الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-السلفية الجهادية- بليبيا.. والدعم البريطاني

السيد شبل

2018 / 7 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


مع كل عمل إرهابي يقع في بلد غربي تتجه أصابع الاتهام إلى نواحي عديدة، دون أن تشير إلى الجاني الرئيسي الممثل في تلك الأنظمة الغربية التي دعمت الأفكار "السلفية الجهادية"، واستثمرت فيها عبر تأطير حامليها، وسعت نحو تحطيم أي محاولة عربية حملت طابع تقدّمي بدرجة أو أخرى، لكي تبقى بالنهاية الساحة خالية لمجموعة من الأنظمة الرجعية الملكيّة التي تعتاش على الانقسام العربي، والتبعية السياسية والاقتصادية للأجنبي.

في هذا السياق يأتي تناول الدعم البريطاني للجماعة الليبية المقاتلة، والتي تعتبر بمثابة الخيمة للعصابات المتطرفة في ليبيا.

سيرتها تقول أنها جماعة مسلحة ظهرت في التسعينيات، وشكلتها عناصر سلفية جهادية (وهابية / قُطبية) قاتلت في أفغانستان ضد السوفيت برعاية من السي آي إيه، وهذه العناصر أيضًا تعتبر امتداد لحركة سلفية شكلها عوض الزواوي في الثمانينيات، واكتشفها الأمن الليبي، وقبض على أعضائها. وقد تلقت هذه النشاطات دعم من أنصار الملكية السنوسية في ليبيا، التي انتهت بفضل ثورة الفاتح من سبتمبر 1969.

رؤوس تلك الجماعة السلفية، المقربة من قطر، وبعد ادعاءات بـ"الكمون والتصالح والمراجعات" أواخر العقد الماضي، برزت من جديد في فبراير 2011، لتشكل قيادة الميليشيات السلفية التي مثّلت جيش الناتو الاستعماري البري، وتكون جزء من مؤامرة تخريبية صريحة بزعامة "برنار هنري ليفي"، لم تقتصر آثارها السلبية على حدود ليبيا بل توزّعت على الوطن العربي كله. وكان من هؤلاء القادة السلفيين عبد الحكيم بلحاج، رئيس ما عرف بـ"المجلس العسكري لطرابلس".

لا ينسى الأشقاء الليبيون جرائم تلك الجماعة في التسعينيات، حيث نفذت هجمات على أجهزة الأمن في بنغازي عام 1995، وسلبت أسلحة، كما قتلت في درنة بيونيو 1996 ثماني أفراد من الأمن، وقامت بأعمال تخريبية متعددة، بالإضافة لذلك حاولت اغتيال الرئيس الليبي معمر القذافي أكثر من مرة في فبراير ونوفمبر 1996، وفي نوفمبر 1998، كما مدت الجماعة أياديها للتعاون مع تنظميات آخرى تنتمي لشبكة القاعدة بالمغرب العربي.

بحسب دراسة أكاديمية أعدتها جامعة ستانفورد الأمريكية (*)، فإن الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة حصلت على تمويل رئيسي من بريطانيا، وجاء ذلك في عدة أشكال منها:

أ- ١٦٠ ألف دولار، كدعم مادي مباشر، لتنفيذ عملية اغتيال معمر القذافي. وذلك نقلا عن الضابط السابق في "الإم آي 6"، ديفيد شايلر، والذي حوكم بسبب افشاء معلومات أمنية، ب- أغمضت بريطانيا عيونها عن شبكة من الدعم اللوجستي المساندة للجماعة، والتي تكونت على أراضيها، ومثلت ظهيرا لهذه العصابة، ج- فتحت بريطانيا أراضيها لاستقبال عناصر الجماعة الفارين، وذلك بعد عملية مباغتة للأمن الليبي، حين اكتشف مركزين لتدريب تلك الجماعة في السودان، ونجح في تصفية أحد قادتها ، د- كانت الجماعة الليبية المقاتلة في نهايات التسعينيات جزء من القاعدة تتلقى المال من الملياردير السعودي أسامة بن لادن، وفي الوقت ذاته متشابكة في العلاقة مع لندن، وتعتمد عليها.

بالألفينيات، وبعد نجاح الأمن في التصدي لهذه الجماعة وشل فاعليتها، ومع إشهار واشنطن لشعار "مكافحة الإرهاب" كذريعة للتوسع الاستعماري، قامت عدد من المؤسسات الدولية والغربية بتصنيف الجماعة الليبية المقاتلة كمنظمة إرهابية، بدأتها الأمم المتحدة في أكتوبر 2001، ثم وزارة الخارجية الأمريكية، حتى المملكة المتحدة حظرت نشاطها على أراضيها في 2006. وتزامن هذا مع رهان النظام الليبي على إمكانية التصالح مع القوى الغربية، والدخول في مسار التسويات، وإعلان التخلي عن البرنامج النووي. وفي هذه الفترة برز سيف الإسلام القذافي، وبالتحالف مع الإخواني علي الصلابي الناشط الإسلامي المقرب من قطر وعضو اتحاد "علماء المسلمين"، بدأ مسار المصالحات والمراجعات، وخروج أعضاء الجماعة المقاتلة من السجن، علمًا بأن شقيق علي الصلابي هو إسماعيل الصلابي أحد أخطر زعماء السلفية الحهادية وقائد ميليشيا راف الله السحاتي فيما بعد 2011.

في الحقيقة لم تكن مرحلة الألفينات سوى وقت مستقطع قبل أن تعيد القوى الغربية تمويل واستخدام تلك العصابات السلفية لتنفيذ مهمة تخريبية لهدم ليبيا وتحطيمها، ولإسقاط نظامها الجمهوري الذي احتفظ بقدر معتبر من مناطحة الإمبريالية والأفكار الوحدوية ومشاريع التنمية المستقلة.

وقد استضافت بريطانيا عدد من هؤلاء المقاتلين السلفيين المصابين جراء المعارك بعد 2011، ووفرت لهم العلاج والمأوى، وتم تعويم بعض الإرهابيين السابقين كدبلوماسيين، ثم ثبت ارتباطهم أنفسهم بشبكات لتنظيم "داعش" الذي هدد أمن الجميع في الغرب والشرق والشمال والجنوب، لكن بقي ضرره ضدنا نحن بالأساس، وبما لا يقارن بغيرنا، فلم تحتشد العصابات السلفية وتنتظم في تشكيلات وتتسلح وتتموّل إلا على أرضنا العربية أو بالفضاء الإسلامي ولتسدد رصاصاها إلى صدورنا، كما حضرت في أي منطقة بالعالم يوجد بها مصالح سياسية أو مالية غربية، حتى الأعمال التخريبية في بلدان أوروبية والتي يسقط فيها ضحايا ومصابين، يتم تجيير دمائهم وآلامهم لصالح إنتاج خطابات عنصرية فوقيّة صراعية، توفر الذرائع لاستمرار التدخلات الاستعمارية!!.

---
رابط دراسة جامعة ستانفورد
http://web.stanford.edu/group/mappingmilitants/cgi-bin/groups/view/675#cite70








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة