الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لميعة عباس عمارة شاعرة الحب والجمال والرقة والشعر العامي العراقي

سعدي جبار مكلف

2018 / 6 / 10
الادب والفن


الشاعرة لميعة عباس عمارة والشعر العامي العراقي
الشاعرة لميعة عباس عمارة شاعرة الجمال الرقة والانوثة والشعر الشعبي العامي العراقي ، أمرأة مسكنها الشعر وترعرع في اعماقها وهجاً متقداً لم تنطفئ جدوته ، هربت من ارض الشعر كي تستنشق الحرية بعد ان تفشت الاوبئة والامراض السياسية فكتبت قصائد حب ممزوجة بالوجع والحنيين ودجلة والكرخ والماء الجاري واللباس الابيض وقبلة الشمال ،كتبت للناس الطيبين انها أمرأة مندائية بغدادية ميسانية ولدت في بغداد عام 1929 في منطقة الشواكة بجانب الكرخ ، نشأت وترعرعت في بغداد تسكن منذ سنوات في ولاية كالفورنيا في الولايات المتحدة الامريكية ، لا أحد يتذكر تلك الانسانة الرقيقة الشاعرة العملاقة بنت دجلة والعراق تلك المرأة التي عشقها السياب والهمته في كتابة العديد من القصائد وكانت من اخلص صديقاته حين بدأت علاقتهما في دار المعلمين العالية التي تخرجت منها عام 1950 ويذكر الاستاذ عبد البطاط ان السياب قال فيها قصائد كثيرة ودعاها لزيارة قريته جيكور ، لميعة عباس عمارة شاعرة عراقية بأمتياز فهي تنحدر من سلالة اتخذت من الماء وهو اصل الحياة مكاناً لعبادتها وحياتها ، وقومها من تلك الاقوام الموجودة بالعراق قبل ان يكون العراق عراقاً ،وربما منذ بدء الخليقة ، ولأنها جنوبية مندائية اصيلة فهي مترعة في الحنان التي تستمده من طيبة اهل الجنوب وزلال مياه الاهوار، هي شاعرة حلقت في فضاء طويل كطيور الماء في بلدتها الاولى ميسان ،تعود اصول الشاعرة لميعة عباس عمارة الى جنوب العراق حيث انشأ السومريون حضارة معروفة لكنها فتحت عينيها في بغداد حتى صارت التبغدد جزءاً من حياتها تصفه في قصائدها وتدافع عنه بقوة وتذكره في شعرها العامي او الحر فكان انتمائها الى بغداد كبيراً قوياً ، بعد ان اغترب والدها الفنان الصائغ المشهور بعيداً عن العراق وحين سعت اليه كانت النهاية فعاد انتمائها الى العراق اكبر واكثر فصار هو الاب والابن والحبيب ، نظمت الشعر وهي صغيرة وفي اللهجة العامية الشعبية وتفتحت موهبتها الشعرية عام 1944 حيث كتبت اول قصيدة نشرت لها في مجلة السمير عملت مدرسة الى اللغة العربية اصدرت عدة دواوين منها الزاوية الخالية ، وعراقية ، لو أنبأني العراف ،البعد الاخير ، يشاء القدر ان ينتزع هذه الشاعرة الرقيقة من العراق كنخلة اجتثت من ارضها وهي اللصيقة بها حد الوله والعشق الابدي كتبت الشعر العامي الشعبي مستخدمة مفردات عراقية صرفة تحمل عنوان العراق العظيم وبغداد بالذات ، تقول الشاعرة ان الشعر الحر الفصيح وسيلة للتوسع والتواصل مع الشعر والعالم العربي ولكن اجد في لهجتي العراقية الجنوبية ما يقربني من اهلي وناسي وشعبي اني اشعر بعراقيتي تماماً عندما اقول الشعر العامي قالت الشاعرة لميعة عباس عمارة قصائد وابوذيات في الشعرالشعبي منها : -
يول اشلون الك رگبه ولك طول
ولك هيبه التسريني ولك طول
اگل الليل المسامر ولك طول
مثل ليل القطب چلچل علية
وقالت : -
القصيدة اصعب امن معسر ولاده
او عند الشاعر ابعزة اولاده
بلعبه اتحصلت رينو ولاده
وانا المرسيدس انعزت عليه
وفي الزهيري ابدعت وأجادت :-
يسألني وين الصبر گتله يصاحب ذهب
او ظل الحزن صاحبي عن كل صاحب ذهب
من الف صاحب دغش تحضي ابصاحب ذهب
خليه ابگلبك تراهو كل عوض مايله
او لو مال ححملك يعدل بالوفه مايله
الفكر مثل الزرع حلوا الحچي مايله
وقلال اهل الثقافة المثل صاحب ذهب
اما اهازيجها الى المندائية تقول : -
أمبارك دهفة ديمانه
مبارك دهفة ديمانه
وماري يبارك المندي
ويحفظ هذي الديانه
مبارك دفة ديمانه
وعندما ضرب الجسر المعلق وكسر وكانت مولعة به انشدت تقول : -
ضلعي احسه المنكسر موش الجسر
ياجسر المعلگ او يا احلى جسر
يحزام دجلة يلالي حدر الماي ويوچ العصر
يمصافحة صوبين ما مل الرصافة الكرخ من وكت الزغر
ياجسر المعلگ يا احلى جسر
وقالت قصائد طويلة نسبياً وكما يلي : -
عمرك ابد يا ابد متباهي بسيله
وعمري شكثر
چم شهر چم يوم چم ليله
موجه على صدرك نبض نسمه اتشيله
بلياك ياضيعتي والعمر يا ويله
التغريب كله تعب
دير البله محدر
وخلي الليالي تمر
نكته وسهر واشعار
تشرب عيوني الگمر بس الخدود اتغار
من يسكفون السمج واتلالي بيك النار
گلك حلو
خابط وصافي وسخي
مهيوب تتباهى
حگه يتباها الها كثر محبوب
من منبعك للمصب فيت عليك اگلوب
ياما رويت الغزل ياما غسلت اذنوب
ومن قصيدة لها بعنوان يبقى الهوى بغداد :-
عشر الملايين ولالي عوض
فارگتهم بالرغم فرض عليّ انفرض
وما صاحبي بعدهم غير التعب المرض
والدمعتين التنام ابشعري تالي الليل
اگول خلصت ثاري الخلص بس الحيل
ادري جبيرة الارض بس مالي بيها غرض
اتنام النحبهم ترى
ياقلق بسك عاد
بعيد فيّ النخل والغربوك ابعاد
والهل حدود الوفه
ياگلب ما ينراد
دنياك كلها سحر بيها بسماها طير
گطع اخيوط الشرك وتعلم من الغير
ليش المحبة وقف الا على اهل بغداد
باريس حلوة اشكثر ماگول
بس بغداد اتظل دمعة بعيوني
من احچي ...
وتظل ضحكتي من احچي
وتظل طعم الزاد
وبغداد مشية بطر
وي النهر المخوف اسدوده
نومة سطح والتحبة اموسد ك ايده
ريحة اتراب الدرب مرشوش عصرية
سفرت احباب اعله شاطي ودنيه گمرية
وبغداد عمري انگضه والبعد ما ينراد
وعمري اليجي يسوه لو وياك اليّ ميعاد
واخيرا نالت الشاعرة لميعة عباس عمارة شهادة الدكتوراء من احدى الجامعات الالمانية في موضوع عن طعام المندائيين وهي في عمر التسعين تقريباً عمراً طويلاً لبرحية العراق والشعر العامي العراقي .
سعدي جبار مكلف
سيدني استراليا
اواسط مايس 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع