الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتصار الوهمي للنظام الأسدي

محيي الدين محروس

2018 / 7 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


للأسف لم تستطع المعارضات السورية التوصل إلى توافق على رؤية سياسية مشتركة ( مشروع ميثاق وطني ) ولا على قيادة لهذه المشروع، بينما استطاعت قوى الثورة المضادة السياسية والمسلحة توحيد صفوفها تحت قيادة الإئتلاف، كما استطاعت من نيل الاعتراف بها كممثل وحيد ( للمعارضة ) من قبل قطر والسعودية وتركيا، ومن ثم من العديد من الدول.
مع العلم بأن العديد من هذه الدول كانت وراء تشكيل هذا الإئتلاف.
قامت الثورة المضادة بمهارة وبنجاح بتحويل الشعارات السياسية للثورة السياسية إلى شعارات جهادية، وقسم منها تحت الرايات السوداء…والقيام بمعارك مسلحة سنية - شيعية لا تمت بصلة لثورتنا.
كما قامت بما يُسمى „ تحرير „ قرى ومدن، دون تأمين أي حماية جوية لها، ودون تأمين المواد الغذائية والطبية الأساسية، وتحت حكم مجموعات إسلاموية، وقوانين تعود لأكثر من ألف سنة!
وبذلك قدمت خدمة للنظام الاستبدادي، الذي نفى وجود ثورة منذ انطلاقتها، وأعطى تسمية „ عصابات إرهابية“ مُسلحة وممولة من الخارج، في الوقت الذي لم يكن هناك وجود للسلاح، ولا لتلك التنظيمات! مما يدل على تورط النظام بتشكيل هذه التنظيمات إلى جانت دولٍ أخرى.
وكان النظام على ثقة تامة، بأنه يستطيع القضاء عليها في اللحظة المناسبة له. وها قد جاءت هذه اللحظة.
لماذا الأن؟
من جهة أطال النظام فترة عمره لعدة سنوات.
الناس التي وقعت تحت حكم هذه المجموعات، أصبح معظمها يفضل النظام على مساوئه، على حكمهم.
الدول المجاورة والدول الأوروبية تريد الخلاص من „أزمة اللاجئين“ وعودتهم إلى بلدانهم.
أصاب الدول الأوروبية الرعب من الإرهاب الذي تم تصديره إليها من سوريا.
استطاع النظام تلبية مطامع الدول، بإعطائهم امتيازات السيطرة وتقاسم الأراضي السورية بين روسيا و تركيا و أمريكا. ( حسب الخرائط المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي)، مقابل استمراره في الحكم!

وهكذا انتهت مهمة هذه التنظيمات المسلحة الإسلاموية.
بينما لم ينتهِ دور الإخوان بعد. لهم دور „السلطة المطيعة „ تحت الحكم العثماني في المنطقة التي يسيطر وسيسيطر عليها أردوغان في الشمال السوري.
وفي الشمال الشرقي لسوريا ستكون الكلمة والسيادة للولايات المتحدة الأمريكية، مقابل حكم ذاتي محدود الصلاحيات لأهلنا الكُرد.
مقابل كل ذلك سيتمتع الأسد ب „ رئاسة رمزية „ في العاصمة والمنطقة الوسطى والجنوب، التي ستكون تحت السيطرة الروسية. مع احتمالات حل الجيش الأسدي، والأجهزة الأمنية، وخلعه بعد سنتين أو أقل! مع ضمان استمرارية هذه الاحتلالات…
هكذا انتصر النظام على المجموعات المسلحة التي ساهم في تشكيلها، وانتصر في إطالة عمر رئاسته لعدة سنوات مقابل القتل والسجن وهدم البلد وملايين المُهجرين…
وأخيراً وليس آخراً: ببيع الوطن للدول الأجنبية مقابل انتصارات وحكم وهمي!

الثورة السياسية ستستمر حتى تحقيق أهدافها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هزيمة انتفاضة الشعب السوري
فؤاد النمري ( 2018 / 7 / 23 - 06:54 )
فشلت انتفاضة الشعب السوري بسبب تخلف قادة الإنتفاضة سياسيا ومن مختلف المشارب والألوان
طالبناهم منذ اليوم الأول للإنتفاضة أن يعلنوا بقوة أن العدو الأول والأخير للشعب السوري هو روسيا اي المافيا الحاكمة في روسيا ممثلة بالاستخبارات الروسية التي كانت صاحبة الحركة التصحيحية

لو تم ذلك منذ ربيع 2011 لما تطورة الأمور إلى حد الفشل

بعد الفشل عرف الإئتلاف أن عدو الشعب السوري هو روسيا
أما الأسد وعصابته من المخابرات فهم شلة تافهة لا وزن لها

اخر الافلام

.. حزب الله ينفذ هجوما جويا -بمسيّرات انقضاضية- على شمال إسرائي


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يغلقون جسرا في سان فرانسيسكو




.. الرئيس الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي: -لن أتولى أكثر من


.. رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما




.. ارتفاع ضحايا السيول في سلطنة عمان إلى 18 شخصا