الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوق تركيا وسلطانها -الطيب- : تونسيتنا الحقة من كونية مواطنيتنا

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2018 / 6 / 25
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ما فوق تركيا وسلطانها "الطيب" : تونسيتنا الحقة من كونية مواطنيتنا .

"التتونس" المفرط (شوفينية الانتماء) القائلة بانه يجب أن لا نهتم بأي حدث غير تونسي من قبيل ما دخلنا في ما يحدث في تركيا أو فلسطين أو كينشاسا أو دير الزور أو البصرة أو طهران أو فينيزويلا ...الخ ، هي بالإضافة لكونها ظاهرة جد سلبية وانعزالية فإنها توجه سياسي/ فكري غبي وجد مأزوم نظرا لكون العالم كله مجتمع مترابط ومتفاعل في كل المستويات وبكل المقاييس تحكمه علاقة رئيسية تتمثل في سعي الأقلية الرأسمالية المتنفذة عالميا وأذرعها وخدمها لإدامة احتكار السلطة والنظام العالمي خدمة لمصالحها الطبقية وتركيع نقيضها الطبقي وتحطيم كل أشكال مقاومته .
لذلك من حق "الإخوانجي" التونسي الرسمي المتاسلم أو القاعدي الاسلامي أن يتابع بتوجس محاولة الانقلاب في تركيا وأن يفرح لاحباطها واستغلالها لزج عشرات الآلاف في السجون والمعتقلات خوفا من سيناريو شبيه بانقلاب العسكر في مصر ، ومن حق الاخوانجي أن يفرح ويرقص لفوز اردوغان "السلطان التركي" القومي حد النخاع في الانتخابات الرئاسية ، لانه بكل بساطة يراه مشروعه الخاص في إحياء الإمبراطورية الإسلامية التركية المحطمة للقوميات الاخرى ومنها العربية ، ويعتقد في "السلطان التركي" الطيب حامل لواء نهضة مشروع دولة الخلافة ، وهذا مما لا جدال فيه حق مشروع لكل إخوانجي أكان ذلك عن وعي ومتابعة دقيقة أو سطحية للأمور أو نتيجة ردود فعل غبية وانتماء اعمى أو تأثر سلبي بالدعاية السياسية/الإيديولوجية.
وفي المقابل من حق الفرق الأخرى المقابلة من التونسيين ان تنزعج من نتائج الانتخابات في تركيا وأن ترى في فوز اردوغان بالانتخابات تهديدا للمنطقة ولمسار العلمانية التركية ، ومواصلة لسياسته الإظطهادية ضد الأكراد شعبا وساسة وهضمه لحقوق مختلف الاقليات في تركيا بحجة سيادة "الأتراك العظام" . بالإضافة لتدخله المباشرة في السياسة الداخلية التونسية بمساندته لمشروع حكم الإسلام السياسي الذين يرى فيه المنزعجون من فوز اردوغان تهديدا ونقيضا لمشروعهم "التحديثي الوطني الخاص" . لذلك وللسبب البسيط القائل بان ما يحدث هناك له صدى هنا بالتأكيد والعكس بالعكس نظرا للارتباط الشامل للظواهر في كل أركان المعمورة ، فلكلا الفريقين كل الحق في التعبير عن اهتمامهم ومناصرتهم ورفضهم بكل علنية حشدا للانصار لهذا الفريق أو ذاك .
هذا عن الحق بعيدا عن "التونيسيزم" المفرط ،ولكن لأننا عناصر في منظومة عالمية تقودها علاقات مصالح عالمية مشتركة غصبا وتشقها تناقضات عالمية بالقوة وبالفعل ، مرتبطة ببعضها البعض ومتفاعلة عابرة الأطر التقليدية الضيقة للقوميات والإثنيات وغصبا عنها ، فإننا نجدنا مواطنين كونيين "عالميين" بواجبات إنسانية كونية تلزمنا (-لنكون متصالحين مع ذواتنا وإنسانيتنا في رحلة بحثنا لإنهاء اغترابنا بل تغريبنا قسرا عنها- ) بالتظامن المطلق مع أبناء جلدتنا الذين تتوحد مصالحنا معهم في رفض الطغيان و الاستغلال والحيف السياسي والاجتماعي والأزدراء القومي . انسانيتنا تلك تجبرنا على مساندة الاكراد في نضالمهم ضد الطغيان التركي بسلطانه "الطيب" أو بعلمانيته العسكرية ، من أجل وطنهم القومي المستقل ، وأن نعارض اردوغان المفعم بالعزة القومية التركية من أجل ذلك مثلما وبنفس القدر الذي نطالب فيه بالدولة الوطنية الفلسطينية وعاصمتها القدس ونناضل ضد الكيان الصهيوني الغاصب مهما كان رئيس عصابته الفائز في انتخاباتهم على الطريقة التركية ، واجبنا الكوني يلزمنا أن نساند حق سوريا في استرجاع ارضها المستعمرة من "السلطنة التركية " "لواء الاسكندرون" مثلما وبنفس القدر الذي نطالب فيه عودة "الجولان السوري" المغتصب صهيونيا .
وواجبنا الإنساني حتما بوصفنا مواطنين كونيين أن نعارض بل أن نوحد نضالاتنا ضد نظام السلطان القمعي الجائر ومن أجل رفع المظالم عن المسلوبة حريتهم قهرا من قبل بوليس "السلطان" الطيب وزبانيته وقضائه ، مثلما وبنفس القدر الذي نناضل به ضد القهر والظلم ودولة البوليس وتسييس القضاء هنا في تونس أو هناك في مصر أو غوانتانامو وضد قهر الشرطة "المعسكرة" الممنهج للناس في أمريكا . لذلك ولهذا كله ومهما كانت حقوقنا كرعايا في دولة السلطان في أن نفرح بفوزه أو أن نكتإب فإن واجبنا المطلق في كل الأحوال أن نكون مع ذواتنا (التي نجدها في انفسنا وفي الآخرين المشابهين لنا في الهم والحلم وباختصار في مصالحنا أن يكون العالم افضل لنا وبنا ) وإنسانيتنا فقط بأن نعمل على خلخلة نظامهم واسقاط عمائم سلطناتهم الملوكية منها والجمهورية اينما كانوا وكيفما كانوا وأن نساعدهم قدر الإمكان على دك أركان حكمهم ونظامهم العالمي الموبوء الذي ينتج فقرا والما وموتا يساوي أو يفوق حجم الارباح (الاموال) التي تتراكم في الجانب الآخر من الإنسانية هناك حيث يلتقي "السلطان " مع سيدهم لمتابعة حساباتهم البنكية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة