الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن تقسيم فلسطين والتبعية لموسكو (تكملة حوار مع الرفيق آرام محاميد)

سلامة كيلة

2018 / 7 / 12
القضية الفلسطينية


عن تقسيم فلسطين والتبعية لموسكو
(تكملة حوار مع الرفيق آرام محاميد)
أخشى أن يكون الدفاع عن الموافقة على قرار تقسيم فلسطين قد بات عورة تحتاج الى ستر مستمر، يفرض الاستعادة المتكررة للخطاب الذي بررها في حينها دون أخذ كل ما كُشف عنه من وثائق. وأيضاً أن تكون الوثائق التي كشفت حول علاقة الأحزاب الشيوعية بموسكو ليست دليلاً على تأكيد هذه التبعية. مرّ أكثر من ثمانين سنة، وانهار الاتحاد السوفيتي، وأصبحت الوثائق متاحة، بالتالي لا بدّ من إعادة دراسة تاريخ الحركة الشيوعية بمنظور جديد، وعلى ضوء الوثائق الأصلية، وليس على ضوء خطاب إعلامي تبريري كان يصدر حينها.
على كل، يكمل الرفيق آرام محاميد حول هذين الموضوعين، على أمل أن يناقش الموضوع الذي هو جوهر نقدي للحزب الشيوعي الإسرائيلي، أي حل الدولة الواحدة في فلسطين، في وقت لاحق. لهذا سأبدي بعض الملاحظات على رده الجديد المعنون قرار تقسيم فلسطين والتبعية لموسكو- حوار مع سلامة كيلة2 ( http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=604868).
أول ما يبدأ به الرفيق آرام هو رسالة الرفيق فهد، حيث أشرت الى أنها ترفض قرار التقسيم وتؤكد على الاستمرار في موقف الحزب، حيث تسأل لماذا لم أذكر النص، ليورده هو، وحسناً فعل، حيث أن النص يؤكد ما قلت، حيث يشير الى " ولكن إذا لا يمكن ذلك بسبب مواقف رجال الحكومات العربية ومؤامراتهم مع الجهات الاستعمارية فهذا لا يعني اننا نفضل حلا آخر على الحل الصحيح"، هذا ما قلته، لكن آرام يقول أن ذلك ينفي ما قلت، كيف؟ هو يقول أنه رغم مؤامرات رجال الحكومات العربية لا يجب أن نفضل حلاً آخر غير الحل الصحيح الذي هو ذاك الذي كان مطروحاً بالأساس في وثائق الحزب الشيوعي أي رفض وجود دولة صهيونية، وإقامة دولة ديمقراطية في فلسطين. وهناك وثائق أكثر تطرح أكثر من رفض قرار التقسيم، حيث " أصدرت القيادة الميدانية نشرة داخلية في ضوء توجيهات الرفيق فهد في رسالته المذكورة في أعلاه، بعد قرار التقسيم مباشرة وذلك في اوائل كانون الأول 1947 يرفض فيها الحزب قرار التقسيم بشكل قاطع. وقد جاء فيها أن:

"موقف الإتحاد السوفيتي بخصوص التقسيم وفـّر للصحف المرتزقة ومأجوري الإمبريالية فرصة لا للتشهير بالإتحاد السوفيتي فقط، بل أيضا بالحركة الشيوعية في البلدان العربية... ولذلك، فإنه يجب على الحزب الشيوعي تحديد موقفه من القضية الفلسطينية حسب الخطوط التي إنتمى اليها والتي يمكن تلخيصها بالتالي:

أ ــ إن الحركة الصهيونية حركة عنصرية دينية رجعية، مزيفة بالنسبة الى الجماهير اليهودية.
ب ــ إن الهجرة اليهودية... لاتحل مشكلات اليهود المقتلعين في أوربا، بل هي غزو منظم تديره الوكالة اليهودية... وإستمرارها بشكلها الحالي... يهدد السكان الأصليين في حياتهم وحريتهم.
ج ــ إن تقسيم فلسطين عبارة عن مشروع إمبريالي قديم ... يستند الى إستحالة مفترضة للتفاهم بين اليهود والعرب...
د ــ إن شكل حكومة فلسطين لا يمكنه أن يتحدد إلا من قبل الشعب الفلسطيني الذي يعيش في فلسطين فعلا، وليس من قبل الأمم المتحدة أو أية منظمة أو دولة أو مجموعة دول أخرى...
ه ــ إن التقسيم سيؤدي الى إخضاع الأكثرية العربية للأقلية الصهيونية في الدولة اليهودية المقترحة.
و ــ إن التقسيم وخلق دولة يهودية سيزيد من الخصومات العرقية والدينية وسيؤثر جدياً على آمال السلام في الشرق الأوسط.

ولكل هذه الأسباب فإن الحزب الشيوعي يرفض بشكل قاطع خطة التقسيم..." (جاسم الحلوائي، قراءة في كتاب عزيز سباهي – عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي-4، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=104571. ويكمل " وقد ساهم الشيوعيون في المظاهرات الطلابية التي خرجت في كانون الأول من نفس العام احتجاجا على القرار المذكور. وتولت جريدة "الأساس"، التي صدرت في أواسط آذار من عام 1948، وكانت ناطقة بلسان الحزب ويحرر مقالاتها الإفتتاحية الفقيد زكي خيري، الدفاع عن موقف الحزب الرافض للتقسيم، ورفعت شعارات تحريضيةً ومساندة للحرب ضد اسرائيل مثل: "أبناء شعبنا! كافحوا للحفاظ على عروبة فلسطين وهزيمة مشروع الدولة الصهيونية" و" كل شيء للجبهة"". وفي كتاب الرفيق زكي خير "صدى السنين" كثير من التوضيح حول ذلك، حيث " انعكس استمرار تبني الحزب الشيوعي العراقي لهذه السياسة على صفحات جريدة الأساس التي صدرت علنية ابتداء من 18 آذار 48. ويصف الرفيق زكي خيري في صدى السنين موقف جريدة الأساس تجاه القضية الفلسطينية بالقول: " عندما أعدت الدول العربية قوات مسلحة لتحرير فلسطين بعد أن رفضت البديلين المعروضين عليها دولة مشتركة بين العرب واليهود أو دولتين منفصلتين واحدة للعرب وأخرى لليهود، بدأنا في جريدة الأساس الحملة تأييدا لحرب التحرير تحت شعارات مدوية ومنها " كل شئ للجبهة"…واستمرت الحملة…حتى أعلن قيام " الدولة الإسرائيلية" واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي بها فأخذنا على عاتقنا تغيير موقفنا من الحرب بحيث ينسجم مع موقف الاتحاد السوفييتي. وبعد عدة أيام من الاعتراف لم تعد الأساس تنشر الشعارات الحربية، وكتبت مقالا افتتاحيا ينتقد الدول العربية لأنها أهملت الحل السلمي." ص138، ويشير بطاطو إلى العدد الصادر في 24 أيار 48 الذي بدء فيه تغيير الموقف، والى الصادر في 22 أيار 48 الذي كان شعاره المرفوع " " يا أبناء شعبنا! ناضلوا من اجل الحفاظ على عروبة فلسطين ولإفشال مشروع الدولة الصهيونية".
وفي رسالة للرفيق فهد من سجن الكوت غير مؤرخة، ولكن يبدو أنها أثناء حرب فلسطين يكتب : " يلاحظ أن الرجعية الإستعمارية والمحلية في ورطة في قضية فلسطين وانها تفتضح أكثر فأكثر وأن السخط الشعبي الجماهيري أخذ ينعكس في الصحف المحلية حتى الرجعية منها لذلك ينبغي التهؤ التنظيمي والمباشرة فورا بتعبئة جماهير الشعب ." ص466 وأغلقت جريدة الأساس بعد أيام، وبدأت جريدة الوطن، جريدة الأستاذ عزيز شريف، في نشر مقالات ضد قرار التقسيم، انبرى زكي خيري للرد عليه في صحافة الحزب السرية، التي أخذ فيها كامل حريته، كما يقول. وفي بيان للجنة المركزية بتاريخ 6 تموز 48 أعلنت عن قبولها وتبنيها للموقف السوفييتي بالمطالبة" بإقامة دولة عربية ديمقراطية في القسم العربي من فلسطين"، وتكرس هذا الموقف بعد بضعة أسابيع بقيام الحزب في آب 48 بنشر كراس " ضوء على القضية الفلسطينية" الذي أرسلته " اللجنة العربية الديمقراطية في باريس، والذي يبرر قيام إسرائيل مع إضفاء صفة "التقدمية" عليها، فأساء نشره للحزب وسمعته النضالية الطويلة في سبيل القضية الفلسطينية واستغلت الحكومة ذلك ودفع الحزب الثمن غاليا، وعرف فيما بعد أن د.إبراهيم كبة كان من المعارضين لهذا الكراس عند مناقشته في اللجنةالعربية التقدمية في باريس.ورغم تبني الحزب لمواقف الضوء فانه جوبه بعدم القبول ليس فقط من خارج صفوف الحزب، مثل عزيز شريف، بل وكذلك من بين صفوف الحزب أيضا، إلى درجة قيام البعض من رفاق الحزب بترك صفوف الحزب. ويروى أن الكراس لما وصل للسجن وبدأ أحد أعضاء لجنة السجن في قراءته بالقاووش أمره فهد بالتوقف بعد قراءة بعض المقاطع، وحتى أن كتاب ( أضواء على الحركة الشيوعية ) الملئ بالأكاذيب والتشويهات يعترف ان ألرفيق فهد " لم يخف، وهو في سجن الكوت، استغرابه مما ورد فيه من أمور مشوهة ومعلومات مضللة "(ج1 ص118) ، الأمر الذي يطرح تساؤلا مشروعا فيما إذا كان الرفيق فهد قد وافق على تبني موقف الكراس هذا. ومن المعروف أن الحزب الشيوعي العراقي كان قد أعاد النظر في تقييم هذا الكراس في الكونفرنس الثاني للحزب، الذي عقد في أب 56، معتبرا أن ما ورد فيه يشكل تسريبا لمفاهيم خاطئة عن الحركة الصهيونية إلى صفوف الحزب" (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=252209). طبعاً يمكن سرد أكثر من ذلك، لأن هذا الموضوع حاز على جدل ونقاش وكتابة في الحزب الشيوعي العراقي ربما أكثر من أي موضوع آخر. وما أوردته يوضح ليس ما قلته بل أكثر منه. ورغم أن الرفيق يعتبر أن ما أورده ينفي ما قلت، إلا أنه يأتي بنصوص تؤكد ما قلت، التي منها ما قاله الرفيق زكي خيري، إلا إذا كان الأمر يتعلق بالزمن الذي تغيّر الموقف فيه، لكنه نسي أنه أورد نص البيان المشترك(أكتوبر/ تشرين الأول 1948) الذي نشر فقرة منه في رده الأول، والذي يحدد تغيّر الموقف، وكان أول بيان مشترك يشير الى هذا التغيّر. وحسب روايات رفاق فهد في السجن أن تغير الموقف الذي ظهر في كراس "ضوء على القضية الفلسطينية" الصادر عن اللجنة العربية الديمقراطية في باريس،لم يرضِ فهد لهذا طلب منهم التوقف عن قراءته (صادق البلادي، المرجع السابق، والذي يحوي مواقف أخرى).
بعد ذلك، يشير الرفيق آرام الى أن "الحركة الشيوعية العالمية عبارة عن حزب واحد له مركز وهو موسكو والأطراف (الفروع) هي بقية بلدان العالم"، هذا ما بدا في تشكيل الكومنترن، وكانت الفكرة هي فكرة تروتسكي التي ربما قبلها لينين، لكن لم يكن ذلك يعني أن المركز موسكو وبقية بلدان العالم هي الأطراف كما صيغ الأمر بعد سنة 1934، بل كان كل حزب في بلد من البلدان له هيئاته وقراراته، وبنيته التي تحدد سياساته، وهذا ما أشار إليه لينين في كتاب "مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية" حيث أكد على خصوصة كل بلد، وهو بذلك يطرح عكس مركز/ أطراف، لأنه ينظر الى أحزاب متكافئة في إطار الكومنترن، وليس فروعاً لحزب عالمي كما يطرح التيار التروتسكي. ومن يدرس مرحلة 1920/ 1934 سيلاحظ ذلك، وكان الكومنترن هو حاضنة نقاش وحوار وتفاعل أكثر مما كان مركزاً موجهاً، رغم أن الحزب حتى وإن كان عالمياً له أسس تتعلق ببنيته الداخلية لا تسمح بان يصبح المركز هو المقرر لكل شيء. وبالتالي فإن الفهم الذي يطرحه الرفيق هو ما ساد فقط بعد سنة 1934، وربما تكون العودة لمقابلة موسى البديري مع الرفيق رضوان الحلة أمين عام الحزب الشيوعي الفلسطيني بين 1934/1942 مفيدة في توضيح مدى "المركزية" التي ظهرت سنة 1934، حيث جرى تعيين أمين عام مطلق الصلاحيات، ويتلقى توجيهاته من موسكو (موسى البديري "شيوعيون في فلسطين، شظايا تاريخ منسي" مواطن، المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية – رام الله – فلسطين، 2013). وفي هذه السنة جرى أيضاً تعيين خالد بكداش أميناً عاماً للحزب الشيوعي السوري اللبناني، رغم أن الحزب كان له قيادة، لم يكن خالد بكداش فيها. وحين أشرت الى رفيق عايش تلك المرحلة وأشار الى كيفية تغيّر الموقف، بالتأكيد لم أعتمد على "شيوعي من –أذلاء – البعث" (وهو أيضاً ما كتبه الرفيق عبد المطلب)، فهؤلاء هم الحزبين الشيوعيين المشاركين في السلطة، بل اعتمد على رفيق ضد البعث، ومناضل، وعمل سنوات طويلة مترجماً في وكالة نوفوتسي، لو كتب مذكراته لاكتشفتم معنى التبعية بكل تفاصيلها. حيث أنني لا أعتمد أذلاء البعث الذي أقاتل ضده، بل اعتمد على ذكريات شيوعيين حقيقيين، وهذا جزء من توثيق التجارب.
ثم أن هذا "الحزب العالمي" قد جرى حله من قبل ستالين سنة 1943 (سنة مؤتمر يالطة)، بعد أن جرى توقيف مؤتمراته منذ المؤتمر السابع سنة 1935. بالتالي أصبح لكل حزب سياسته "الخاصة" كما يُفترض، لكن لم يكن الأمر كذلك، حيث أصبح المركز يقود الأطراف، ويقرر سياساتها، ومن يخالف يُطرد أو يُهمّش كما جرى مع الحزب الشيوعي السوداني لسنوات طويلة. وهذه هي التبعية يا رفيق. والتي كانت تعني امتيازات ومصالح للقادة.
معنى الحزب المطلبي أو الإصلاحي مكرر كثيراً في الماركسية، ويعني الحزب الذي يدافع عن مطالب طبقة، أو فئة اجتماعية، وأو بعضها، دون أن يكون معنياً باستلام السلطة. والحزب الماركسي هو حزب لاستلام السلطة هكذا بالضبط، لأن الماركسية طرحت على ذاتهل ذلك. يقول ماركس في موضوعات فورباخ أن الفلاسفة جهدوا لتفسير العالم بينما المطلوب تغييره، والبيان الشيوعي يطرح سبب تميز الحزب الماركسي عن بقية الأحزاب التي تطرح أنها تعبّر عن الطبقة العاملة. ومنظور لينين واضح في هذا المجال، حيث نشأ الحزب وتطوّر من أجل استلام السلطة، وهذه أحد أسباب الانقسام الى بلاشفة ومناشفة. والغريب أن الرفيق آرام يؤكد أنه " في فترة التحرر الوطني (في كلاسيكيات الماركسية) الحزب الشيوعي غير مطالب بالوصول الى السلطة بل بالتحالف مع حركات التحرر الوطني في حالة لم تقمع الشيوعيين". حيث أن "كلاسيكيات الماركسية" تقول عكس ذلك تماماً، حيث منذ لينين طُرح دور الشيوعيين وقيادتهم للصراع ضد الاستعمار، وسياسة الكومنترن بين نشوئها والمؤتمر السابع كانت تطرح ذلك، وهناك وثائق مهمة صادرة عن الأحزاب الشيوعية في المشرق، منها "مهمات الشيوعيين في الحركة القومية العربية"، و"في سبيل الوحدة العربية"، أو بعنوان بديل "في سبيل تحرير الشرق العربي"، وما كتبه سليم خياطة منظر الحزب الشيوعي السوري اللبناني من دعوة الشيوعيين لتأسيس حركة ثورية (كتبت سنة 1935). وربما تكون فيتنام المثال الأبرز في هذا المجال، حيث قدا الحزب الشيوعي حركة التحرر من الاستعمار الأميركي. ربما كان لينين بعد انتصار ثورة أكتوبر يدعو الى دعم حركات التحرر البرجوازية، وحتى القبلية كما مع ملك الأفغان، لكن سبب ذلك أنه لم تكن هناك أحزاب شيوعية، لكن بعد نشوء الكومنترن تغيّر الوضع وبات النضال من أجل التحرر مهمة أولية للشيوعيين. ثم أخيراً، يبدو أن الرفيق آرام لم يضطلع على خطاب سنالين في آخر مؤتمر حضره (1952) حيث قال لقد سقطت راية التحرر من يد البرجوازية وعلى الشيوعيين حملها.
وأوضّح هنا أن فكرة قيادة البرجوازية لم ترتبط بالنضال ضد الاستعمار فقط في منظور السوفييت، والتي تعممت على مجمل الحركة الشيوعية العالمية، بل باتت كل المرحلة هي مرحلة انتصار البرجوازية، وأن مهمة الشيوعيين دعمها. وهذا شأن آخر طويل النقاش.
أخيراً، ينهي الرفيق آرام نقاشة بالسؤال: ما الذي يتوجب على الاتحاد السوفيتي والشيوعيين فعله؟ يقصد ما كان يتوجب عليهم فعله. ببساطة عدم الاعتراف بالدولة الصهيونية، لكن براجماتية السلطة فرضت على الاتحاد السوفيتي أن يكمل تنفيذ اتفاق يالطا، بالتالي أن يقبل بهذه الدولة. أما الأحزاب الشيوعية العربية فكان رأي فهد هو الصحيح، أي الاستمرار في رفض قرار التقسيم ووجود الدولة الصهيونية، والتأكيد على الحل الذي جرى تبنيه من سنوات قبل ذلك، والذي أضاف عليه بعد قيام الدولة الصهيونية " " يا أبناء شعبنا! ناضلوا من اجل الحفاظ على عروبة فلسطين ولإفشال مشروع الدولة الصهيونية"، و أيضاً " وفي رسالة للرفيق فهد من سجن الكوت غير مؤرخة، ولكن يبدو أنها أثناء حرب فلسطين يكتب : " يلاحظ أن الرجعية الإستعمارية والمحلية في ورطة في قضية فلسطين وانها تفتضح أكثر فأكثر وأن السخط الشعبي الجماهيري أخذ ينعكس في الصحف المحلية حتى الرجعية منها لذلك ينبغي التهؤ التنظيمي والمباشرة فورا بتعبئة جماهير الشعب". لقد كان واضحاً أن الدولة الصهيونية قامت، وأن باقي فلسطين موزّع بفعل السيطرة على الأرض التي مكنتها إنجلترا، وبالتالي القبول بهذه الدولة لن يقود الى دولة فلسطينية، وسيكون خيانة وطنية لأنه تنازل مجاني عن الأرض. هنا، وفي ظل اختلال ميزان القوى يصبح التمسك بالمبدأ هو الأساس وليس القبول بالأمر الواقع وتكريسه، تحت حجة عدم القدرة وضعف الحزب، وغير ذلك من المبررات التي تُطرح. هذا ما يظهر في إعجاب الرفيق آرام بتعليق ورد على المقال يقول "هذا النقاش مبني على فرضية ان الشيوعيين كانوا قوة سياسية وجماهيرية يحسب لها حساب وكأنهم لو رفضوا قرار التقسيم لكان تغير التاريخ"، حيث أن أول مجموعة لحزب شيوعي تطرح تغيير العالم وهي لا زالت لم تبلغ العشرات. لا شك في اختلال ميزان القوى، لكن كل سعي للتغيير ينطلق من ميزان قوى مختلّ، وما يغيّر هو قدرة الحزب على تنظيم الطبقة التي يسعى لأن يعبّر عنها، وتطوير الصراع يما يسمح بتغيير ميزان القوى، لكن لكي يحصل ذلك يجب أن تكون سياسة الحزب ورؤيته معبّرة فعلاً عن الطبقة، وان يخوض النضال معها، هذا ما تعلمنا إياه الماركسية. وهذا نقيض القبول بما يُفرض في ظل ميزان قوى مختلّ، حيث سيتهمش الحزب، ويبقى مدة قرن أو نصف قرن دون أن يحقق شيئاً، ومن ثم يتفكك ويموت كما هي الأحزاب الشيوعية الآن حثث هامدة.
ما حدث بعد النكبة هو نشوء وضع عالمي، ومحلي فرض تطور الصراع في كل البلدان العربية، وجعل حزباً بالكاد نشأ، أو ضابطاً، يحدث عملية تغيير، بينما كان الشيوعيون ينتظرون انتصار الرأسمالية، ويحققوا السلم مع الدولة الصهيونية وضد الرجعية. حتى مَنْ فكّر في استلام السلطة في العراق جرى اعتبار أنه "مختلّ أيديولوجياً" لهذا سُحب الى موسكو لإعادة تثقيفه، أقصد أمين عام الحزب سلام عادل وحسين الشبيبي.


بالتالي كان يمكن للحركة الشيوعية العربية أن تقود هي النضال من أجل تغيير النظم، وتطوير الصراع ضد الدولة الصهيونية، وأن تصبح هي الحاكمة في اكثر من بلد عربي. ولقد جاء دور البعث والناصرية بديلاً عن هذا القصور، وكان بديلاً مشوهاً ومستحيل أن يحقق لا التقدم الحقيقي ولا الانتصار لأسباب كثيرة شرحتها في أكثر من كتاب. في ذلك الوقت كان يمكن أن تنشأ فيتنام أخرى هنا.
آسف على الإطالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توضيح
سلامة كيلة ( 2018 / 7 / 12 - 08:28 )
حصل خطأ في ذكر اسم الرفيق الذي كان مع سلام عادل، حيث ورد أنه حسين الشبيبي، الرفيق هو جمال الحيدري.


2 - لم يكن الشيوعيون مؤهلون للحكم
نادية خلوف ( 2018 / 7 / 12 - 12:53 )
المقال ممتع بمصداقيته زدقة الأرقام فيه، وموضوع انهيا الاتحاد السوفيتي من وجهة نظري كان له معلاقة بالاستبداد والفساد، وقد ذهب رعيل من الشيوعيين المسؤولين ومن والاهم من -ربما الفقراء-وبعضهم كان مجدا، والبعض ذهب في سياحة جنسية ، وبخاصة أن أغلبهم أميين وبعضهم فتح مصانع في موسكو وهنا لا أدافع عن البعث واالناصرية ، لكنني أزعم أن الشيوعيين كانوا معلمين لهم في الفساد.
كان المسؤول يدير صراعاً شيوعياً شيوعياً حيث أصبح الأكراد الشيوعيين من فصيل خالد بكداش، وأغلب المسيحيين الشيوعيين مع يوسف فيصل، وإلى أية جهة شيوعية انتميت سوف تكون مصالحك مصانة
لو أرضيت المسؤول، وهو في أغلب الأحيان لديه أمية سياسية، وأمية اجتماعية وعلمية
. ولم يكن الحزب الشيوعي مؤهلاً للحكم


3 - التعليق السابق
خالد ( 2018 / 7 / 12 - 22:12 )
تعليقي على المقال السابق و المشار اليه في هذا المقال لم يكن بغرض التخفيف من فضيحة قبول قرار التقسيم كما فعل الاخ محاميد بل على العكس اردت القول ان قبول التقسيم كان نتيجة طبيعية لتبعية معظم شيوعيي بلادنا لقرارات موسكو


4 - كان من الممكن
قاسم علي فنجان ( 2018 / 7 / 13 - 09:58 )
((حتى مَنْ فكّر في استلام السلطة في العراق جرى اعتبار أنه -مختلّ أيديولوجياً- لهذا سُحب الى موسكو لإعادة تثقيفه، أقصد أمين عام الحزب سلام عادل
نعم كان من الممكن الاستيلاء على السلطة في العراق من الشيوعيين لولا قباحة هذه الكلمة المركز-الاطراف , لقد عاقب الاتحاد السوفيتي كل من فكر ان يستلم السلطة , ليس في العراق فحسب بل في كل الدول العربية
خالص تحياتي


5 - الرفيق سلامة كيلة
ارام كيوان ( 2018 / 7 / 13 - 19:17 )
الرفيق سلامة كيلة, تحية وبعد
سأضع تعليقات فقط بدون الرد في مقال منفصل لكي ننهي هذه النقطة (التي سنترك الحكم للقارئ عليها) وننتقل من المقال القادم الى مناقشة حل الدولة الديمقراطية العلمانية الواحدة في فسطين (الذي لا أرفضه بالمناسبة).
الأممية الشيوعية وسبب حلها واستبادلها بالمجلس الشيوعي العالمي موضوع اخر يحتاج الى مقال مفصل (أو أكثر) لذلك سأكتفي ببضعة ملاحظات حول ما ورد في مقالك.

1. أنا لم أقل أن الرفيق فهد وافق على قرار التقسيم بل اعترضت على قولك أن الحزب الشيوعي العراقي استغل اعتقال فهد ليغير موقفه, الظروف هي التي جعلت الحزب الشيوعي العراقي يغير موقفه كما فرضت الظروف على الاتحاد السوفيتي أن يغير موقفه.

2. قصة البيان في دمشق لا يمكن أن تكون صحيحة لأن الحزب الشيوعي السوري للأسف بقي على موقفه الرافض للتقسيم ولم يغيره.


6 - الرفيق سلامة كيلة 2
ارام كيوان ( 2018 / 7 / 13 - 19:19 )
3. تم تأسيس الأممية الشيوعية بمبادرة من لينين عام 1919 ولا علاقة لهذا تروتسكي بالموضوع ولم يكن تروتسكي صاحب فكرة الحزب العالمي والأطراف, اليك البند (17) من شروط القبول للأممية الشيوعية التي صاغها لينين :
(17- جميع قرارات مؤتمرات الأممية الشيوعية ولجنتها التنفيذية ملزمة لجميع الأحزاب التابعة لها. الأممية الشيوعية، التي تعمل في ظروف الحرب الأهلية الحادة، يجب أن تكون أكثر مركزية بكثير مما كانت عليه الأممية الثانية.)

4. الاقتباس ليس دقيقا من خطاب ستالين الذي (يبدو أن الرفيق آرام لم يضطلع على خطاب سنالين في آخر مؤتمر حضره (1952) حيث قال لقد سقطت راية التحرر من يد البرجوازية وعلى الشيوعيين حملها.) اليك الاقتباس كاملا : (راية الحريات الديمقراطية البرجوازية القيت في البحر. وأعتقد أن ممثلي الأحزاب الشيوعية والديمقراطية سوف تضطر إلى رفع هذه الرايه، وحملها إلى الأمام إذا كنتم ترغبون في جمع غالبية الشعب حولكم. لانه لا يوجد غيركم لرفعها.)


7 - الرفيق سلامة كيلة 3
ارام كيوان ( 2018 / 7 / 13 - 19:20 )
5. وضحت موقفي في المقال الأول أن التقسيم كان سمنع قيام اسرائيل الصهيونية العنصرية ولماذا. (الحكم للقارئ)



8 - الرفيق سلامة كيلة 4
ارام كيوان ( 2018 / 7 / 13 - 19:21 )
6. تقول : حيث أن أول مجموعة لحزب شيوعي تطرح تغيير العالم وهي لا زالت لم تبلغ العشرات.
نعم هذا صحيح وبضعة عشرات الشيوعيين الذين كانوا في فلسطين في حينها كانت غايتهم الأسمى هي تغيير العالم ولكن الى حين الوصول الى امكانية تغيير العالم هناك مطبات تاريخية شائكة والتي جابهت (أول مجموعة لحزب وهي لا زالت لم تبلغ العشرات) فعندما رأى ماركس أن القوى الاجتماعية في الهند لا تستطيع أن تحدث الثورة الاجتماعية قال أن بريطانيا هي من تقوم بالثورة الاجتماعية, أما لينين فقد تعامل أيضا مع هذه المسائل التي كانت أقوى منه الى حين استطاعت دحرها مثل اتفاقية بريست ليتوفسك. أورد مثالا من الكتاب الذي تشير اليه في مقالك (مرض اليسارية الطفولي) :


9 - الرفيق سلامة كيلة 5
ارام كيوان ( 2018 / 7 / 13 - 19:22 )
هناك مساومات ومساومات. ينبغي التمكن من تحليل الموقف والظروف الملموسة عند كل مساومة وكل نوع من أنواع المساومة. ينبغي على المرء أن يتعلم التمييز بين شخص سلم الدراهم والسلاح إلى قطاع الطرق ليقلل من الشر الذي يسببونه، ويسهل أمر القبض عليهم وإعدامهم، وبين رجل يعطي الدراهم والسلاح لقطاع الطرق ليشترك في اقتسام الاسلاب. أمّا في السياسة فالأمر ليس على الدوام سهلاً هذه السهولة كما في هذا المثل البسيط المفهوم للأطفال. - (ملاحظة : أنا أقول أن قرار التقسيم كان سيحرم الصهاينة من الدراهم)

7. قولك ان النضال للتحرر هو مهمة اولية ليس دقيقا, المهمة الاساسية حسب لينين هي دعم المركز الثوري.

8. سكرتير الشيوعي الفلسطيني أعوام 1942/1943 رضوان الحلو و اسمه الحركي موسى وليس ( رضوان الحلة).


10 - رد
سلامة كيلة ( 2018 / 7 / 13 - 21:03 )
الرفيق آرام، نعم استغل بعض قادة الحزب سجن فهد لتغيير الموقف، وكما أشرت نقلاً عن كتاب حنا بطاطو بالاعتماد على الوثائق أن فهد رفض كراس -ضوء على القضية الفسطينية الذي يقرّ التقسيم. لقد جرى تحميل بهاء الدين نوري مسؤولية انحراف الحزب، وإذا عدت الى وثيقة التخلي
عن الاعتراف بقرار التقسيم وتأكيد الموقف المبدئي، التي أقرت سنة 65، ستلمس كل ذلك. خطأي فيما قلت أن التغيير حدث بعد اعدام فهد، لقد حدث قبل أن يُعدم.
بالنسبة لموقف الحزب الشيوعي، لا أعرفك مصدرك، لكنه خاطئ، حيث كان أول حزب أيد التقسيم ، بعد موافقة السوفيت هو الحزب الشيوعي السوري، وبإمكانك أن تعود الى الوثائق التي أعرفها
جيداً.
أما عن تشكيل الكومنترن، فعلاقة تروتسكي وثيقة بذلك، حيث قام على أكتاف لينين وتروتسكي. وبغض النظر عن الرأي في تروتسكي(ولقد أوضحته في اكثر من كتاب) فقد أسماه لينين أفضل بلشفي، وكان لينين وهو من قاد الثورة، حيث كان رئيس اللجنة العسكرية. وهذه مرحلة شهدت تململ لينين من معظم قادة الحزب، والخلافات معروفة، ومنها اتهام معظمهم
.، وليس فقط زينوفيف وكامينيف أنهم لا يريدون تنفيذ قرار القيام بالثورةأو أنهم مترددون


11 - رد2
سلامة كيلة ( 2018 / 7 / 14 - 00:55 )

وبالتالي كان العمل على تأسيس الكومنترن بتوافق بينهما. ورغم شروط العضوية التي كتبها لينين، لكن التي جرى حوار حولها لتظهر كذلك، فقد تضمنت فكرة تروتسكي، وأظن أن النص الأخير في البند 17) الذي أوردته هو من صياغة تروتسكي. وسيبدو الأمر واضحاً فيما إذا عدت لكتاب لينين الذي ألقاء سنة العشرين في الوفود التي أتت لمؤتمر الكومنترن ستجد الفارق بين هذه المركزية وما يقوله لينين. وفي كل الأحوال انتهى الكومترن سنة 1943، وبات لكل حزب -سياسته-، لكن هنا ظهرت التبعية واضحة، حيث ظل مركز/ أطراف.
الاقتباس حول ستالين دقيق يا رفيق، وقرأته في الكتاب الذي صدر فيه من دار التقدم، وأظن أن موقع قاسيون قد نشره، وبالنص الذي أوردته. وأرجو أن ترسل لي مصدر النص الذي أوردته انت.
أما بالنسبة لمنع قيام اسرائيل صهيونية فإظن أن هذا وهم لأن من صنعها صهيوني، ومن سيطر على السلطة هم القادة الصهاينة، ما الذي كان سيغيّر في ذلك؟ ثم في كل الأحوال الماركسي لا يقبل التنازل عن أرضه يا رفيق، حتى وإن أتى بأهم دولة اشتراكية، طبعاً مستحيل أن تقوم دولة اشتراكية على أنقاض شعب آخر، والماركسية واضحة هنا.


12 - رد3
سلامة كيلة ( 2018 / 7 / 14 - 00:59 )
ما قلته عن حجم الحزب وعلاقة ذلك بمبادئة أخضته يا رفيق لنظرة تكتيكية، لقد طرح لينين استلام السلطة وتحقيق المهمات الديمقراطية على طريق الاشتراكية، والحزب بضع مئات، بالتالي المبادئ لا تخضع للأمر الواقع. ما يخضع للأمر الواقع هو التكتيك مثل القبول بسلام مذل في لحظة، وليس التخلي عن جزء كبير من الوطن لنظام استيطاني احلالي احتلالي. هذا شيء آخر. وهذا لا بدّ من التمييز بين النظر التكتيكي والمنظور الاستراتيجي. وأسوأ أن يجري تزيين هذا المشروع الاحتلالي الاستيطاني، والاعتقاد بأنه كان يمكن أن يكون غير صهيوني. هذا كله كما أظن الخطاب الذي صيغ لتبرير القبول فقط. ثم فيما لو افترضنا ما تقول، كان يجب أن يتبع ذلك عدم نشر الأوهام عن إمكانية أن تصبح الدولة الوليدة ديمقاطية، وأن يجري الاستعداد للصراع معها لتحرير الأرض. رغم أن الحزب حينها كان خارج المعادلة وموقفه كان يضفي الشرعية على كيان محتل دون أن يغيّر في هذه المعادلة. ولقد انساق خلف الاعتراف المستمر بها.


13 - رد4
سلامة كيلة ( 2018 / 7 / 14 - 01:01 )
نعم هناك مساومات ومساومات، لهذا لم يكن الحزب الشيوعي قد سيطر على ربع فلسطين أو نصفها لكي يساوم للحفاظ على سلطته، مساومة لينين انبنت على أن الحزب بات في السلطة فيمكن له نتيجة الظروف أن يقبل بصلح مذل عن جزء من روسيا يمكن استرجاعه فيما بعد. هكذا بالضبط هي المساومات، أما في فلسطين فلم يكن للحزب موقع، ولقد جُرّ الى التغطية على نشوء الدولة الصهيونية. وما تقوله حول ذلك يوحي بأنك تقول يكفي أن ظل الحزب قائماً، حيث أن اعترافه بالدولة الصهيونية هو مقابل اعطاء الدراهم لقطاع الطرق لكي لا يُقتل المرء. الوطن مبدأ غير خاضع للمساومة، هذا ما تقوله الماركسية، وإذا عدت الى كل ما كتب من قبل الأحزاب الشيوعية قبل قرار التقسيم ستجد هذه الروحية واضحة جداً. وبالتالي لا مساومة هنا.


14 - رد5
سلامة كيلة ( 2018 / 7 / 14 - 01:03 )
رفيق أن يكون الهدف الأولي هو دعم -المركز الثوري- وليس للنضال التحرري والصراع الطبقي في الإطار -القومي-، هو ما أسَّس للتبعية المطلقة للسوفيت، وحيث كان المطروح هو -الدفاع عن وطن الاشتراكية الأول-، فهذا المركز أخضع كل الأحزاب الشيوعية لتكتيكه، وفرض عليها عدم التفكير في استلام السلطة، خصوصاً في الأمم التي اعترف أنها من نصيغ الدول الإمبريالية. ولهذا انفصلت الأحزاب عن واقعها، ولم تفهم طبيعة الصراع الطبقي في بلدانها، وظلت تكيل الشتائم على الإمبريالية، وتطرح محلياً قضايا مطلبية تخص العمال. وهذا نهج تكرّس فقط بعد سيطرة ستالين على الحزب والسلطة بشكل كامل، ومن يراجع منظورات لينين سيجد العكس، حيث ظل يركز على الظروف في كل بلد، وأن يتخذوا قراراتهم بناء على ضروف بلدانهم. ومع الأسف فإن كتاب مرض اليساري الطفولي ليس بحوزتي الآن لأسرد بعض ما قاله.
بخصوص اسم الأمين العام، واضح يا رفيق أنه خطأ مطبعي، وكتب محمد الحلو توضيحا على الفيس بوك مما جعلني أعتبر أن الأمر توضح.


15 - رد 6
سلامة كيلة ( 2018 / 7 / 14 - 09:45 )
هذا ما ورد في خطاب ستالين، وهو منشور في الحوار المتمدن:
في السابق، اعتبرت البرجوازية رأس الأمة، دافعت عن حقوق واستقلال للأمة، ووضعها -قبل كل شيء-. الآن لا يوجد أي أثر -لمبدأ الوطنية-. الآن البرجوازية تبيع حقوق واستقلال الأمة بالدولار. تم رمي شعار الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية في البحر . ليس هناك شك في أنه سوف تضطرون انتم ممثلوا الأحزاب الشيوعية والديمقراطية إلى رفع تلك الراية ، ، وحملها إلى الأمام ، إذا كنت ترغبون بان تكونوا وطنيين مدافعين عن بلادكم ، إذا كنت تريدون أن تصبحوا قوة .رائدة و دافعه في البلاد. فلا يوجد من يستطيع التقاط الرايه و رفعها غيركم.


16 - رد7
سلامة كيلة ( 2018 / 7 / 14 - 10:18 )
وهذا نص من كتاب مرض اليسارية الطفولي:
إن من الضروري أن ندرك بجلاء أن مثل هذا المركز القيادي لا يمكن بأية حال أن نوجده على أساس قولبة القواعد التكتيكية للنضال وتسويتها وتوحيدها بصورة جامدة. فما دامت الفوارق من حيث القوميات والدول موجودة بين الشعوب والبلدان، وهذه الفوارق ستبقى زمنا طويلا وطويلا جدا، حتى بعد تحقيق ديكتاتورية البروليتاريا في النطاق العالمي، فإن وحدة التكتيك العالمي للحركة العمالية الشيوعية في جميع البلدان لا تتطلب إزالة التنوع، ولا استئصال الفوارق القومية (الأمر الذي ليس في اللحظة الراهنة إلاّ أضغاث أحلام)، بل تتطلب تطبيق المبدئين الأساسيين للشيوعية (السلطة السوفييتية وديكتاتورية البروليتاريا) بشكل يعدل بصورة صحيحة هذين المبدئين، في الجزئيات ويجعلهما يتلائمان وينسجمان بصورة صحيحة مع الفوارق القومية والفوارق بين الدول. إن الواجب الرئيسي في اللحظة التاريخية التي تجتازها جميع البلدان المتقدمة (وليس المتقدمة وحدها) هو استقصاء ودراسة وتمحيص واستقراء واستيعاب المميزات القومية والخصائص القومية في الأساليب الملموسة التي يتخذها كل بلد لحل المهمة الأممية الواحدة،


17 - رد8
سلامة كيلة ( 2018 / 7 / 14 - 10:27 )
وللانتصار على الانتهازية والعقائدية اليسارية في داخل الحركة العمالية، ولاسقاط البرجوازية، وتأسيس الجمهورية السوفييتية وديكتاتورية البروليتاريا.
ونص آخر:
إن المهمة الرئيسية التي تواجه الشيوعية المعاصرة في أوروبا الغربية وأمريكا هي القدرة على أن تجد وتتلمس وتعين بصورة صحيحة تلك الطريق الملموسة أو ذلك الانعطاف الخاص في الحوادث، الذي يسوق الجماهير إلى النضال الثوري الحقيقي الفاصل، إلى النضال النهائي العظيم.


18 - رد9
سلامة كيلة ( 2018 / 7 / 14 - 14:10 )
أخيراً، أن اعتبار الأولوية هي المركز الثوري هو قلب للماركسية رأساً على عقب، وإعادتها رؤية مثالية، لأنه يعني اعتبار الأولوية في الصراع لما هو خارج البنية التي هي التكوين الطبقي المجتمعي. فالماركسية تنطلق من التحليل الملموس للواقع الملموس كما أشار لينين، وبالتالي هي تحليل واقع مجتمعي محدَّد، وتحديد التناقضات فيه. لهذا اعتبرت أن الصراع هو بين البرجوازية والبروليتاريا كوحدة في بنية المجتمع الرأسمالي. ولقد أشار البيان الشيوعي أنه رغم أممية الطبقة العاملة فإن عليها أن تناضل ضد برجوازيتها أولاً، وهي بهذا المعنى -قومية-، لكن ليس بالمعنى البرجوازي. وهذا تحديد للأولوية بين الأممي العام، وبين -القومي- الذي ينحكم لبنية المجتمع وتناقضاتها.
لهذا كان تهميش الأحزاب الشيوعية أمراً طبيعياً نتيجة أولوية الدفاع عن -وطن الاشتراكية الأول-، حيث ابتعدت عن لعب دور الفاعل في تطوير التناقض الداخلي بين الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والبرجوازية التابعة،أو مع الاحتلال الاستيطاني في فلسطين، مما أفقدها الشعبية، حيث كانت أولوية الشعب هي تحسين وضعها، ومقاومة الاحتلال الصهيوني، وكتابات الشيوعيين العراقيين واضحة في ه


19 - رد للرفيق سلامة كيلة
ارام كيوان ( 2018 / 7 / 21 - 15:39 )
الرفيق كيلة

تحياتي بداية وأعتذر على التأخر بالرد :

1. المركزية والمركز الثوري عند لينين وستالين ليس معناها كما تشرح في تعليقاتك وعند ستالين خصوصا ليست بهذا الشكل حتى (بعد سيطرة ستالين على الحزب والسلطة بشكل كامل) لذلك قلت أن موضوع الأممية الشيوعية يجب مناقشته بشكل مستقل وليس في بضعة ملاحظات.

2. وصف تروتسكي ب (أفضل بلشفي) لم أقرأه الا في مواقع أيتام تروتسكي أما في مقالات وخطب لينين فعلى العكس لينين يصفه ب (الانتهازي/ الخنزير/ يهوذا..) وكل أنواع التحقير لشخص تروتسكي وأفكار تروتسكي.

3. لم يكن تروتسكي رئيس اللجنة العسكرية بل كان رئيسها لازيمير من الحزب الاشتراكي الثوري. كذلك لم بكن تروتسكي عضوا في لجنة تحضير و قيادة الانتفاضة التي كونها الحزب

4. بالنسبة للبند 17 من شروط الانضمام للأممية الشيوعية من البروتوكولات واضح ان لينين هو من وضع الشروط و لم يشارك تروتسكي في النقاش اطلاقا مع انه كان عضوا في المؤتمر الا انه لم يكن عضوا في اي لجنه من اللجان المعنيه - (بروتوكولات المؤتمر الثاني للاممية .موسكو1921.دار الحزب للنشر.)

يتبع...


20 - رد 2
ارام كيوان ( 2018 / 7 / 21 - 15:41 )
5. ما أفهمه من تعليقاتك حول الوطن والتنازل هو (لا مشكلة بتنازل مرحلي عن جزء من الوطن ان كان الشيوعيون في السلطة) أما أنا فلا أعتبر القبول بقرار التقسيم فيه تنازل بأي شكل من الأشكال عن شبر واحد من أرض الوطن, سؤالي هو : هل تماهى ماركس (ومن المفهوم ضمنا انجلز) مع الاستعمار في كتاباتهما حول الهند والجزائر؟

6. سأحاول في الأيام القليلة القادمة أن أطرح أول موضوعي حوار (وليس نقدي) لحل الدولة الواحدة العلمانية في فلسطين.

اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا