الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطفولة .... احلام تبعثرها الحروب

صفاء الصالحي
(Safaa Alsalhi)

2018 / 7 / 23
حقوق الانسان


((ما أحلى أن نعيش في خير و سلام ،ما أحلى أن نكون في حب ووئام،لا شرّ يؤذينا لا ظلم يؤذينا،والدنيا تبقى تبقى آمال للجميع.....ما أحلى أن نكون في بيت واحد،ما أحلى أن نكون في وطن واحد،الحب للجميع،والخير للجميع،والدنيا تبقى تبقى آمالا للجميع)).
لم تزل تحفر عميقاً في ذاكرة الطفولة تلك الكلمات التي تنتهي بها الحلقة من أفلام كارتون "سنان " القندس الصغير الذي يعيش مع والده في غابة الصنوبر بقرية سكنها التعاون وحب الأخرين، وكيف كان يقدم سنان على مواجهة الأخطار ليساعد الضعفاء بمساعدة أصدقاؤه( بنان، ولالا ) لتعيش تلك القرية في حب ووئام. تلك القرية الجميلة كانت سقف وحدود احلام طفولتنا البريئة في الثمانينيّات من القرن المنصرم اذ كنا نملك الابتسامة العريضة ولم نملك الأحلام العريضة فأحلامنا وردية مختزلة في اللهو واللعب، ولم نكن نفهم مبررات وتبعات الحرب العراقية الايرانية كما يفهما الكبار إلا انها كانت كفيلة بتبخر وتلاشي أحلامنا التي لم تلملمها الاتفاقيات الدولية للحقوق الطفل ولا توصيات الامم المتحدة في إقرار اليوم العالمي للطفل في 20من تشرين الاول من كل عام بدعوى يوماً للتآخي والتفاهم بين أطفال العالم أجمع، وللعمل من أجل مكافحة العنف ضد الأطفال وإهمالهم، واستغلالهم فى كثير من الأعمال الشاقة التى تفوق طاقتهم.والحقيقة ان حقوق الطفل المثبتة في تلك المواثيق لا وجود لها على ارض الواقع وان منظمة الامم المتحدة هي نفسها من أقرت الحصار الاقتصادي على بلدي 1990 نعم قد تكون نتيجة للسياسات الحمقاء للنظام السابق لكن للطفولة النصيب الأكبر من دفع أثمانها طبقا لتقارير اليونسيف وفاة نصف مليون طفل عراقي مابين 1990-1998نتيجة الحصار،واما الأطفال الذين لم يقض عليهم الموت فكان لهم من سوء التعليم وسوء التغذية والتلوث البيئي والامراض والسرطانات نصيب غير منقوص. والى يومنا هذا لم يتم التخلص بعد من مخلفات وتبعات تلك العقود المظلمة حتى دخول عقد الاحتلال الامريكي البغيض الذي لم يبقي ولم يذر من بقايا احلام اطفالنا فخيبات الأمس تلقي بظلالها لليوم وكأن الخطيئة يورثها جيل للآخر ويوم بعد يوم ونيران الحرب مشتعلة لم تخمد ولم يزل العدد الكبير من اطفالنا في العراق يتعرّضون الى القتل وكانت اقساها في بغداد في13تموز من عام2005 حيث استشهد اكثر من ستة وثلاثين طفل وهم على مقاعد الدراسة بتفجير إنتحاري واتخذ ذلك اليوم يوم الطفل العراقي ،فاطفالنا يتعرضون لدرجة كبيرة من الوحشية قتلى وهم على مقاعد الدراسة وقتلى وهم نائمون في اسرهم ،يتموا وعذبوا وهجروا واختطفوا واغتصبوا وجندوا للقتال وحتى بيعوا كعبيد وطبقاً لما جاء على لسان "أنطوني ليك"مدير اليونيسيف ان سنة 2014 سنة كارثية للأطفال في مناطق كثيرة من العالم، وان ما لا يقل عن 14 مليون طفل يعانون في الشرق الاوسط نتيجة النزاع في سوريا والعراق .نعم سيد "أنطوني" وان عام 2015 أيضاً سنة كارثية على أطفالنا وان منظر الطفل السوري " إيلان الكردي" على ساحل البحر شعار تلك الكارثة ووصمة عار على منظمة الامم المتحدة ( اليونسيف). وعلى الحكومة العراقية ادراك ان حجم التحديات التي تواجه مستقبل الطفولة في العراق كبيرة في ظل الحروب وغياب تطبيق قوانين على ارض الواقع تحفظ للأطفال حقوقهم وتصون كرامتهم،وتعليمهم تعليما جيدا،وحمايتهم من كافة انواع الظلم والعنف والاضطهاد، ومساعدتهم في تلبية حاجاتهم الاساسية وتوسيع فرصهم لبلوغ الحد الأقصى من طاقاتهم وقدراتهم، وتجريدهم من ابسط الحقوق من الطعام والشراب والمسكن المناسب لنموهم السليم وحصولهم على الأمن والامان. وان التطبيق الفعلي لهذه الحقوق ستدفع بأحلامهم الى الواقع لتكون حقيقة يعيشها الأطفال وستذوب وتتلاشى تلك التحديات التي تبعثر احلام الأطفال أمل الامم في النهضة والتطور وصناعة المستقبل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة -أطباء السودان لحقوق الإنسان-: 80% من مشافي السودان دم


.. إسرائيليون يتظاهرون عند معبر الكرامة الحدودي مع الأردن لمنع




.. الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا


.. العربية توثق إجبار النازحين في بيت حانون على النزوح مجددا بع




.. إيطاليا.. مشاريع لمساعدة المهاجرين القاصرين لإيجاد عمل وبناء