الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماء بين الشريعة والقانون

قحطان محمد صالح الهيتي

2018 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ايران وتركيا، دولتان، تجمعنا بهما وحدة الدين ورابطة الجوار. فهل حفظا معنا ديننا؟ وهل أحسنا جوارنا؟
-
الجارة المسلمة إيران قطعت ماء الزاب الصغير. والجارة المسلمة تركيا قطعت عنا ماء دجلة، بعد أن جعلت من الفرات وادياً منذ سنين.
-
وإذا ما كان حكام هاتين الدولتين مؤمنين، نُذكرُهم بآيات بينات من القران الكريم، فالذكرى تنفع المؤمنين، ونترك لهما ولمرجعياتهما وفقهائهما ومنظري مذهبيهما تفسيرها.
-
قال تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}(الأنبياء:30)
-
وقال تعالى:(وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ (الأنعام:99)
-
وقال تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ*. (الواقعة: 68-70) .
-
وقال تعالى:( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ) (الملك :30)
-
هذا ما جاء بكتاب الله تعالى الذي يدعون انهم به ملتزمون.
-
أما ما يخص القانون الدولي الذي به يتبجحون؛ فقد وجهت الأمم المتحدة قبل سنتين ضربة قوية لأطماع تركيا المائية في نهري دجلة والفرات. تلك الدولة التي تعد نهري دجلة والفرات (نهرين تركيين عابرين للحدود وليسا نهرين دوليين).
-
لمن لا يعرف الاسم الرسمي لتلك الاتفاقية القانونية الدولية من العراقيين، ولمن لم يتخذ موقفا صارما من حكامنا الفاسدين تجاه تركيا وفعلها المشين، نقول اسمها هو (اتفاقية قانون استخدام المجاري المائية الدولية في الأغراض غير الملاحية).
-
وبموجبها لم يعد قائما أي اسم أو مفهوم من قبيل نهر تركي أو غير تركي عابر للحدود، بل هناك اليوم مفهوم (المجرى المائي الدولي) الذي يقع في عدة دول وتكون السيادة عليه للدول المتشاطئة عليه. ولا يوجد نهر "وطني" إلا إذا كان داخل حدود دولة واحدة منبعا ومصبا.
-
والمُخجل هو إنَّ ست دول عربية فقط صادقت آنذاك على الاتفاقية علما بأن مواد هذه الاتفاقية لصالح العراق وسوريا. وبفعل هذه الاتفاقية تلاشت التعريفات والمصطلحات التركية من قبيل "النهر العابر للحدود" و"الأنهار الحدودية"... الخ وأصبح لا قيمة قانونية دولية لها.
-
كما إنها ضمنت حقوق العراق في مياه الحوضين "حوض دجلة وحوض الفرات" اللذين تصر تركيا على المطالبة باعتبارهما حوضاً واحداً لتسهيل سيطرتها على مياه الحوضين ولتعويض ما تستولي عليه من مياه أحدهما بمياه الآخر.
-
وبموجب الاتفاقية تقرر ضمن عنوان (الانتفاع المشترك) ،"أنْ تنتفع دول المجرى المائي، كل في إقليمها، بالمجرى المائي الدولي بطريقة منصفة ومعقولة، مع مراعاة مصالح دول المجرى المائي المعنية، على نحو يتفق مع توفير الحماية الكافية للمجرى المائي".
-
إن ما قامت به الدولتان المسلمتان تركيا وإيران مخالف لأحكام الشريعة الإسلامية، ومخالف لأحكام القانون الدولي، واستهتار بحق الشعب العراقي، فعلينا أن نقف وقفة جادة ضد هاتين الدولتين .وعلى(عملائهما) من الشيعة والسنة أن يكونوا عراقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة جزئية للعمل بمستشفى الأمل في غزة بعد اقتحامه وإتلاف محت


.. دول أوروبية تدرس شراء أسلحة من أسواق خارجية لدعم أوكرانيا




.. البنتاغون: لن نتردد في الدفاع عن إسرائيل وسنعمل على حماية قو


.. شهداء بينهم أطفال بقصف إسرائيلي استهدف نازحين شرق مدينة رفح




.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال