرب والمسلمين ومدي عنصريتهم وتعصبهم وإجرامهم الدموي في ساحات الملاعب والرياضة , فماذا يكون صنيعهم في ساحات السياسة والثقافة والدين والمجتمع , هل تراهم أكثر سماحة وتسامحاً وإنصافاً وقبولاً لأي آخر في الدين أو المذهب أو الطائفة أو النوع واللون والجهة الجغرافية والجنس !؟
أعتقد : الإجابة ستكون أسوأء من السوء , وأقبح من القبح , حينما تجري المقارنة عن تهديدات سيرجيو راموس واسرته بالقتل وعن عن محمد صلاح ومنتقديه والمدافعين عنه ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س