الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرفق العمومي بالمغرب... بين البيروقراطية العقيمة والعجرفة السخيفة

عبد الرزاق العساوي

2018 / 7 / 19
المجتمع المدني


المرفق العمومي بالمغرب... بين البيروقراطية العقيمة والعجرفة السخيفة
ما زال المرفق العمومي بالمغرب على غرار الدول المتخلفة لم يرق للمستوى المطلوب، فعلى الرغم من الشعارات الرنانة، والحملات الإعلامية، والخطابات السياسية الداعية إلى تحسين المرفق العمومي، والرفع من جودة خدماته، فإن الأمور تزداد سوءا يوما بعد يوم؛ تماما مثلما تعكس المؤشرات الدولية التي تصنف المغرب ضمن البلدان الأضعف من حيث الخدمات الاجتماعية. فمن المسؤول عن هذا الوضع هل هو المواطن المستضعف الذي يعتبر أن المرفق العمومي صدقة ينبغي شكرها وتقبيل الأيادي مقابل نيلها، أم المواطن الواعي بحقوقه وواجباته، المتطلع للكرامة داخل وطن ينشد الديمقراطية والحرية والقيم الجميلة للجميع، والرافض لكافة أشكال الاستعباد والظلم؟
كما هو معلوم إن الكتابة باعتبارها وسيلة للتعبير والتبليغ هي انعكاس لتجربة المعيش اليومي. وعليه، فإن تقييم عمل المرفق العمومي نابع من تجربتنا الميدانية باعتبارنا جزءا من هذا المرفق ومستفيدين منه في آن واحد. فإذا انطلقنا من الوضعية الأولى، يمكن القول إن مكامن الخلل تتمثل في غياب إرادة واضحة للإصلاح وتجويد المرفق العمومي، وهي عملية نسقية تمس كافة المستويات، تتألف من عناصر متداخلة ومتشابكة. غير أنها متناقضة، وتفتقر للرؤية الواحدة المنسجمة، وبالتالي يصبح المرفق العمومي مجالا للصراع وتصفية الحسابات وتحقيق المصالح الشخصية الضيقة. ومن ثم، فإننا نعتقد أن كل إصلاح لا ينبني على إرادة واضحة، فإن نتائجه ستظل غير ملموسة.
أما إذا انطلقنا من الوضعية الثانية، فيمكن القول إن تردي أوضاع المرفق العمومي راجع بشكل أساسي لأزمة القيم بالمجتمع المغربي في العقود الأخيرة على الأقل، بفعل تلاشي ثقافة التضامن والتآزر، وسيادة الحقد الاجتماعي والنوايا السيئة، وطغيان النزعة الذاتية، فإذا أخذنا حالة الاستقبال بالمستشفيات والمراكز الصحية، على سبيل المثال لا الحصر، باعتبار حساسية هذا المرفق ومكانته، فإننا نصطدم للأسف بصور خادشة لرمزية المستشفيات، وذلك نتيجة لسلوكيات بعض المشتغلين بهذا القطاع الحيوي، التي جعلت من المستشفيات مجالا للمضاربة وتحقيق الأرباح المادية على حساب المرضى وعائلاتهم المفجوعة، بل بلغ الأمر ببعض الأطر الصحية إلى ممارسة ساديتها على الأسر المكلومة، عبر ممارسات مقصودة، تجمع بين العجرفة السخيفة المقززة والتهاون في العمل وعدم احترام المواعيد. فكيف يعقل مثلا أن يسأل طبيب بأسلوب مستفز عائلة طفلة مريضة بمرض مزمن خطير، عن سبب الزيارة، وكأنه يوبخ العائلة على زيارتها وتحميله مشاق الجلوس أمامه. علما بأن ملف مرضها أمامه ومكتوب عليه بالبند العريض موعد الزيارة وأسبابها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط