الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لجنة معلمي الجزيرة تكشف عن شراسة الإنتهاكات الأمنية و الالعيب الخفية 2_1

عبير سويكت

2018 / 7 / 21
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


لجنة معلمي الجزيرة تكشف عن شراسة الإنتهاكات الأمنية و الالعيب الخفية 2_1


حاورتها عبير المجمر (سويكت)

جهاز الأمن و الاستخبارات السوداني يمارس مع معلمي الجزيرة سياسة البلطجية "ضربنى وبكى، سبقنى واشتكى"


هذه لم تك المرة الأولى التي ترفع فيها لجنة المعلمين بولاية الجزيرة مذكرة مطالبها لوزارة التربية والتعليم التي لم تتفاعل مع الموضوع فقررنا عمل وقفة احتجاجية وتقديم المذكرة و دعونا المعلمين و المعلمات للمشاركة و استجابوا بأعداد كبيرة.

الوقفة الاحتجاجية قبل أن تبدأ و تسلم المذكرة جوبهت بعنف شديد من قبل رجال الأمن و صودرت المنشتات و الشعارات قبل رفعها و بدأت الإعتقالات مع الإساءات و الإهانات.

رجل الأمن المستقوي المستبد عبدالله عبدالوهاب أساء للمعلمين و المربين و قال لنا :(انا لا بعرف معلمين و لا كلام فاضي، يعني شنو معلمين؟ و تطلعوا شنو إنتو ؟انتو شوية فوضجين و ما عندكم أي قضية ،ناس سياسه ساي)، و غيرها من الألفاظ المهينة في حقنا نحن كنساء يعف لساني عن ذكرها.

الإعتقالات كانت عشوائية و طالت حتى أشخاص لا صلة لهم لا بالوقفة الاحتجاجية و لا صله لهم بالمعلمين فقط أوقفوا لتواجدهم في مكان الحدث أو تبادل الحديث مع المعلمين.

رجال الأمن إستخدموا الإرهاب و العنف اللفظي و الجسدي و أعتقلونا فرادى و جماعات و رحلوا الدفعه الأولى من المعلمين في بوكسي شمل خمسة أشخاص و الدفعة الثانية بوكسي فيه ستة أشخاص، و تم تهديد الماره و كل من كان يتفرج أو حاول التكلم مع المعلمين و هذه أساليبهم المعتادة من إرهاب أمني و تهديد و وعيد.

رجل الأمن عبدالله عبدالوهاب تعدي على انا و زميلتي مني إبراهيم بالشتم و السب و كل أساليب العنف اللفظي و بعدها تحول للعنف الجسدي تجاه مني إبراهيم و جرها بطريقة مهينة من كتفها و يدها.

رجل الأمن عبدالله عبدالوهاب لحق بنا أنا و زميلتي مني إبراهيم عندما حاولنا مغادرة المكان و جرها من كتفها و يدها و قال لي :(و الله دي الليلة ما بخليها لازم تركب البوكسي و يتم جدعها في قسم الشرطة حتى تتأدب).

عندما أشتد الشجار بيننا و بين رجل الأمن عبدالله عبدالوهاب قلت له يفك يدها و اني لن أتركها تذهب معه لوحدها فرد قائلا :(و إنت تطلعي منو وليت أمرها) فأجبته قائلة :(انا إنجي أستاذة و زميلتها و بعدين ياخ عيب دي مربية و معلمة لا يصح جرها بالطريقة المهنية دي ) فرد قائلا :(انا لا بعرف معلمين و لا كلام فاضي).

الأستاذ معتز عندما حاول اعتراض رجال الأمن و قال لهم (ما عندكم الحق تعتقلوهم بسبب وقفه سلمية لتسليم مذكرة فقط) فردوا عليه قائلين :(انت كمان منو و تطلع شنو ذاتك؟ و رأيك شنو إنت ذاتك نعتقلك عشان تبطل عنتريات في وجه أجهزة الأمن)، و بالفعل تم اعتقاله.

رجال الأمن اعتقلوا أستاذ معتز الذي حاول الدفاع عني و زميلتي مني إبراهيم و قاموا بضربه بالسوط في وجهه و عندما حاول تغطية وجهه بيديه قاموا بضربه بالسوط في يديه.

جماعات الأمن قاموا بإعتقال شخص لا علاقة له بالوقفة و لجنة المعلمين و لكن قام بتصوير الأحداث فضربوه و انتزعوا تلفونه الذي صور به الأحداث و تم اعتقاله و حتي الآن لا نعرف مصيره و لا نعرف شئ عن هويته.

نحن مجموعة من المعلمين كونا لجنة المعلمين حتى تكون جسم موازي لنقابة المعلمين التي لا نعترف بها فهي عبارة عن جسم حكومي مزروع في وزارة التربية والتعليم و لا تعبر عن قضايا المعلمين بل تنفذ أجندة سياسية لمصلحة الحكومة و ليس المعلم.

نقابة المعلمين لن تأت عن طريق إنتخابات بل عن طريق تعيين حكومي رسمي و لا تمثل المعلمين و قضاياهم و لجنة المعلمين هي لسان حالهم و المدافعة عن قضاياهم و مشاكلهم.

نحن في لجنة المعلمين نطالب باستحقاقات المعلمين و التعليم من توفر البيئة التربوية والتعليمية و تحسين مستوى المدارس و تحسين مستوى المعلم المهني و التدريب الذي أصبح مفقود مما أثر على أداء المعلم و الخدمة التي يقدمها للطالب.

في لجان المعلمين نطالب بوقف النقل التعسفي للمعلمين و الخصم من مرتباتهم الضعيفة التي لا تجابه الحياة و سبل العيش و احتياجات المعلم اليومية مع العلم أن حتى هذه المرتبات الضعيفة لا تصرف في وقتها و يتأخر الصرف لعدة شهور.

الجزء الأول

المعلمة إنجي كيلا مربية و أستاذة وطنية، مناضلة تجاهد و تكافح من أجل أسمى رسالة إنسانية في العالم، رسالة العلم و التعليم و قديماً قيل :
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً.
فالله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر يصلون على معلم الناس.
لكن للأسف المعلم في السودان أصبح لا قيمة له و لا وزن، و أصبحت مهنة التعليم أسوأ مهنة في السودان .
و من المعروف أن المعلمين لا يوفون أجورهم و لا يقبضون مرتباتهم لمدة ست أشهر أو أكثر
في نظام حكم يدعي العمل بشرع الله و سنة رسوله و يتناسوا قوله رسوله الكريم :(أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه)، حتى أصبحت مهنة التعليم مهنة طاردة.
و إنعدمت البيئة التربوية التي تشكو الإهمال المقصود و المتعمد حتى لا تخرج هذه البلاد أجيال مستنيرة تقف في وجه الفساد و الإستبداد و تتصدى له، فالعلم يرفع بيتا لا عماد له و الجهل يهدم بيت العز و الشرف، و العلم نور مشرقة والجهل ناراً محرقة ، و لكن هنا الفعل متعمد و هو القضاء على العلم و التعليم و إطفاء نور الاستنارة حتى يعم الجهل و يستمر المستبد في إستبداده و جبروته، لذلك معظم المدارس تشكو إنعدام المؤهلات التعليمية من فصول و مقاعد و كتب و كراسات و معدات تربوية نهايك عن التكنولوجية الحديثة و عصر الكمبيوتر لغة العالم، و إنعدام معلمين و معلمات أكفاء، فحتى الموجودين ترفض الحكومة صرف ميزانية على تأهيلهم و تدريبهم، و المعلمون في كل أنحاء العالم محترمون و مقيمون إلا في السودان مهانون و مضطهدون.
فليس من الغريب أن يتحرش بهم رجل الأمن و يعتدي عليهم بشتى أساليب الأمن السوداني الإرهابية اللفظية منها و الجسدية، ثم يأتي و يمارس معهم سياسة البلطجية و يفترى عليهم و يقاضيهم، و يجعل من نفسه الضحية المعتدي عليها بينما الحقائق و الوقائع تدل على أنه ذاك الوحش الكاسر المتنمرد مكانه الطبيعي قفص الإتهام مع المجرمين و البلطجية و الحرامية و الذئاب المفترسة.
و لكن سبحان الله في عصر الإنقاذ انعكست الآية و أصبح الجلاد الوحش هو المظلوم و الضحية هي الظالم الذي يجب أن يعاقب و يحاكم، و على القارئ العزيز أن لا يستعجب فهذا هو عدل نظام الإنقاذ (المجرم بطل و المجني عليه خارج على القانون و لابد من عقابه و تأديبه حتى يصبح عبره لمن لا يعتبر).
و لمن لا يصدق فقد حاورنا الأستاذة الجليلة إنجي كيلا و حكت لنا القصة التالية التي لم تخطر حتى على بال مؤلف القصص البوليسيه ،إنجي تكشف للقارئ الحقيقة الخفية و الالعيب الأمنية، جهاز الأمن الذي مهمته حفظ الأمن و سلامة المواطن و ليس إرهابه و اعتقاله و الآن إلى مضابط الحوار :


هل لك أن تعرفي القارئ بهويتك ؟
أنا إنجي محمد أحمد كيلا من مدينة ود مدني، معلمة في المرحلة الثانوية في مدرسة العمال الثانوية بنين، خريجة علوم فيزياء جامعة الجزيرة، و أدرس فيزياء.

هل تقومين بأي نشاطات سياسية ؟
أنا طبعاً لا أنتمى إلى أي حزب سياسي ،لكن لدي نشاطات أقوم بها من أجل الوطن و القضية الوطنية ،و اقوم بنشاطات مع لجان المقاومة و كذلك أشارك في جميع المحافل التي تخدم قضايا الوطن، و منها اللجان الخاصة بالتعليم و المعلم.

حسناً السيدة كيلا هل لك أن تصفى لنا الإعتقالات التي حدثت للمعلمين ؟
نحن مجموعة من المعلمين كونا لجنة منفصلة عن نقابة المعلمين و.. .

قلت لها مقاطعة عذراً :و لكن لماذا قمتم بتكوين لجنة معلمين منفصله عن نقابة المعلمين؟ لا تعترفون بها أم لديكم إعتراض عليها؟
ردت قائلة : نقابة المعلمين هذه لا تمثلنا و لا تلبي متطلباتنا ، هي عبارة عن جسم حكومي مزروع في وزارة التربية والتعليم، و هذه النقابة لا تخدم المعلمين و كما قلت لكي لا تمثل قضايانا، و هذه النقابة لم تأت عن طريق إنتخابات حرة بل أتت عن طريق تعين رسمي، لذلك قمنا بتكوين لجان المعلمين كجسم موازي لها و يعبر عن قضايانا.

و لجان المعلمين موجودة في ولاية الجزيرة فقط أم منتشرة في ولايات أخرى؟
لا طبعاً هي ليست في ولاية الجزيرة فقط بل هي في جميع ولايات السودان و من ضمنهم ولاية الخرطوم، لأننا لا نعترف بنقابات المعلمين و نعتبره جسم مسيس لخدمة مصالح الحكومة الشخصية و تنفيذ أجندتها و ليس جسم يمثلنا نحن بحيث يكون لسان حال المعلم و التعليم و ترجمان مشاكله و قضاياه.

و هل لك أن تحديثنا عن مهام هذه اللجان بالتحديد؟
لجنة المعلمين مختصة بقضايا التعليم و المعلمين بولاية الجزيرة و نحن عبارة عن مجموعة من المعلمين و المعلمات في مراحل الأساس و الثانوي.

حسناً مدام كيلا ما هي مطالبكم بالظبط ؟
لجنة المعلمين تطالب بعدة قضايا تهم شؤون التعليم و المعلم منها: توفير البيئة التربوية،
استحقاقات المعلمين، المطالبة بحلول لوقف عمليات النقل التعسفي، و الخصم من مرتبات المعلمين، إضافة إلى أن المرتبات أصبحت ضعيفة للغاية لا تجابه الحياة و سبل العيش و احتياجات الحياة اليومية، علماً بأن مع ضعف المرتبات تمر بالمعلم أوقات لا يصرف فيها مرتبه لعدة أشهر، و كذلك نحن نطالب بتحسين مستوى المعلم المهني و التدريب الذي أصبح منعدم الأمر الذي يؤثر على نوعية الخدمة التي يقدمها المعلم للطالب، و في نفس الوقت نطالب بتحسين البيئة التعليمية في المدارس نفسها.

و هذه المطالب هل سبق و تقدمتم بها لوزارة التربية والتعليم؟ و ماذا كانت ردة فعلهم؟
نعم سبق و تقدمنا بمطالبنا و لم تك ردة الفعل إيجابية و لم يتفاعلوا مع هذه القضايا بالشكل المطلوب، و هذه المرة أيضاً قمنا برفع مذكرة لوالي ولاية الجزيرة و وزيرة التربية والتعليم، و أخيراً كان عندنا وقفة احتجاجية نظمناها و دعونا لها المعلمين والمعلمات و تفاعلوا مع هذه الدعوة و استجابوا لها و جاءوا بأعداد كبيرة جداً، و كانت الوقفة محدد لها يوم 24/06/2018 التاسعة صباحاً أمام وزارة التربية والتعليم، و قمنا بوضع مذكرة تحمل مطالبنا و ذهبنا بها إلى الوزارة فرادى و جماعات على أساس أن نتلاقى هناك.
و بناءاً على ذلك أنا وصلت هناك حوالي الساعة السادسة فوجدت أن الناس الذين أتوا قبلي تم اعتقالهم، و قام رجال الأمن بمصادرة جميع المانشتات و الشعارات حتى قبل أن ترفع.

هل تكرمتم بوصف شكل الإعتقالات و الطريقة التي تمت بها؟
حقيقةً الإعتقالات تمت بصورة عشوائية حيث أنها لم تشمل فقط لجنة المعلمين بل أيضاً الماره و كل من وقف معهم أو تحدث معهم، كنوع من أساليب الترهيب و الوعيد و التهديد للآخرين، و قد تم اعتقال خمسه أفراد من المعلمين من أعضاء لجنة المعلمين و أشخاص آخرين لا علاقة لهم بالوقفه تم إبعادهم من المكان ثم اعتقالهم، و بعد أن تم اعتقال خمسة أفراد من لجنة المعلمين كدفعة أولى بعدها تم اعتقال ستة آخرون، و حين وصولي إلى وزارة التربية والتعليم وجدت أنه تم إيقاف جماعات لجنة المعلمين من قبل رجال الأمن بطريقة عنيفة و تم ترحيلهم في بوكسيين، و عندما ذهبت حتي أتعرف عليهم جميعهم لنقوم فيما بعد بتدوين أسماء جميع المعتقلين تم إيقافنا، و عندها تعرض لنا رجل الأمن أنا و زميلتي و حاولوا أن يمارس معنا نوع من الإرهاب و التهديد و الوعيد عن طريق إستخدام ألفاظ سيئة و بذيئة للغاية لا يمكنني أن أرددها، و طلب منا مغادرة المكان و عدم الوقوف هناك، بينما أصريت أنا و زميلتي أن لا نغادر مكان البوكسي حتى نتعرف على جميع زملائنا الذين تم إيقافهم و نقوم بتدوين أسمائهم ،و عندها اشتبك رجل الأمن مع زميلتي اشتباك حاد للغاية تعد حد التعدي اللفظي و أصبح يجرها من كتفها ،و عندما هجت و طلبت منه أن يتوقف عن ذلك و أن يرفع يده عنها و سألته بأي حق يضع يده عليها و يجرها من كتفها بهذه الطريقة المهينة ،رفض أن يستمع لي و عندما إشتد الإشتباك و الشجار حاولت تهدأت الأمر و تكافي شره، فمسكتها من يدها و ذهبت بها بعيدا و حاولنا مغادرة المكان، و لكن رجل الأمن هذا و إسمه "عبدالله عبدالوهاب" لم يتركنا في حالنا بل لحقنا بنا و جرها من يدها و قال لي :(دي ما بخليها لازم يتم جدعها في قسم الشرطة تأدبياً لها) ،و أصبح يجرها من كتفها و أصر على أن تركب البوكسي و يتم ترحيلها لقسم الشرطة، لكن انا جادلته و فكيتها من يده و قلت له :إنها لن تركب البوكسي هذه مربية و معلمة، و لن تذهب معه لوحدها، فرد قائلا :(أنا ما بعرف معلمة و لا كلام فاضي)، و عندما اشتد الشجار بيننا و رفضت تركها معه لوحده ذهب و احضر رقشه و قال أنه لن يتركها و يجب أن تذهب إلى القسم حتى تتأدب، و أصريت أنا على انى لن أتركها وحدها ،فسألني من أنت و تطلعي شنو وليت أمرها؟، فقلت له :أنا إنجي و انا أيضاً معلمة و لن أتركها وحدها و في نهاية الأمر ركبت معها الرقشه ،و بهذه الطريقة أصبح شكل الإعتقالات فرادي و ليس مجموعات فقط، و ذهبوا بنا إلى قسم الشرطة "القسم الأوسط " و هناك وجدنا رفاقنا المعلمين قد احضروهم قبلنا إلى قسم الشرطة ثم....

قلت لها مقاطعة فقط للتأكيد على معلومات مهمة، ما هو إسم زميلتك التي تعرضت لتلك الإنتهاكات و إسم رجل الأمن، لو سمحتي؟
رجل الأمن إسمه (عبدالله عبدالوهاب) و زميلتي إسمها (مني إبراهيم) و هي مدرسة تاريخ و حاملة دكتوراة.

قلت لها :حسناً شكرا لك على التوضيح الآن يمكنك أن تواصلي حديثك.

ثم واصلت قائلة: نحن وصلنا قسم الشرطة حوالي الساعة التاسعة و ثلث ، و قعدنا مع بعض و كنا خمسة عشر معلم ، سبع معلمات و ثماني معلمين، و كنا رهن الإعتقال منذ الساعة التاسعة و ثلث حتى الساعة السادسة و نصف مساءاً.

و متى بدأ التحري معكم منذ أن وصلتم أم تركوكم تنتظرون لفترة طويلة كنوع من الحرب المعنوية و النفسية المعروف استخدامها من قبل رجال أمن الإنقاذ؟
نحن وصلنا الساعة التاسعة و ثلث و لم يبدأ التحقيق معنا إلا في تمام الساعة الخامسه و نصف و بعدها طلبوا منا أن نمضي على أقوالنا و تم إطلاق سراحنا بضمان في تمام الساعة السادسة و نصف مساءاً.

قولي لي أستاذة إنجي حتى تكتمل الصورة للقارئ الكريم بجانب العنف اللفظي ألم تتعرضوا إلى عنف جسدي؟ أم اكتفوا بالتهديد و الوعيد و الإرهاب اللفظي؟
يا أستاذة عبير ليس هناك أقسى من العنف اللفظي و الشتائم و الإهانة و الحرب المعنوية التي مورست ضدنا، فهم لم يسيئوا لنا فقط بل لمهنة التعليم و لكل مربي و معلم و قالها لنا عبدالله عبدالوهاب رجل الأمن المستقوي :(انا ما بعرف معلمين و لا كلام فاضي، و يعني تطلعوا شنو إنتو ؟؟؟) ،و أضاف قائلاً :(انتو ما عندكم أي قضية ،مجرد ناس بتاعين فوضي و سياسيين ) ،و غيرها من الالفاظ المهينة في حقنا نحن النساء و يعف لساني عن ذكرها.

هذا طبعاً جانب من العنف اللفظي و المعنوي.

قلت لها :هل تعلمي أن القانون يحاسب حتى على التهديد المعنوي و اللفظي و من حقكم فتح بلاغات فما تعرضتم له هذا ما يسمى قانونياً (menacé verbale et morale)
و أيضاً الشكل الآخر من التعدي الإرهاب المعنوي هذا ما يسمى قانونياً (violence psychologique et maltraitance )
و ليس ذلك فقط فعلى حسب كلامك تم التعدي على زميلتكم مني جسدياً فرجل الأمن سولت له نفسه أن يرفع يده على أمرأة قبل أن تكون معلمة، و المرأة تعتبر من الشرائح المصنفة عالمياً بالضعيفة و الحساسة و تحتاج لتعامل خاص و هي المرأة و الطفل و العجزة
(les personnes vulnérables)
فأنت قلتي رجل الأمن جرها بعنف مفرط من كتفها و يدها و رفض فكها لولا تدخلك المتكرر و هذا الفعل يرضخ لمحاسبة قانونية تحت ما يسمى (violence physique)

فردت قائلة : يا عبير الأمر لم يتوقف عند ذلك فقط، فقبل أن نصل قسم الشرطة الأستاذ معتز كان قد وقف أمام رجال الأمن و طلب منهم أن يتوقفوا و أن يتركونا و لكنهم أصروا على أن يقوموا بترحيلنا انا و زميلتي أستاذة مني و رضخنا للأوامر و ركبنا الرقشة، و عندما إعترض أستاذ معتز على هذا السلوك و قال لهم :(إنه ليس من حقهم أن يعتقلونا و نحن خرجنا في وقفه سلمية لتسليم مذكرة لوزارة التربية والتعليم فقط) ، قالوا له :(إنت منو ذاتك حتى تتكلم؟؟؟ و إنت ذاتك سيتم إعتقالك، حتى يتوقف عن العنتريات و ضرب الصدر في وجه الأمن دفاعاً عن النسوان) ، و فعلاً تم القبض على أستاذ معتز ، و ليس هو فقط بل تم توقيف و إعتقال شخص آخر لا نعرف هويته و هو ليس معلم و لا ينتمي للجنة المعلمين و أنما كان من الماره الذين شهدوا الوقفة و صور الأحداث بتلفونه الخاص ، فتم القبض عليه و إعتقاله هو و أستاذ معتز و رحلوا لقسم الشرطة ببوكسي، و عندما أتوا بهم إلى قسم الشرطة كان واضح على أستاذ معتز آثار الضرب و عندما سألناه ماذا حدث له :أجاب بأنهم قاموا بضربه ضرب مفرط و حتي أنه إستخدموا السوط في ضربه في وجه و عندما حاول تغطية وجه بيده ضربوه بالسوط على يديه ،و كذلك الشخص الذي قام بالتصوير قاموا بضربه ضرباً مبرحاً و انتزعوا منه التلفون الذي قام بأستخدامه لتصوير وقفة المعلمين الاحتجاجية و الأحداث التي دارت أمام وزارة التربية والتعليم، و حتي الآن لا نعرف عن مصير هذا الشخص أي شئ و لا ندري ما الذي حدث له و لا نعرف هويته، فبعد التحري معنا تم إطلاق سراحنا بضمان و الخميس الماضي عرضنا على المحكمة على خلفية هذه القضية التي كان الطرف الشاكي فيها هو رجل الأمن عبدالله الوهاب الذي ذاته هو من تعرض للمعلمين و في نفس الوقت الطرف الشاكي في القضية.

قلت له ضاحكة :سبحان الله كما يقول المثل الشعبي :"ضربني وبكى سبقني واشتكى".


تابعونا للحوار بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر