الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم المواطنة الاجتماعي

محيي الدين محروس

2018 / 7 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ماذا تعني المواطنة؟
هل فقط التسجيل في دائرة الأحوال الشخصية للمولود من أبٍ سوري؟ ( وهذا أول تمييز للرجل على المرأة )
مفهوم المواطنة يُعتبر من أرقى الأشكال التي توصلت إليه البشرية، بعد الانتماء للإنسانية، للنوع البشري بكل ما يحمله من صفات.
من المفيد التذكير بأنه تاريخياً سبقت مفهوم المواطنة: الأسرة والقبيلة والانتماءات الدينية والقومية. ومن ثم جاء مفهوم المواطنة حديثاً مع تشكل الدول الرأسمالية، ليأخذ مكان الصدارة في العالم المتحضر.
أولوية الانتماء للوطن لا تعني إلغاء بقية الانتماءات: للقبيلة وللدين وللقومية، بل تعني إعطاء الأولوية في ترتيب الانتماءات.

لماذا الأولوية للانتماء للوطن؟
التطور الاقتصادي للبشرية من الإقطاعية للرأسمالية أدى إلى تشكل الدول. مفهوم الدولة بكل اختصار: أرض ذات حدود وشعب وسلطة.
مفهوم الشعب يضم كل المواطنين من كل القوميات والأديان التي تعيش على أرض هذه الدولة.
هذا يعني بأن التطور الاقتصادي والإنساني والحضاري مع تشكيل الدول فرض واقعاً جديداً على الجميع هو: الانتماء للوطن، ومن ثم بقية الانتماءات الدينية والقومية وغيرها، أما ترتيبها يأتي من خلال القناعات والشعور بالانتماء.
بكلماتٍ أخرى: يُعتبر الانتماء للوطن هو الجامع لكل أفراد المجتمع من كل القوميات والأديان ومن مختلف العقائد، تحت مظلة الوطن الواحد.
وضع سلم الأولويات بشكلٍ آخر، يؤدي حتماً للتناقض وللعداء ضمن المجتمع الواحد، على خلفيات دينية وقومية تصل لحد الحروب الأهلية.

من هنا تأتي أهمية النص القانوني في الدستور والقوانين الناظمة في الدولة لمبدأ أولوية المواطنة. وبأنه لا يجوز التمييز بين المواطنين على أساس الدين أو القومية أو الجنس أو الفكر. مما يعني إعطاء نفس الحقوق والواجبات لكافة المواطنين دون أي تمييز.
من هنا تأتي أهمية نشر ثقافة المواطنة من قبل الدولة في مناهج التربية والتعليم والدورات الثقافية مع مساهمة كافة المنظمات السياسية والمدنية والمثقفين.
بكلماتٍ أخرى: لا يكفي فقط سن القوانين، وإنما أيضاً يجب أن يرافقها نشر ثقافة المواطنة.

لم يأتِ الوعي الاجتماعي لمفهوم المواطنة في أوروبا بين ليلةٍ وضحاها، أو فقط بسن قوانين، بل جاء من خلال التطور الصناعي والسياسي والثقافي والحضاري، وما رافقه من تطوير وتعميق لهذا المفهوم وللقوانين، وصولاً للتبني الطوعي والواعي له، واعتباره الهوية رقم واحد.

انطلقت ثورات الربيع العربي لبناء دولة المواطنة، الدولة العَلمانية - الديمقراطية التي تفصل بين المؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة، التي تضمن حقوق وحرية كل المواطنين والمواطنات دون أي تمييز.
في معظم الدول العربية يوجد هذا التمييز بنصوص في الدساتير والقوانين: بين الرجل والمرأة، بين المواطنين على أساس الانتماء القومي والديني.

نحتاج إلى جانب الثورة السياسية إلى ثورة ثقافية في مفاهيمنا، ومنها مفهوم المواطنة، والانتماء الأول لوطننا، مما يضمن الاستقرار الاجتماعي والتقدم والازدهار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة