الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مظاهرات الجمعة:هل يوجد ضوء في نهاية النفق؟

كاظم الحناوي

2018 / 7 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


مظاهرات الجمعة:هل يوجد ضوء في نهاية النفق؟
كاظم الحناوي - Kadhum Alhanawi
حديث حكامنا الدائم عن الديموقراطية مع انه لم يتوفر فعل ديموقراطي في العراق ..لأنه لا توجد احزاب حقيقية اصلا حتى تكون ديموقراطية حقيقية...لان طبيعة المجتمع تتشكل عبر تراكمات راسية تمتد عبر التاريخ السحيق... وماحدث بعد 2003 ان الحكام جائوا بافكار من دول خارجية وعجزوا عن توطينها ونشروها افقيا لتفسد المعنى والمضمون.
من الواضح إن ما يخل بالسلم الاجتماعي هو الأفكار والايدولجيات الوافدة وفقا للقاعدة الديناميكية (كل جسم يبقى على حالته من حيث الحركة أو السكون ما لم تؤثر عليه قوى خارجية تغير من حالته) لذلك نجد الآن الاضطرابات جائت نتيجة فشل أفكار وايدولجيات وافدة ، تفاعلت مع بعضها سلبا ليتجلى ذلك في شكل نزاعات مذهبية أو عرقية تحتاج الى اموال كبيرة ولم يكن هناك سوى سرقة اموال هذا الشعب المغلوب على امره..
لان الوعي يتشكل عبر تجارب تراكمية في إطار المنطقة أو القبيلة أوالأسرة،ليتشكل الوعي الوطني وفقا لتحديد مفهوم الانتماء لما هو الوطن..هل هو البقعة الجغرافية ؟ ..أم الوعي الوطني هو القبيلة أو اللغة أو الدين..فعندما يدعي الشخص انه ينتمي الى قومية ما فهل يعتقد ان حدود الوطن بحدود هذه القومية ؟، عندما يتوهم الشخص أن الدين هو الهوية..فهل الدين هوية أم عقيدة يعتنقها .إذا التعريف الزائف للهوية..هو أول معضلة أدخلتنا في متاهتها !...
والان ماهوالحزب وماذا تريد التنظيمات؟ الاحزاب اساس الديمقراطية لانها ظاهرة صحية بصفتها مؤسسة ديمقراطية ثقافية خدمية ليس فيها أدنى او أعلى أو تابع ومتبوع.بل نشاط واضح وشفاف...لان الحزب يشكل القاعدة الاساسية للنظم الديمقراطية ..فما هي الأسس التي يبنى عليها الحزب؟ وهذه المعضلة الثانية التي أدخلت العراق في متاهتها من 1920..عدم وجود أحزاب سياسية حقيقية تكون مرآة مستوية يرى فيها كل العراقيين أنفسهم..
اما التنظيمات والحركات فهي تركيبات إجرامية موروثة من النظم الفاشية تتمتع بقدرة تنظيمية عالية مع علاقة مختلة بين التابع والمتبوع والتنظيمات تؤطرها ايدولجية أحادية اعجز ما تكون على التعايش ،أهلكت الحرث والنسل تحت شعارات غوغائية ..لا كانت الوسائل شريفة ولا الغايات أيضا...تشكل كوادر التنظيمات حالة من الذكاء الاصطناعي الذي يصطدم مع قيم المجتمع ثم يسعى لاستبدال قيم المجتمع الأصيلة والتراكمية بقيم زائفة ومشوهة....
جائت هذه التنظيمات والحركات نتيجة لترهل الأحزاب الحقيقية وعجزها عن المواكبة والتطور كما ونوعا..حلت محلها التنظيمات السنية والشيعية ..وخلقت معها تناقض متطاحن.. لأن خلط هاتين العلاقتين، الدين او الطائفة والدولة، يهدد النسيج الإجتماعي كما هو ظاهر في تاريخ البشرية...
اذا ما لم يتم تغييرهذه التنظييمات جذريا وبوعي جديد قائم على المواطنة حسب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والدولة وفقا لحدودها الجغرافية فقط.. وبأسس ديمقراطية وعادلة يشارك فيها المواطنين.عبر انتخابات حرة ونزيهة وتحت إشراف دولي...
لأنه لن يجدي تجزئة الحلول في هذه المرحلة إطلاقا..لان ذلك يزيد من معاناة الإنسان من دون مبرر...وألان على كل عراقي مراجعة نفسه ليعرف نوع الأغلال التي تكبل عقله..ويظل عاجز عن التحرر منها حتى في عصر العلم والمعلومات ..
هل يا ترى يوجد ضوء في نهاية النفق؟
اعتقد إذا تواضع الحكام ومن خلال الغاء نتائج الانتخابات وبقدر من المسؤولية وسعوا بأنفسهم الى التصالح مع الذات أولا ثم مع الآخرين وتمتعوا بأخلاق الفرسان التي تناسب المرحلة وبمساعدة الامم المتحدة وقاموا بتفكيك منظماتهم إلى دولة وطن يسع الجميع... فاننا سنرى ضوء في نهاية النفق....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار