الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسلسل الأعتراف بالفشل في العراق

حاكم كريم عطية

2018 / 7 / 20
المجتمع المدني


مسلسل الأعتراف بالفشل في العراق

أتحفنا السيد العامري بخطبة يطلب فيها الصفح والمسامحة على الطريقة الروزخونية مثل زوجة تطلب الصفح والرجوع لبيت الزوجية وكأن شيئا لم يكن وسيعود البيت عامرا ويعيش الجميع فيه عيشة سعيدة.
مسلسل الأعتراف بالفشل ليس جديدا فمن يتذكر المالكي والمقابلة التلفزيونية الشهيرة والمليئة بأعترافات الفشل في قيادة الدولة العراقية والمجتمع وفيها وضع نفسه كأول الفاشلين يتبعه رهط السياسيين القائمين على ما يسمى بالعملية السياسية في العراق لكن الغريب في الأمر لم يتبع هذا الفشل والفساد أية محاسبة أو أستقالة لأي مسؤول في الدولة وكانت هذه محاولة لتهدئة الشارع وأمتصاص نقمة الناس آزاء هذا الفشل وتحطيم البنى الأقتصادية من خلال أكبر عملية سرقة وأحتيال تبنتها كل ما تسمى بأحزاب الأسلام السياسي ناهيك عن ما أوقعته من خسائر بشرية من خلال أوجه الفساد الأمني والأقتصادي والسياسي ومع ذلك لم يتجرأ السيد المالكي لوضع نفسه تحت طائلة القانون والمسائلة لكنه في نفس الوقت صدع رؤوسنا بوجود الملفات لديه يلوح فيها على مدى سنوات حكمه التي أنزلت بالعراق خرابا وبؤسا وتخلفا وأنقسام مجتمعي خطير ما زال العراق يعاني منه ومن ويلاته ومن مسلسل الأجرام بحق العراقيين فيه.
ولم يتوقف هذا المسلسل لتكمل حنان الفتلاوي دورها فيه لتبرئة الساحة السياسية من كل أخطائها حين طلبت ومن خلال مقابلة تلفزيونية بعد فشلها في الأنتخابات أن تتاح لها الفرصة وجميع الفاشلين لأعطائهم فرصة لأربع سنوات قادمة وكأن لعبة السنوات التي مضت لم تفضي ألى مجتمع فاسد تربعت على عرشه مجموعة لصوص وطبقة سياسية فاسدة أستفادت من الميزانيات الهائلة لعوائد النفط والأحتياطي الموجود في البنك العراقي المركزي في أبشع عملية تغطية ذاتية للفساد من خلال ما أسموه بسياسة المحاصصة الطائفية وما تبعها من عمليات تغطية لعمليات الفساد والنهب المبرمج وعدم تقديم أي فاسد أو مرتشي أو ناهب للمال العام وممتلكات الدولة فكانت بحق عملية مافيوية غطت على كل الفساد والقتل والنهب وتوزيع الأدوار بحماية كل رموز العملية السياسية ومليشياتها .
نعم مسلسل الأعتراف هذا يتكرر ويبدو أن السيد العامري على علم ودراية أن هذا المسلسل ينتهي بالصفح عن الزوجة الزعلانة وتعود الأمور ألى صفائها ويرجع البيت سعيدا مزداننا بالأفراح والمسرات ولم يدرك أن المنزلق الذي دخلته أحزاب الأسلام السياسي قد وصل ألى طريق مسدود ووصلت معاناة الناس مدياتها بحيث أصبح الفرق بين الموت والحياة سيان عند الناس وخصوصا شريحة الشباب العاطل واليائس من هذه الحياة في ظل خلق طبقة مترفة بالمال العراقي والمناصب وأموال الدولة المنهوبة وخنق حريات المعترضين بتحريك عصى المليشيات في كل مرة ترتفع أصوات المنددين بالفساد والطائفية وحقوق الناس في الحياة وتوفير شروطها الأساسية.
ما عاب على توسلات العامري هو النهاية القبيحة والمملة بطلب الصفح فلم تكن مقنعة كونها تنتمي لنفس المسلسل الممل ولم تكن ذات مصداقية كونها لم تضع هذه الشريحة تحت طائلة القانون والمحاسبة وأنما أكتفت بتعليل ما آالت له الأوضاع نتيجة الصراعات الداخلية وأهمال هموم الناس ومعاناتها ونسي العامري أن هذه التهمة الخطيرة تطيح برؤس كبيرة في دول العالم المتحضر وحتى العالم الثالث وأول الذين يقدمون على الأستقالة هي الحكومة لوضع مصيرها بيد الشعب لمحاكمتها والوقوف على مصداقية ما تدعي نعم نسي العامري مئات الألاف من أبناء الشعب العراقي الذين قضوا ضحية خلافاتكم وآلاف المليارات أهدرت بين أحزابكم ورضاء جيرانكم ووو الكثير الذي لا يمكن أن يعوض بين ليلة وضحاها لننتهي ببلد بحيرات النفط والغاز لشراء الكهرباء من الجارة أيران والجارة تركيا ولنشرب ماء البصرة المعطر والملون والمصبخ ولتصبح مزابل العراق مصدر عيش العراقيين هذا جزء يسير من جرائمكم وبما أنك لم تقدم أستقالتك لفشلك وفسادك فأن عملية طلب العفو والمغفرة لن تعيد الزوجة النادمة هذه المرة لأن الوضع العراقي قد وصل مرحلة اللاعودة أن أستمرت الهبة العراقية ومصيركم بات قاب قوسين أو أدنى.

حاكم كريم عطية
20/7/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تواصل الاستعدادات لاقتحام رفح.. هل أصبحت خطة إجلاء ا


.. احتجوا على عقد مع إسرائيل.. اعتقالات تطال موظفين في غوغل




.. -فيتو- أميركي يترصد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة | #رادار


.. مؤتمر صحفي مشترك لوزيري خارجية الأردن ومالطا والمفوض العام ل




.. ليبيا - الأمم المتحدة: بعد استقالة باتيلي.. من خذل من؟