الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إن كان #لحيدر_العبادي منجزا فذكرونيه يرحمكم الله!

ضياء ثابت السراي

2018 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


أتقن حيدر العبادي وبمهارة تسويف مطالب العراقيين خلال فترة حكمه كرئيساً لوزراء العراق، حيث واجه أكبر موجة اعتراضات عند بداية توليه مهمته رئيسا للوزراء وصلت إلى حد اقتحام الخضراء ومجلس النواب والاعتصام داخل مدينة الفاسدين (الخضراء). ولم تتوقف التظاهرات منذ ذلك الحين فقد واجه العبادي كل مطلب من المطالب العامة التي رافقتها احتجاجات، بحُزم إصلاحات تخديريه منها إطلاق قروض وسلف وهمية يقابلها قرارات صامتة برفع الضرائب وتقليص الرواتب وزيادة الاستقطاعات على رواتب الموظفين ورفع سقوف القبولات للتعليم الحكومي بغية تحويل الدفة إلى التعليم الخاص والأهلي الخ من قرارات أتت بصالح الطبقة المترفة ضد إرادة الطبقة المنسحقة في هذ البلد. ومن خلال تحليل شخصية الرجل ومظهره العام يمكن القول انه ليس الموجه الفعلي لهذه السياسية (المرنة الخبيثة) التي تدار بها الأزمات، وان لديه خبراء ومستشارين أجانب يديرون له ملف الأزمات ليبقى جانبه في أمان من العواصف التي يثيرها ضده خصومه ومن أبرزهم حزب الدعوة جناح المالكي. ولعل مظهره كان ولا يزال عاملا مساعدا في ألا يضع خصومه من الداخل والخارج الحسابات الدقيقة لخطط الإطاحة به وتنحيته عن دفة رئاسة الوزراء، فهم لا يرون فيه ندا لهم ولكنهم يتفاجؤون بانه ينجح في تخطي كل أزمة تلم به منذ توليه المنصب وحتى الأن ولا ننسى انه تسلم منصبه وقد كان بين فكي موازنة حكومية خاوية ومحافظات تشكل تقريبا نصف مساحة العراق كانت تحت سيطرة داعش. وتلاقفته أزمة أخرى قادها زعيم التيار الصدري نتج عنها تغيير في ربع المناصب الوزارية وتقليص ثلث عدد الوزارات لكن ما لبث الجمهور أن يستفيق على أكذوبة وخدعة (الإصلاح) التي استبدلت فاسد بفاسد أخر وأتت بوزراء أُسبغت عليهم صفة (تكنوقراط) لكن الحقيقة انهم ليسوا أكثر من (تكنوضراط). ولا ننسى أزمة المواجهة المحتدمة بين إيران وأميركا في ميدان الصراع بين الحشد الشعبي وداعش وكيف استطاع التملص من القبضة الإيرانية ومثلها الأميركية وان كان أقرب إلى الأمريكان منه إلى إيران. ولم تنته الأزمات السابقة حتى دخل أزمة استفتاء استقلال الإقليم وقد نجح فعليا بتمريغ انف البرزاني بالتراب وأعاده إلى الخلف عقدين كاملين. لكنه فشل في إدارة أزمة الانتخابات النيابية العراقية 2018 وخرجت في فترة حكمه أسوء عملية انتخابات عراقية لما بعد 2003، ولاتزال مستمرة إلى يومنا هذا مهزلة الانتخابات العراقية التي زورت ولاتزال عملية التزوير قائمة حتى الأن. وأمام الأزمة الأخيرة في فترة حكم العبادي وهي أزمة التظاهر ضد الواقع الخدمي والأوضاع الاقتصادية العامة للبلد والتي انطلقت من البصرة وعمت أرجاء الجنوب العراقي والوسط وعلى استحياء في بغداد، فانه لايزال صامدا يلعب على حبل المتظاهرين أمام وسائل الإعلام وفي الحقيقة فان وزرائه والأحزاب المنضوية تحت دولته وشركائه يقمعون المتظاهرين ويستمرون بسياسة تجويع وإفقار الشعب.
وإن كان العبادي قد نجح بالاستمرار في منصبه بفضل معونة الخبراء وخدماتهم أو بفضل فتنة قصار القامة (فكل قصير فتنة) كما قيل، إلا أن المعيار الأساسي للتقييم هو التطور والنمو الاقتصادي والثقافي والتقدم في قطاعات التعليم والصحة والتربية والخدمات الخ. وإذا ما نظرنا إلى هذه القطاعات فسنجدها قد تهاوت وانهارت وتعملق الفساد ونخر كل شيء في هذا البلد ولم يسلم منه لا القضاء ولا التربية والتعليم ولا الثقافة وحتى شريان الحياة الأساسي للعراق قارب على الجفاف (دجلة والفرات) دون أن يحرك العبادي ساكنا. وعلى مستوى الخدمات فلن نجد غير مول بغداد منجزا وفق حسابات العبادي الذي افتتحه باحتفالية كبيرة ليسجله منجزا له ضمن المعالم المفقودة التي أنشأها على الورق! أما ملاعب كرة القدم التي افتتحت في بعض المحافظات على هامش الدعايات الانتخابية 2018 فهي ليست بنى خدمية أساسية وتدخل ضمن قائمة الترفيه. وتطول قائمة الخيبة والنكسات وتطول فان كان هنالك من منجزا حققه الرجل للعراق فذكرونيه يرحمكم الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف