الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى مُتلف الرّوح مع التحيّة

يسرى الجبوري

2018 / 7 / 8
الادب والفن


أ تدري....
مُنذُ متى وأنا مُتعبة ؟!
مُذ تغيّرتَ أنت
بـ الطَّبعِ ليّسَ اليوم
وإنما....
مُنذُ أنْ ضاقَ صدرُكَ
بـ رأسِ مشاعري الرَّقيقة
مُذْ طغى الجليدُ على دفءِ اللِّقاءات
مُذ أصبَحت كلماتكَ الأنيقة
باهتةَ اللّون
وتحوَّلَ الوَرديُّ منها
الى قتامةٍ خانقةٍ
كـ ليلِ المظلومين في
غياهبِ السُّجون
مُنذُ ومُنذُ ومُنذُ ،
ومثلهُ كثيييير
لا تُناقِض ذاتك
لا تُراوِغ ....
ترومُ تبريراً
تلكَ يامُتلفي هيَ الحَقيقة

اتسائل تُرى....
ما الذّي أفسدَ علينا صرحَ الهَناء
الذّي بنيّناهُ نبضةً نبضة !
ما الذّي جعلك ياسيّد الأمنيات
تُقلعُ عن تحقيق أمنيتي
التي تكمن في تحققها ديمومة الحياة
انا ياانا ....
لمْ أقترِف شيئاً
أستحقُّ عليهِ عقوبةَ الهَجرِ
غيرَ أنّي عَبَّدْتُ طريق حُـبَّنا
بـ زهور الوفاء
وغرستُ على جانبيهِ
صلواتٌ ودعاء
لمْ أقترِف شيئاً سوى
إنّي إشتريتُ وصلكَ بـ أدمُعي
ونَزفَ إحساسي
لكنّك ياغاية الرُّوح
أرخَصتني....
دونما اكتراث
عَمدتَ على اجتثاثِ آخرِ
زهرةٍ تَفتحتْ فِيَّ
وكأنّي غريبة

بل كأنّي تلكَ الغريبةُ
التّي لمْ تُقاسِمكَ خُبزُ الشُّعورِ يوماً
ولمْ تَنهل ماءَ الألفةِ العَذبِ
من سلسبيلِكَ اللازوَرديّ

ارجوك....
أرجوك عَرِّج على ما تبقّى منّي
وحرّرني او أجهِز عليّ
فـ إنّي ما زِلتُ مصلوبةً هُناك
حيثُ آخرُ همسةٍ مِنك
وآخرُ إلتِفاتَةُ قلبٍ منّي
حيثُ تسايَلت
دماءُ الكلمات من ايدينا
حيثُ دمعي الأسوَد
الذّي ما فتِئَ منسكبا من ليّلتها
حيثُ صرخةُ حظِّكَ العاثِر
وتَمتماتُ قلبي المُنطفئ
بـ دهشة الصدمة
خَذَلتَني
أبكيّتَني
هَجرتَني
اوجعتَني جداً
وتركتَني أكابِدُ حربَ الإشتياقِ وحيدة

وحيدةً....
لا شئَ مِنكَ يسنِدُني
فـ عيناكَ عنّي بعيدةٌ بعيدةٌ بعيدة
لا شئَ يُسعِفُ نَزفَ اورِدَتي
لا حرفٌ دون عينيكَ
ولا قصيدة
انجو بها مِنكَ إليك

فـ قمّةُ الخِذلان
إنّي أبيتُ أغسلُ أوجاعكَ
بـ طهرِ مناجاتي لـ ربّي
فـ تُفاجئُني
شاهراً سيّفَ البعد
بـ وجهي
كـ نوعٍ من المكافأةِ
على نهايةِ الحُبّ

قمّةُ الخِذلان
إننّي كُلّما حاولتُ الحَديث
تَتَعثَّر الحَنجرةُ بـ اسمِكْ
فـ يَسقطُ صوتي مغشياً عليه

قمّةُ الخِذلان
إنّي أموتُ شوقاً في اليوم
ألفَ ألفَ مرّةٍ
دونَ أنْ تُنجدني يدُ وصالك

فـ الحُبُّ كـ المَوت
مُنذُ أن اصطادَني لـ الوهلةِ الأولى
وأنا تنتابني سَكراتهُ
المُريبة
وحتى اليوم
سريعةٌ تكونُ تارةً كـ موتِ الفَجأة
وبطيئةٌ تارةً أخرى
كـ تفَّشِي درجاتِ العافيّةِ
في جسدِ مريضٍ تماثَل لـ الشّفاء

فـ متى أموت ؟
أرجوك....
أجهِز عليَّ بـ لا صُدود
بـ لا برود
بـ لا ردودٍ صامتةٍ
وبـ لا قيود
فـ كم أحِبُّ المَوتَ على يديّك
لـ يكونَ آخرَ عهديَ بـ الدُّنيا
نظرةٌ جميلةٌ من عيّنيك
لـ يكونَ موتيَ جميلاً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصدمة علي وجوه الجميع.. حضور فني لافت في جنازة الفنان صلاح


.. السقا وحلمى ومنى زكي أول الحضور لجنازة الفنان الراحل صلاح ال




.. من مسقط رأس الفنان الراحل صلاح السعدني .. هنا كان بيجي مخصوص


.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..




.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما