الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجموعات المستدامة من خلال التعاون

محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي

2018 / 7 / 8
المجتمع المدني


احتفل العالم في 7/7/2018 باليوم العالمي للتعاونيات، تحت شعار (ٍSustainable Societies through Cooperation) "المجموعات المستدامة من خلا التعاون"، وأطلق الحلف التعاوني الدولي (ILO) رسالته الي العالم حاثا الحكومات ومنظمات المجتمع المدني وكل المهتمين الي الانتباه الي التعاونيات ودورها الكبير المؤثر والفعال في المجتمع ، خاصة المجموعات المهمشة من الشباب والنساء والعمال والحرفيين.
التعاون والتعاونيات.. خلفية تاريخية
يعتبر التعاون أحد الظواهر الإجتماعية الهامة في حياة الإنسان، وكظاهرة إجتماعية لا يستطيع أحد أن ينكر بطبيعة الحال أن مفهم أو مدلول التعاون يمكن أن يتسع ليشمل العديد من أنماط النشاط الجماعي الذي يمارسه الفرد. (محمد عبد الودود خليل 1980 ص 3). ويقترن استعمال لفظ التعاون منذ قديم الازل بتبادل العون والمساعده بين فرد وآخر او جماعه واخري او افراد وجماعات، جاء في قواميس اللغه تعاون القوم تعني اعان بعضهم بعضا، وبالانجليزيه التعاون (Co-operation) اصطلاح مشتق من الفعل اللاتيني (cum-operaria ) ومعناه العمل سويا، وفي اللغه الفرنسيه (cooperation) وبالروسيه كلمه التعاون تعني المشاركه او الاتحاد او الترابط. وتعتبر ممارسة عملية تبادل العون والمساعده من اجل العيش من انواع النشاط التي ترجع الي العصور القديمه. والتعاون عبارة نظام اقتصادي تتضافر فيه الموارد الماليه والجهود الشخصيه لمجموعات افراد المجتمع تربط بين كل مجموعه منها الرغبه المشتركه لتحقيق مصالح افرادها الماليه والاجتماعيه وتنميه المجتمع بصه عامه معتمده علي الديمقراطيه والاداره العلميه (حسن محمد كمال 1978 ص5). والنظام التعاوني نظام اقتصادي اجتماعي، وحدة العمل فيه تسمي الجمعية التعاوني، ومجموع هذه التعاونيات علي مختلف انواعها فل البلد الواحد يشكل الحركة التعاونية بما يحتويه من أعضاء وأموال ووظائف ومشروعات وبرامج مختلفة ومتنوعة بتنوع التعاونيات المكونة للحركة التعاونية. (أحمد زكي الإمام 1984 ص4) أبوالخير، يعرف التعاون بأنه "نظام اقتصادي اجتماعي يعتمد في جوهره علي فكر نظري وعلي واقع تنفيذي ، وهو من اجل ذلك نظام وخلق ووحده العمل فيه الجمعيه التعاونيه التي تتكون من افراد بوصفهم منتجين او مستهلكين يسهمون في راسمالهم وينفذون عن طريقهم مشروعا قتصاديا او اجتماعيا في حدود القوانيين العامه ويتعاونون مع هذا المشروع ويديرونه عن طريق اسلوبهم الفردي في الانتاج والتوزيع والخدمات الي اسلوب جديد في اطار العمل المشترك وذلك بالسير علي مبادئ التعاون وتقاليده ونظمه الثابته المتطوره" (كمال حمدي ابو الخير1969 ص23). ويري يحي بكور إن التعاون هو تجميع القوي الاقتصاديه الفرديه لتحقيق مجهود مشترك يهدف الي الوصول الي نتائج تسعي اليها مجموع هذه القوي الفرديه طبقا لاساليب ووسلئل واسس ومبادئ وقيم التعاون، و بعيدا عن روح الاستغلال (يحي بكور 1982 ص27). فالتعاون "هو ترابط مجموعه من الافراد علي اساس من الحقوق والالتزامات المتساويه لمواجهة ما قد يعترضهم من المشاكل الاقتصاديه والاجتماعيه او السياسيه او القانونيه ذات الارتباط الوثيق والمباشر بمستوي معيشتهم الاقتصاديه سواء منتجين او مستهلكين "(المبادئ التعاونية، بي ي ويرمان، 1983، ص5)
الجمعية التعاونية: التعاونية جمعية مستقلة لأشخاص يجتمعون بصورة طوعية لتحقيق حاجاتهم وطموحاتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المشتركة من خلال مشروع يمتلكونه امتلاكا مشتركا ويديرونه إدارة ديمقراطية.
A co-operative is an autonomous association of persons united voluntarily to meet their common economic, social, and cultural needs and aspirations through a jointly-owned and democratically-controlled enterprise.
جاء في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي {إن التعاونيات عبارة عن مجموعات أولية تضم مجموعة من الأشخاص لإدارة مصالحهم الاقتصادية بصورة جماعية وعلي الأسس التعاونية الديمقراطية لكل عضو صوت واحد بغض النظر عن ما يملكه من رأسمال في التعاونية أي "رجل واحد صوت واحد" }. والتعاونيات تسعي لتحقيق أهدافها الأجتماعية والأقتصادية في ثوب إنساني بسائل إقتصادية بإستغلال الأرباح لمصلحة الأعضاء وغير الأعضاء، ويعتبر التأسيس المدني والديمقراطي الشرط الاساسي للعمل التعاوني السليم لأنه يجنبنا فرض القيادات الحزبية والطائفية والقبلية والعشائرية على التعاونيات وبالتالي ضمان الكفاءة الإدارية ونجاحها.
الهوية التعاونية: تظهر في مقومات ومكونات الحركة التعاونية ومبادئها المشكلة والمجسدة للصبغة والصفة التعاونية المميزة للعمل التعاوني المنظم و المتمثلة في: الشعار التعاوني القِيَم التعاونية المبادئ التعاونية (مبادئ الحلف التعاوني الدولي)، المبادئ العامة للإدارة التعاونية، الديمقراطية التعاونية، البنيان التعاوني الشعبي، والعلاقة بين الدولة والحركة التعاونية (الإستقلالية). التعاونيين يجمعون علي ان الهوية التعاونية التي اصدرها الحلف التعاوني الدولي في مؤتمره الذي عقد بمدينة مانشستر في 1995، تركز وتشدد علي وجوب الالتزام الصريح من قبل التعاونيات علي مختلف انواعها ومستوياتها، بروح التعاون وقيمه ومبادئه وأسسه التي أقرها الحلف. (كمال حمدي أبو الخير 2006 ص 121،122 )
القيم التعاونية Coop -Values http://www.ica.coop) ( :
Co-operatives are based on the values of self-help, self-responsibility, democracy, equality, equity, and solidarity. In the tradition of their founders, co-operative members believe in the ethical values of honesty, openness, social responsibility and caring for others.
تتمثل قيم التعاون في الاعتماد علي النفس والمساعدة الذاتية، والمسئولية الذاتية، والديمقراطية، والمساواة، والعدل، والتضامن، وحسب تراث المؤسسين فإن القيم الأخلاقية التي يؤمن بها أعضاء التعاونيات هي قيم الأمانة والصدق، والصراحة، والمسئولية الاجتماعية، ورعاية الآخرين والاهتمام بهم. وتتعلق القيم التعاونية بقيم المساعدة الذاتية والاعتماد علي النفس، المسؤولية الذاتية، الديمقراطية، العدالة والمساواة والتضامن.
المبادئ التعاونية (Principles ) http://www.ica.coop : تم استخلاصها من النظام الأساسي وقواعد العمل التي وضعها رواد روتشيديل عام 1843م، ومن التطبيقات العملية لهذه الأسس بعد قيام جمعيتهم، وقد تناول العديد من الكتاب والمهتمين بالحركة التعاونية المبادئ التعاونية بالدراسة والتحليل من خلال الصياغة الأولي للنظام الأساسي لرواد روتشيديل، محتفظين ومؤكدين علي جوهر وروح تجربة رواد روتشيديل والحفاظ علي الهوية التعاونية في التفاصيل المتعلقة بالتطبيق لهذه المبادئ. (العتيبي 1989 ص2) تمثّل المباديء التعاونية الموجّهات التي تطبّق التعاونيات عبرها قيمَها، وهي سبعة مبادئ اعتمدها الحلف التعاوني الدولي في العام 1995 المبادئ التالية:
1. Voluntary and Open Membership: Co-operatives are voluntary organisations, open to all persons able to use their services and willing to accept the responsibilities of membership, without gender, social, racial, political´-or-religious discrimination.
1- العضوية الطوعية والمفتوحة: التعاونيات منظمات طوعية مفتوحة لكل الأشخاص القادرين على الاستفادة من خدماتها والمستعدين لقبول مسئوليات العضوية وذلك من غير تفرقة جنسية أو اجتماعية أو عنصرية أو سياسية أو دينية، محايدة ومفتوحة لكل الأشخاص دون تميز جنسي أو اجتماعي أو عرقي أو سياسي أو ديني.
2. Democratic Member Control: Co-operatives are democratic organisations controlled by their members, who actively participate in setting their policies and making decisions. Men and women serving as elected representatives are accountable to the membership. In primary co-operatives members have equal voting rights (one member, one vote) and co-operatives at other levels are also organised in a democratic manner.
2- الإدارة الديمقراطية للأعضاء: التعاونيات منظمات ديمقراطية يديرها أعضاؤها الذين يشاركون مشاركة فعّالة في وضع سياساتها واتخاذ قراراتها. الممثلون المنتخبون من الرجال والنساء مسؤولون أمام الأعضاء. ويتمتع الأعضاء بحقوق تصويت متساوية في التعاونيات الأولية (عضو واحد، صوت واحد)، والتعاونيات في المستويات الأخرى تتم إدارتها أيضا بأسلوب ديمقراطي.
3. Member Economic Participation: Members contribute equitably to, and democratically control, the capital of their co-operative. At least part of that capital is usually the common property of the co-operative. Members usually receive-limit-ed compensation, if any, on capital subscribed as a condition of membership. Members allocate surpluses for any´-or-all of the following purposes: developing their co-operative, possibly by setting up reserves, part of which at least would be indivisible- benefiting members in proportion to their transactions with the co-operative- and supporting other activities approved by the membership.
3- المشاركة الاقتصادية للأعضاء: يساهم الأعضاء في رأس مال التعاونية مساهمة عادلة ويقومون بإدارته إدارة ديمقراطية. يكون جزء من رأس المال هذا عادة مملوكا ملكية مشتركة للتعاونية. يتلقّى الأعضاء عادة مكآفات محدودة إن تلقوها أصلا على رأس المال الذي تتم المساهمة به كشرط للعضوية. يقوم الأعضاء بتخصيص فوائض لأي من هذه الأغراض أو بعضها: تطوير التعاونية وربما يكون ذلك بتخصيص احتياطي، يكون جزء منه على الأقل غير قابل للتوزيع؛ استفادة الأعضاء استفادة متناسبة مع تعاملاتهم مع التعاونية ودعم أي نشاطات يوافق عليها الأعضاء.
4. Autonomy and Independence: Co-operatives are autonomous, self-help organisations controlled by their members. If they enter into agreements with other organisations, including governments,´-or-raise capital from external sources, they do so on terms that ensure democratic control by their members and maintain their co-operative autonomy.
4- الاستقلال: التعاونيات منظمات مساعدة ذاتية مستقلة تخضع لإدارة أعضائها. وفي حالة دخول التعاونيات في اتفاقيات مع منظمات أخرى، بما في ذلك الحكومات، أو التماس رأس المال من مصادر خارجية، فإنها تقوم بذلك بناء على شروط تضمن التحكّم الديمقراطي لأعضائها وتحافظ على استقلالها التعاوني.
5. Education, Training and Information: Co-operatives provide education and training for their members, elected representatives, managers, and employees so they can contribute effectively to the development of their co-operatives. They inform the general public - particularly young people and opinion leaders - about the nature and benefits of co-operation.
5- توفير التعليم والتدريب والمعلومات: تقوم التعاونيات بتوفير التعليم والتدريب لأعضائها وممثليها المنتخبين ومديريها وموظفيها حتى يساهموا بفعالية في تطوير تعا ونياتهم. وتقوم التعاونيات بتوصيل المعلومات لعامة المواطنين – خاصة الشباب وقادة الرأي – عن طبيعة التعاون وفوائده.
6.Co-operation among Co-operatives: Co-operatives serve their members most effectively and strengthen the co-operative movement by working together through local, national, regional and international structures.
6- التعاون بين التعاونيات: تقدّم التعاونيات خدمات في غاية الفعالية لأعضائها وتعزّز الحركة التعاونية بالعمل المشترك من خلال بنيات محلية ووطنية وإقليمية وعالمية.
7. Concern for Community: Co-operatives work for the sustainable development of their communities through policies approved by their members.
7- الاهتمام بالمجتمع: تعمل التعاونيات على التنمية المستدامة لمجتمعاتها بسياسات يوافق عليها أعضاؤها.
عالمية الحركة التعاونية وقوتها واستدامتها
تشير التوصية الصادرة عن منظمة العمل الدولية عن تعزيز التعاونيات في ظل تغير البيئة التي تعمل فيها على المستوى الوطني والدولي، فالتعاونيات في النهاية هي جزء من المجتمع الذي نعيش فيه، تؤثر وتتأثر، وتختلف قدرتها على التأثير أو التأثر اعتمادا على العديد من الاعتبارات كالمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. (التوصية رقم 193توصية بشأن تعزيز التعاونيات مؤتمر العمل الدولي 2002 ). ويسعى العمل التعاوني ليكون نظاما اجتماعيا واقتصاديا لتحسين مستوى المعيشة والخدمة المستهدفة للأفراد، من خلال تقديم الخدمات المتنوعة بيسر، والقضاء على الاستغلال الاحتكار، ومحاربة الغش والتلاعب، والإسهام في التنمية المستدامة وإبعاد الوسطاء، وتحسين شروط العمل، تأمين الخدمات، وتنمية القيم والأخلاق الفاضلة بين افراد المجتمع وتوجيه جهود أعضائه وفق اهتماماتهم ومصالحهم. ان التأسيس الجيد للتعاونيات هو الخطوة الاساسية لنجاح التعاونيات، (مكتب التعاون المغرب، الرباط 2014). ولقد كان للتعاونيات دورا متميزا في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية من خلال نشاطها في توفير الخدمات وتحقيق البعد الاجتماعي وإحداث التوازن في الأسواق وفتح مجالات جديدة للعمل لمواجهة الجمود والركود في المنشآت الصناعية الذي سوف تسببه الأزمة الاقتصادية العالمية . (التوصية رقم 193 مؤتمر العمل الدولي 2002 ) لقد ادركت الامم المتحدة منذ نشأتها في 1945 أهمية ودور المساهمة المهمة التى تقدمها التعاونيات بجميع أشكالها والتى يمكن أن تقدمها فى متابعة مؤتمر القمة العالمى للتنمية الاجتماعية والمؤتمر العالمى المعنى بالمرأة، ومؤتمر الامم المتحدة الثانى للمستوطنات البشرية (الموئل الثانى)، بما فيها استعراضاتها الخمسي، ومؤتمر القمة العالمى للاغذية، والجمعية العالمية الثانية للشيخوخة والمؤتمر الدولى لتمويل التنمية ومؤتمر القمة العالمى للتنمية المستدامة ومؤتمر القمة العالمى لعام 2005 حتي الأحتفالية العالمية في 2012 بالسنة الدولية للتعاونيات، تحت شعار "التعاونيات من أجل بناء عالم أفضل". (خطاب مدير الحلف التعاوني الدولي 2011). وعبر تاريخها الطويل منذ 1843 الي الآن أثبتت التعاونيات، بمختلف أشكالها وانواعها، قدرتها الفائقة والفاعلة في تعزيز مشاركة كافة الناس، في مختلف البيئات والثقافات، بمن فيهم النساء والشباب والمسنون والأيتام والاشخاص ذوو الاعاقة، على أتم وجه ممكن في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأصبحت عاملا رئيسيا من عوامل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والإسهام فى القضاء على الفقر. لذلك أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها 136/64 سنة 2012 بوصفها السنة الدولية للتعاونيات، مسلطة الضوء على مساهمات التعاونيات في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والقضاء على الفقر وتوفير فرص العمالة الكاملة والمنتجة وتعزيز الاندماج الاجتماعي. فالحقائق العلمية والوقائع العملية تؤكد أن العمل المؤسسي خير وأولى من العمل الفردي، محققا التوازن، بين الروح الفردية، والروح الجماعية، والتربية المتوازنة التي لا تحيل الناس أصفاراً، والتي تكبح وتضبط الفردية الجامحة، بحيث يصبح المجتمع الوسيلة الواسلة لأنجاب الفرد الحر، المنتج.
أن التعاونية جماعه من الناس ارتباطاً اختيارياً بصفتهم الإنسانية على قدم المساواة لإعلاء شأن مصالحهم الاقتصادية والاجتماعية، وبذلك تتيح للعضو الانضمام للجمعية دون أي تأثير أو حسبان لمركزه المالي او الاجتماعي او السياسي او الديني. مما سبق يظهر دور وأثر المنظمات التعاونية استقرار وتنمية واستدامة المجموعات المختلفة في الآتي:
1- التعاونية تركز على الفرد من خلال المجموعة، والفرد يمثل الغاية والوسيلة وهو العنصر الأساسي في بناء المجتمع، بشرط قيامه بدوره الأكمل وهو تعاونه مع بقية أفراد المجتمع، والأمة بتعاون أفرادها، هي أمة الريادة، لأن التعاون يخلق إضافة كيفية وكمية فتتوحد الأفكار والممارسات تحقيقا للمصلحة العامة، وههنا تنبع أهمية التعاونيات والعمل المؤسسي للحفاظ علي البيئة وحقوق الانسان وتحقيق التنمية المستدامة. والعمل التعاوني الجماعي المؤسسي يمتاز علي العمل الفردي بتحقيقه صفة التعاون والجماعية والعمل المشترك، وبالتالي يمكن توجيها للحفاظ علي البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
2- إن المنظمات التعاونية كمؤسسات متميزة تحقق وتحافظ على مستويات أداء متفوقة تلبي وتتجاوز الاحتياجات والتوقعات المحتملة، وترتكز ثقافة التميز على تبني مجموعة من القيم والالتزام بها من قبل كافة العاملين وبالتركيز على أصحاب الحق(Right holder) لأنهم سبب وجود أي منظمة تسعى من خلال عملياتها إلى تقديم منتجاتها أو خدماتها لهم حسب رغباتهم واحتياجاتهم. ان التميز يتطلب الجودة، والجودة ليست خيارا بل هي ضرورة لا بديل عنها، لأنها رحلة نحو التميز والتحسين المستمر، مما يستوجب إعادة النظر في الأنظمة الحالية، وتبني الأنظمة الإدارية الحديثة، وهذا يمكن الوصول اليه عبر التعاونيات.
3- إن المرحلة الحالية التي تمر بها المجتمعات في ظل النظام الرأسمالي العالمي تتطلب التحول من المنظمات التقليدية إلى المنظمات الحديثة ذات هياكل محددة في مستوياتها التنظيمية والإدارية، وتعمل بروح الفريق، أي منظمات متعلمة، تعمل بالتعلم من تجاربها ومن التجارب الرائدة، ومن منظمات تعتمد مركزية القرار، إلى منظمات تعمل باللامركزية، وتمكن المديرين والمؤهلين من العاملين كصناع قرارات، في مستوياتهم الإدارية، ومن الإدارة بالأوامر، إلى الإدارة بالمشاركة، ومن الإدارة بالتخمينات، إلى الإدارة بالمعلومات، ومن الإدارة الكسولة، إلى الإدارة بالابتكار، وهذا ما توفره التعاونية ذات التأسيس الجيد والسليم وفقا للأسس والقيم والمبادئ التعاونية العالمية التي أقرها الحلف التعاوني الدولي.
4- التعاونية توفر فرص عمل منتجة ومستدامة لأعضائها، وتقوم بدعم وتنشيط الجوانب البيئية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية في المجتمع، والمساهمة بفاعلية في تحقيق مستقبل أفضل.
5- المجموعات المهمشة في جملتها تمتلك موارد اقتصادية ومادية واجتماعية وثقافية هائلة، عبر التعاون والتنسيق المنظم، تتمكن هذه التعاونيات عبر التعاون، من القيام بدورها وتحقيق أهدافها، واكتساب المعرفة وتوظيفها بفاعلية في بناء القدرات البشرية وتفعيلها في المجتمع، عبر شراكات فاعلة ومؤثرة، في اطار من التطوير والبناء والابداع المؤسسي، وبالتالي أبلغ الأثر علي التنمية المستدامة وحقوق الانسان ودعم الجهود العالمية للبيئة.
6- تلتزم التعاونيات بالمسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع الذي تنشط فيه كونها حلقة مهمة في سلسلة الاقتصاد المحلي ونسيجه الاجتماعي تسهم بشكل وأخر في خلق فرص عمل وتحقيق التنمية المستدامة.
7- تتميز المنظمات التعاونية بدورها في المسؤولية الاجتماعية وإيجاد فرص للعمل المنتج للمرأة والشباب، من خلال تمويلها المشاريع المتعددة والمتنوعة مما يدعم حقوق الانسان ويحقق التنمية المستدامة.
8- المنظمات التعاونية كان ولا زال لها الاثر الكبير في مساعدة الامم ايام محنتها في حل كثير من مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية وما اشد حاجتنا لها اليوم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في


.. فيتو أميركي ضد مشروع قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في




.. بن غفير: عقوبة الإعدام للمخربين هي الحل الأمثل لمشكلة اكتظاظ