الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا فرج فوده، ها هو الإسلام يخرج مدحوراً من المونديال

سائس ابراهيم
باحث في الأديان

(Saiss Brahim)

2018 / 7 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فرج فوده، يا فرج فوده
ها هو الإسلام يخرج مدحوراً من المونديال


أبدأ مقالي بنقل جزء من مقال (فرج فوده)، المفكر المغتال من طرف الظلاميين، عن الخلط بين الرياضة والدين "أعني الإسلام خصوصاً".
كتب مفكرنا الحر : " ... كنت جالساً أمام التلفزيون، أمني نفسي بليلة طيبة أشاهد فيها تنافساً رياضياً ممتعاً على نهائي كأس إفريقيا لبطولة أندية كرة السلة بين الإتحاد الإسكندري "نسبة إلى مدينة الأسكندرية" ممثلاً لمصر، ونادٍ آخر يمثل أنجولا، وفجأة رأيت (شيئاً) يجري بين اللاعبين، لا علاقة له بزيهم أو مظهرهم، وَفَرَكْتُ عَيْنَيَّ لِكَيْ أَتَحَقَّقَ مِمَّا أَرَى. كَانَ "مَدْحَتْ وَرْدَة" كَابْتَنْ الْفَرِيقِ الْمِصْرِيِّ قَدْ أَطْلَقَ لحيته، وكحَّل عينيه، ولبس لباساً طويلاً لا علاقة له بالشورت لأنه أطول، ولا بالبنطلون لأنه أقصر، وأدركت من مظهرو وتعليقات المذيع أن الإسلام مقحم في الموضوع بلا مقتضى، وأن هناك من أَوْهَمَ مدحت بأن فخذه عورة، وأن واجبه أن يحمي الجمهور من (الفتنة)، وبعد وقتين إضافيين، انتصر الإتحاد، ولم تدم سعادتي أكثر من لحظات قصار أفسدها مدحت بعد ذلك حين تقدم لاستلام الكأس، فرفض رفعه إلى أعلى، ورفع المصحف بديلاً عنه، بينما المذيع يصرخ : لا إلاه إلا اللاه، اللاه أكبر. ، وهكذا تحولت ساحة الرياضة إلى ساحة تعصب مقيت، وانتظرتُ في صحف الأيام التالية أن أجد لَوْماً أو اعتراضاً، فإذا بها جميعاً تتجاهل أو تؤيد"... تصرف "مَدْحَتْ وَرْدَة" مع كل حسن النوايا، يحمل خلطاُ غير مقصود، ويوحي بمعنى غير صحيح، مضمونه أن انتصار الإتحاد الإسكندري، انتصار للإسلام، وهو معنى لو سلمنا به، لوجب علينا أن نسلم في المقابل بأن هزيمة الإتحاد الإسكندري هزيمة للإسلام... بل علينا أن نطرح تساؤلاً آخر... ماذا لو فاز الأنجوليون، ورفع رئيس فريقهم الكتاب المقدس بدلاً من الكأس ؟...". ه
كتاب : "نكون أو لا نكون"، لفرج فوده، دار النشر تانسيفت 1992، الدار البيضاء. ص : 7 وَ 12. ه

قضية خلط الدين بانتصارات الرياضة وعلى الأخص كرة القدم : ه
منذ بضعة أسابيع انطلقت أصوات مذيعين ورجال دين وأفراد على صفحات التواصل الإجتماعي لِتُرَوِّجَ بأن فوز اللاعب المصري محمد صلاح بأفضل لاعب في الدوري الإنكليزي ووصوله بفريقه، ليفربول، إلى نهائي دوري أبطال أوروبا هو انتصار ونشر للإسلام في القارة الأوروبية، فبيان شيخ الأزهر يقول مثلاً : " ... في الوقت الذي يتم فيه تناول الإسلام بطريقة سيئة في الصحف البريطانية، كان يتغنى مشجعو نادي ليفربول بالإسلام من خلال أناشيد تعبر عن انتصار الدين متمثلا في هذا اللاعب" : الروابط : ه
http://sport.aljazeera.net/football/2018/4/28/
وفي صحيفة "الكابتن" نرى هذا العنوان العريض : " إنجليزي يعتنق الإسلام ويكتب الشهادة بفضل أهداف محمد صلاح" : الرابط : ه
http://www.elcaptain.org/25216
وقبل ذلك بعدة أعوام أطلق كثيرون على منتخب مصر اسم "منتخب الساجدين"، بعد انتصاراته في كأس الأمم الإفريقية، لإيهام الناس أن الإنتصارات جاءت بفضل السجود لا بفضل إجادة اللعبة : الروابط : ه
http://www.masrawy.com/Sports/Sports_News/details/2017/1/12/1012707/
وفي الموقع الإلكتروني "البوابة"، نقرأ : "... ويتسلح لاعبو الفراعنة بالصيام اليوم، وفاجأ كوبر (المدرب الأجنبي) اللاعبين وتضامن معهم وأعلن صيامه، لتشجيع اللاعبين ورفع الحالة المعنوية لهم، وكانت مفاجأة كبيرة للاعبين، خاصة أن معظم المدربين الأجانب يرفضون من الأساس مبدأ صيام اللاعبين أثناء المباريات" : الرابط : ه
http://www.albawabhnews.com/2691276
وهكذا يعتقد ملايين المغيبة عقولهم أن سبب خسارة المنتخب المصري هي عدم التزام "صلاح" بالصيام في نهائي دوري أبطال أوروبا، فعاقبه الله بالإصابة التي أدت إلى الخسارة أمام ريال مدريد ثم بعد ذلك في كأس العالم. ه
ملاحظة : إذا كتبتَ في محرك البحث غوغل، عبارة " التزام صلاح بالصيام في نهائي دوري أبطال أوروبا"، ستحصل على 15400 نتيجة، فأي هوس هذا ؟... أي هوس ؟ ... وأي هوس ؟ ه

ورغم هزيمة الذل والعار التي حصدها فريق مملكة الشر الوهابية في افتتاح المونديال إذ شُطِّبَ بِـ 5 أهداف لصفر، إلا أنهم بعد انتصارهم بهدفين لواحد ضد "الإخوة المصريين العرب والمسلمين ؟؟؟"، هاج الجمهور والمسؤولين والصحافيين البدو، وتجلت العنترية الوهابية في أجلى صورها في الصفحة الرئيسية لصحيفة "عكاظ" الناطقة بإسم النظام الحاكم بمقال تحت عنوان "كبسناهم : يقصدون الفريق المصري" مع صورة لعدد من لاعبي المنتخب السعودي وهم يسجدون على الأرض، ووضعت صورة للاعب المصري محمد صلاح وبجانبه النتيجة وإناء طبخ". وحالهم كما يقول الشاعر عِمْرَانُ بْنُ حِطَّان : ه
أسدٌ عَلَيَّ وفي الحروب نعامة = رَبْدَاءَ تَجْفِلُ من صَفِيرِ الصَّافِرِ
أُسُودٌ "من خشب طبعاً" على مصر ونعامات "حقيقية" في مواجهة روسيا، الروابط : ه
https://arabic.sputniknews.com/sport/201806261033345488
https://www.watanserb.com/2018/06/26/
انشغل العالم أجمع بالحدث الكروي في 2014 "مونديال البرازيل" واهتم المسلمون بمزايدات فارغة وقصص كاذبة عن عدد معتنقي الإسلام إبان ذلك المونديال، ويكفي أن يكتب المرء جملة "عدد معتنقي الإسلام في المونديال" ليجد نفسه أمام عدد لا يحصى من المواقع التي تفننت في الكذب والإختلاق. ه
"ارتفاع عدد معتنقي الإسلام إلى 14 في المونديال" على الرابط التالي : ه
https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/07/10/565185.html
"ارتفاع عدد معتنقي الإسلام بين مشجعي البرازيل إلى 19"، على الرابط التالي : ه
http://www.alyaoum24.com/178400.html
إذا تكلمنا كما يتكلم الظلاميون، سنقول أن الإسلام الكروي الشيعي خرج متفوقاً وبكثير على الإسلام الكروي السني، وأن أيران الشيعية خرجت رافعة الرأس، بينما خرجت مملكة الشر الوهابية السنية ذليلة، وإذا أضفنا الشيعي على السني نرى الإثنين قد انهارا أمام الدول المسيحية، فما قول الأزهر في هذا ؟ ه
أختم مقالي هذا بعبارة لأحد الظرفاء الذي عَلَّقَ في الفايسبوك : ه
"كنتم خير أمة أُخْرِجَتْ من المونديال". ه
كلمة أخيرة : ه
أمام السكوت المريب للحكام وقادة الأحزاب السياسية فيما يسمى "بلدان العالم العربي الإسلامي" بعد هذه الهزائم المخزية، دعونا ِنُغَنِّي جميعاً مع الشيخ إمام في قصيدة أحمد فؤاد نجم الشهيرة "عاد التلامذة يا عم حمزة للجد ثاني : ه
لَا كُورَة نَفْعَتْ... ه
وَلَا أَوَنْطَة... ه
وَلَا الْمُنَاقْشَة... ه
وَجَدَلْ بِيزَنْطَة... ه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل