الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‫الرجل و المرأة... وأزمة اضطراب الهوية!

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2018 / 7 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


‫الرجل و المرأة... وأزمة اضطراب الهوية!

كتب: د/ محمود محمد سيد عبد الله (أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المساعد بكلية التربية - جامعة أسيوط)

حتى لا يسيء أحد فهم مقالي هذا، أود أن أنوه في البداية إلى أني لا أقصد إطلاقا أية إهانة أو استخفاف بالجنس الآخر، ولكني قصدت التفريق بين الرجولة كقيمة و الأنوثة كطبيعة...فكم من رجال في زماننا يحاولون ارتداء ثوب الرجولة و هم بعيدون كل البعد عن قيم و أصول الرجولة...فالرجل الحق هو الشخص الصادق عفيف اللسان...هو الذي تأتمنه على سرك دون خوف أو ريبة...هو الجريء المقدام الذي يواجه ولا يتستر وراء الحوائط مثل النساء كي يقول ما إن تجرأ وقاله وجها لوجه لربما دفع أغلى ما يملك ثمنا لذلك...قد ينزوي الرجل في بيته و يعتزل الناس ليتأمل أحواله و يبكي على خطيئته على عكس بعض النساء اللائي يعتزلن الناس - لا ليقرن في بيوتهن و يطعن الله - ولكن ليدبرن المكائد و الشرور و يتتبعن أخبار الخلق و يعملن أجهزة التنصت و التتبع و المراقبة من بعد كي يخرجن من غمار حياة زوجية تعيسة بائسة ليفسدن حياة غيرهن من النساء...الرجل هو صاحب الأسلوب الراقي المهذب اللين أحيانا (الذي يخطئ بعض المرضى الحاقدين المعقدين المعتوهين في تفسيره على أنه نوع من الضعف و التشبه بالنساء)...مع أنه فات هؤلاء أن اللين و الحياء و الهدوء من شيم الأنبياء و الصالحين...ألم يخاطب رب العزة سبحانه و تعالى مصطفاه و نبيه محمد صلى الله عليه و سلم قائلا: "و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"؟ ألم يوصف الرسول محمد صلى الله عليه و سلم بأنه كان "يستحي كما تستحي البكر"؟ ألم يكن المسيح عيسى عليه السلام رجلا هادئ الطبع رقيق المشاعر؟ ألم يكن سيدنا عثمان بن عفان رجلا تستحي منه الملائكة؟ ...إلى آخره من تلك الأمثلة! الرجل عندي هو ذلك الشخص الذي يتبنى فلسفة معينة أو رأيا ما لا يغيره مهما مر الزمن و تغيرت الأحوال! هو الذي لا يغير مبادئه مثلما يغير ثيابه و يضع نفسه أمام الناس في زمرة تصنيف إلى "فلان ما قبل..." و "فلان ما بعد..."...هو الذي لا يركب الموجه ناسيا (أو متناسيا) تصريحاته و آراؤه المغايرة في الماضي القريب مستغلا ضعف الذاكرة لدى الكثير من الناس ... الرجل الحق هو الذي يصنع الجميل أو المعروف لوجه الله سبحانه دون من أو أذى ولا يتعمد إذلال من أحسن إليهم باستمرار و تنغيص حياتهم بتذكيرهم بما فعل لهم في الماضي...هذا العمل هو بالطبع حريمي ١٠٠% ولا يليق إلا بالأطفال الصغار...الرجل الحق هو الذي لا يجد حرجا في أن يعترف بخطأه دون أن يجادل و يراوغ و يصول و يجول! هو الذي تحس برجولته و قوة شخصيته لا من نبرته الحادة العالية و نحنحته الفارغة من أي مضمون...ولكن من أفعاله وتصرفاته التي تتحدث عن نفسها...الرجل الحق إن علم عيبا أو نقصا في أحد لا يزيد الطين بله بأن يلعب بصورة مرضية دنيئة على أوتار هذا العيب (مثل الطفل الساذج) مصرا على جرح صديقه و إخراجه عن شعوره حتى يحدث ما لا يحمد عقباه و تكون النهاية الأليمة! خلاصة القول أن الرجولة ثوب غال لا ترتديه إن لم تكن كفؤا له ولا تتفوه بقول قد يفتح النار عليك و يجلب لك المصائب و الشرور من حيث لا تدري ...ولا تكن سفيها مغرورا برجولتك التي لا يربطك بها إلا شارب! رحم الله امرئ عرف قدر نفسه و مسك عليه لسانه!‬








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب