الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حنطوشية / حين هزتني الاريحية

سلمان عبد

2018 / 6 / 25
كتابات ساخرة


حين قرات رواية الأستاذ علاء مشذوب " جمهورية باب الخان " اعادتني الى سنين خلت في بداية الخمسينيات ، وبالضبط حين يتحدث عن " الفسحة " وهي مَعلَم مهم من معالم محلة باب الخان في كربلاء .
حين نكون في شارع العباس ، هناك فرع على اليمين يفضي الى " الفسحة "، وفي مقدمته ، زقاق صغير ثم دكان أبو البريمزات ثم مقهى ، ثم باب خشبية ضخمة هي لسكنى " الهنود " مكتوب على بابه " فيض حسيني قصر سيفى " وهذا الباب موصد ولا يفتح الا بدخول وخروج باص " فورد " خشبي تابع للهنود ، اما دخول السكان فهو من باب صغيرة عملت في " طلاگـة " الباب الكبيرة ، ثم الى جانبه الحلاق " عبد الحسين "الذي عرف بالقصات " المودرن " وكان مشهور جدا في تلك الفترة ، ثم نتوقف عند باب كبيرة وهي لخان كبير أنشئت به أولى مكائن الكهرباء التي تغذي مدينة كربلاء ، اما في هذا الوقت " الخمسينيات " ، فقد ترك وأصبح كمخزن واستعيض عنه بمشروع الكهرباء في حي الحسين .
و صباح كل يوم كان لوري" فورد " ينقل الأغراض كاسلاك او معدات كهربائية من المخزن الى كهرباء حي الحسين وهذا اللوري اشتهر بضوضائه وعرف بصخبه وضجيجه لافتقاره نهائيا لكاتم الصوت " صالنصة " ، وكان سائق هذا اللوري هو زوج خالتي ، وهو رجل صعب المراس ، ومتعجرف ، صرفت خالتي وقتا طويلا لاقناعه بنقلي معه للمدرسة خاصة واننا نسلك نفس الطريق .
كنت انتظر صباح كل يوم امام البلدية في شارع العباس سيارة اللوري لتنقلني الى مدرستي " ثانوية كربلاء " وركوبي هو عبارة عن " تچلوبة " على دكة السيارة وأُمسك بالباب ، ولا يسمح لي بالركوب معه في الصدر ، نجتاز شارع العباس و السراي ونعبر قنطرة " الجدول " ثم يخفف السرعة ولا يتوقف ، وكنت انزل منها بخفة وهي تسير.
ومرة هزتني الاريحية ان " اعزم " زملائي في المدرسة ممن كانوا جيراني من اهل محلة الدخانية / العباسية الشرقية ، فيركبون في " البدي " ، واخبرتهم حين تتوقف السيارة امام البلدية واروم الركوب ساختلق " فيكة " لتاخيرها وانتم تركبون رأسا بالبدي ، وفعلا تباطأت انا في الصعود ، وهم قفزوا للبدي كالقرود ، وحين وصلنا ، ابطأ وصرخ بي :
ــ اگمــز ... اگمــز.... بسرعة .
فقفزت , وذهبت السيارة بزملائي ، الى حي الحسين ، وكانوا يصرخون ولا يسمعهم اضف الى ذلك الطريق الترابي والطسات والبدي " المضعضع " ، ولم يرجعهم كعقاب لهم الا في نهاية الدوام لانهم ركبوا و( استخرطوه ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة